قام الغرب بفتح الأبواب على مصراعيها؛ لتستضيف العرب على فنجان من الحرية والدعوة إلى السفور المُحلى بمخالفة قواعد الشريعة، ذلك الفنجان الذي كلما سُقي منه العرب زاد الطلب عليه، وبدأ صيته ينتشر بين الناس، كذلك التقليد الأعمى للغرب الذي فتحت نوافذه جميع الوسائل، وبدون أية أسوار وسرعة في الوصول اخترقت المنازل، واخترقت العقول، ودخلت إلى كل من الشاب والفتاة والصغير والكبير.
فأصبح التقليد الأعمى أو ما أسميه ((التقليد الأعمى للغرب)) في عصرنا هذا بناء أساس إنشاءه الجمال والتميز ولباس الشهرة وتجاوز الحدود.
ومما يدعو الكثير منا إلى زيارة بناء (التقليد السلبي) الأغاني المصورة المنتشرة، والمجلات الهابطة والبرامج التلفزيونية التي تدعو للتقليد، والتي تجذب لها السياح من فئة (الفتيات والشبان).
وقد تم بناء فرع جديد في هذا البناء؛ وهو فرع (العمليات التجميلية) فالإحصائيات المنتشرة في عصرنا هذا وزمننا الآن تعتبر العمليات التجميلية في طليعة شؤون التقليد السلبي (الأعمى). فسوء استخدام تطورنا في التكنولوجيا سهلت على فئة الشباب الحصول على مرادهم للتشبه مثلا: (بالممثلين والمغنين والمشهورين.....)، وفي الغالب يكون تأثير الغرب على الفتاة أكثر من الشاب حين يدعو لمخالفة قواعد الشريعة الإسلامية، وحجز التذاكر؛ لركوب سفينة الأهواء التي تسيرها رياح تقليد الغرب؛ لتصل بفتياتنا إلى شاطئ تقليد الغرب، والتشبه بالرجال أيضاً.
وذلك لأن الفتاة تحب أن تميز نفسها بجميع المكملات المتطورة في حين أن الغرب يزين لها كل ما يخالف الدين باسم (التطور والجمال).
وقد ابتعد أبناء أمتنا عن مدينة ((التقليد الإيجابي)) التي أصبحت في زمننا هذا مهجورة وشبه مهجورة؛ كأنها أصبحت من الآثار القديمة التي لن يذاع صيتها بعد الآن، وذلك لأن كثير من فئة الشباب يبتعد عن التقليد الإيجابي، فبعضهم يعتبرونه مضيعة للوقت، وغير ملفت للأنظار، إذ يسعى الشباب في هذا الوقت إلى كل ما يجذب ويدعو للفت الانتباه حتى لو كان في ذلك خطورة على نفسه وحياته.
وفي ختام الكلام .. ندعو شباب وفتيات أمتنا إلى التقليد الإيجابي وفهم المقصد الحقيقي منه، فإيجابية التقليد تكون في مقصده الحقيقي الذي يكمن في كل ما فيه مصلحة للناس، كالتقليد في عمل الطاعات والعبادات: كبر الوالدين، ومساعدة الضعيف، وكفالة اليتيم، وإعانة الملهوف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطلب العلم .. وغير ذلك من سائر الفضائل والطاعات التي لا تحصى عدداً.
كما نحث على التوسع الديني للعيش في رحاب الإيمان وسط بساتين الرحمة، وزرع القيم الإسلامية في الفرد والمجتمع؛ لنكون بفارق الصبر منتظرين حصاد ثماره .
والقيام أيضاً بإنشاء حملات توعية توضح آثار التقليد السلبي على المجتمع عامة وعلى الفرد خاصة ونظرة الشرع في ذلك الشأن، وإعداد برامج تربوية توضح للشاب والفتاة جوهر التقليد الإيجابي .
لكن لا نعلم: هل سينجو زمننا من هذا التقليد الأعمى؟
نشكر المولى عز وجل على ما ألهمنا إياه ونسأل الله تعالى كل ما فيه الخير والصلاح لنا في الدارين وأن يحفظ شباب أمتنا من كل سوء.
اضافةتعليق
التعليقات