نعيش في عالم المثالية حيث يظن كل فرد هو الرب الأعلى من ناحية الفهم والشعور ولا يمكن أن يحاكيه أحد، لو ننظر إلى حولنا نجد هذا البؤس يبدأ من العائلة حيث تسعى العائلة في هذا الزمن بالتحديد أن تفعل عكس ما كان يفعل الآباء في الماضي.
بينما كانت الحياة في الماضي مليئة بالصعوبات والمشاكل والتشديد على الأبناء، أصبح الطفل في هذا اليوم مدللا أكثر وأصبح كائناً مغتراً بنفسه وطاغوتا لا يمكن تحمله.
ومن أشد المواقف ايلاما حيث يشعر أن باستطاعته أن يفعل مايحلو له، يا ترى كيف هي أجواء ذلك البيت الذي تأتي الطالبة منه وترمي القمامة بالصف وبعدئذ تقول ليس من واجبي أن أنظف المكان إنه عمل العاملة ، هذه العاملة وجدت لتنظف المكان بشكل عام وليس أن تمشي وراء كل طالبة وتنظف نفاياتها.
ولكن ما جرح مشاعري إن هذه الطفلة تقول عائلتي تعلمني قائلة: ليس من واجبك تنظيف المكان إنه عمل العاملة، يا ترى كيف تكبر هذه الطفلة ومن تفوز بارجاعها الى الطريق الصحيح والسلوك السوي؟
يا ترى كيف تتعامل مع الآخرين في المستقبل لنتخيل سنواتها في عمر المراهقة !، كمية صراخها أو إهمالها لجميع ما يصدر حولها ، لنتخيل تعاملها مع زوجها المستقبلي كيف تريد أن تصر على كلامها وكيف تدمر حياتها بالأنانية وتحرق بيتها بيدها ، أوكيف لهذا الكائن الأناني أن يربي جيلا يخدم نفسه والمجتمع.
يا ترى أي مجتمع يبقى في السنوات القادمة؟
مجتمع مليء بالأبنية والقصور والسيارات الحديثة وفارغ من ألوان السعادة والصدق والتفاني ، مجتمع يصرخ فيه الجميع وينادي أنا ربكم الأعلى !
مجتمع يقطع البعض بعضا ويتغذى من دماء بني جنسه ، لذلك نتذكر أننا هنا لأجل رسالة وأننا ذاهبون كما ورد في سورة الانشقاق (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ، فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا).
المقصد ليس هنا أبدا وبعد هذا التمرد و الدلال هناك لحظات الحساب التي هي أصعب لحظات الانسان (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
وبعد كل هذا التدقيق نجدنا تائهين نركض يمينا و شمالا دون جدوى وفائدة ترجى و ننسى واجبنا الأساسي وهو التربية ونتمسك بالمفاهيم الخاطئة ونربي أطفالنا عليها ولكن كيف ستكون النهاية؟
سوف تكون اللحظة الصادمة حيث أسقط في امتحاني، (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا، وَيَصْلَى سَعِيرًا، إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا، إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ، بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا).
إنه كان في أهله مسرورا، يتمتع بلحظات السرور في هذه الحياة الفانية والقصيرة يقول ويفعل مايحلو له ويربي أطفاله على هذا النمط الطاغوتي ظنا بأنه خالد هنا ولكن ينسى أن ربه كان به بصيرا!
لذلك العائلة لها أعظم دور في تنشئة الأطفال ولا نظن بأن هناك طريق للنجاة لأن الكلمة سوف تتوارث جيلا بعد جيل ، ياترى نربي انسانا أو وحشا؟، (وقفوهم انهم مسؤولون !).
اضافةتعليق
التعليقات