روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه قال: "مانحل والدٌ ولداً من نحلٍ أفضل من أدبٍ حسن".
كما ذكر بعض العلماء أن الله تعالى يسأل الأب عن ابنه يوم القيامة قبل أن يسأل الابن عن أبيه، ومن المعلوم بالأدلة والبراهين والوقائع الثابتة إنه ما أفسد الأبناء مثل إهمال الآباء في تأديبهم وتعليمهم ليتمكنوا من العبور إلى الآخرة بسلام، ولا أسوأ من تفريط الآباء في حمل أبنائهم على طاعة الله وزجرهم عن معصيته وحملهم على الابتعاد عن الدنيا ومغرياتها، يحسب الوالد أنه يكرمه ويعزه بذلك وهو بالحقيقة أهانه وظلمه.
قد اشارت النصوص إلى أهمية العناية بالأبناء وضرورة تربيتهم. إن أفضل مايقدموه الآباء لأبنائهم من العطايا، التربية الحسنة والصفات والأخلاق الحميدة وإن ذلك أفضل لهم من الكنوز والجواهر والثروات وإن أرادوا تنشئة أطفالهم يجب عليهم أن يسعيا إلى تربيتهم في جميع المراحل تربية حميدة يكون أساسها تقوى الله سبحانه وتعالى وطاعته في كل حين والباحث في آداب الإسلام وكيفية التعامل مع الأبناء سيجد إنه وضع لنا قواعد أساسية لذلك نذكر منها:
١-عن الصادق (عليه السلام) لأحد أصحابه حين قال:
"قد هممت أن أتزوج قال: انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك فإن كنت لابد فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير والى حسن الخُلق".
٢-تسمية الأبناء تسمية حسنة.
٣-تعليم الأبناء القيم والأخلاق في بداية نشوئهم وابتداء عمر الإدراك منهم.
٤-تعليمهم الصلاة عند البلوغ في سن السابعة من العمر واستمرارهم بتعليم أحكام الدين وآدابه وشعائره حتى يصلوا إلى العلم المطلق من حيث الحلال والحرام وماهو واجب وغير واجب.
٥-تعليمهم شيئاً من كتاب الله وسنه رسوله (ص) وعلماء أمته وقادتها.
٦-استغلال البرامج الثقافية والمتطورة والتقنيات الحديثة بالتربية شرط أن تكون هناك رقابة من الآباء للأبناء.
٧- اختيار الرفقة الصالحة لهم والتأكد من أن جميع رفقائهم لا يخشى عليهم من رفقتهم.
٨-انشغالهم بوقت المراهقة بالنافع لأن الفراغ بهذه المرحلة أساس تدمير الأخلاق.
كما راعى الإسلام جوانب متعددة من التربية منها:
التربية العبادية والتربية البدنية والتربية الأخلاقية والتربية العقلية والاجتماعية والتربية بالإشارة والتربية بالموعظة والتربية بالعادة والتربية بالترغيب والترهيب.
كما أن من وسائل التربية القدوة الحسنة والجليس الصالح والإفادة من الدوافع الفطرية.
وخير مثال للأخوة في الإسلام أو في المذهب الجعفري هي علاقة الأخوة التي تربط الامام الحسين والعباس (عليهما السلام)، هذه الأخوة هي علاقة خاصة قل مثيلها في تاريخ الإنسانية من حيث الإخلاص والفناء والفداء، الطاعة، التضحية و...
كان العباس (ع) رمزاً للبطولة والكرامة، نافذ البصيرة والوفاء والإيثار لخير البشرية وسيد شباب أهل الجنة الحسين (ع)، يروى إنه لم يناد أخيه الامام بالأخ بل الامام والسيد إكراماً وإجلالاً وتعظيماً لمقامه ومقام الإمامة والإخوة والطاعة في سبيل الله والرسالة المحمدية الأصيلة سوى اللحظة الأخيرة من حياته عندما سالت دمائه الطاهرة.
نعم هذا نابع من التربية الصالحة التي أساسها الأب وهو أمير المؤمنين علي ومن غير علي، هو الحق، العدل، الكرامة ونعم الولي هو الأب الحنون والزوج المخلص لزوجته، أما الأم فاطمة الزهراء هي أيضاً قل وجودها ولا مثيل لها، يعجز قلمي وكلماتي عن وصف هاتين الشخصيتين فهم خير مثال للأسرة الجيدة.
اضافةتعليق
التعليقات