• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إلا كلمة!

مريم حسين العبودي / السبت 06 تشرين الثاني 2021 / ثقافة / 2222
شارك الموضوع :

يجهل الكثيرون ما للكلمة من سحر، يرمي شخصٌ ما كلمةٌ عابرةٌ ويمضي، فيعيش أحدهم أسعد أيامه بسببها

للكلمات طاقات كامنة قابلة للتفجّر في أي لحظة، بعض الكلمات يُصعّد سامعها لسابع سماء وبعضها الآخر يهوي به إلى قاعٍ سحيق لا انتهاء له، بعضها يُلبسُ تاجاً، والآخر ينتزع عرشاً كاملاً.

يجهل الكثيرون ما للكلمة من سحر، يرمي شخصٌ ما كلمةٌ عابرةٌ ويمضي، فيعيش أحدهم أسعد أيامه بسببها، ويقول ثانٍ كلمة تعلق في ذاكرة آخر فتكون سبباً في بؤسه لحياةٍ كاملة!، وكلمات أخرى سحقت قلوباً لكنها ولّدت عزيمةٌ لا تراجع فيها، كلماتٌ ساحقة ابدعت كُتاباً وعلماء، كلمات مهينة وجارحة خلقت أشخاصاً ذوي قلوبٍ فولاذية لا يثني عزيمتها شيء، فلله در كلماتٍ تطحن الروح طحن الرحى، وكلماتٍ تجمّع شتات القلب وهشاشته.

لا يُعير الكثيرين اهتماماً واضحاً لما يقول أو للحن الكلمات التي ينطقها، ربما تتحول كلماتٌ عادية إلى أداةٍ جارحة بسبب طريقة قولها، نكهة التعالي والتبجّح لا يمكن تجاهلها، إنها تترك في الروح صدعاً مؤلماً.

لابد أن يعرف المرء ولو متأخراً حجم الأذى الذي يخلّفه في صدور الآخرين، ظنًا منه بأن الكلمة لا تملك تأثيراً ما دامت لم تتحوّل لفعلٍ واقعيّ بعد، لا ينطبق الأمر هنا على النوايا، أو على قاعدة أن الأعمال بالنيات، وأن فلان حين نطق بذاك الكلام كانت نيته سليمة لكنه هو بطبعه سليط اللسان وسريع والغضب ولا يمكنه التحكم بما يقول، هذه تبريرات واهية يُرادُ بها ترقيع الفجوة التي خلفّتها تلك الألفاظ المؤذية، في كثير من الأحيان يُعتقد أن الاعتذار كفيل بتصليح كل شيء، فهو يمحو كل ما قيل ويقلب صفحةً جديدة، حسناً، إن الاعتذار يملك تأثيراً سحرياً ويكسر الجليد المتراكم فوق القلب، لكنه لا يفعل دائماً، فهو ليس مضاداً حيوياً يُلتجأ إليه كلما أفسدنا سكينة الآخرين بوقاحة أقوالنا، لا ينفع تضميد الجرح وهو نازف.

الكلمة الطيبة صدقة، صدقةٌ لا تُكلّف مالاً، ولا تستوجب أن تُحرّك مكانك وتبحثُ عن فقيرٍ أو محتاج لتُبارك يومك به، إنها صدقةٌ تستطيع منحها في أي موقعٍ من العالم وفي أي حالٍ كنت، في موضع نُطقٍ أو كتابة، سائراً أم جالساً، لا تُفرّق صدقة الكلمة بين فقيرٍ وغنيّ، بل إنها تُغني مانحها، تُعزّه وتجذب القلوب إليه وتحوّطه بهالةٍ من الرِضا أينما حلّ وارتحل.

تمعن في النص المسرحي (الحسين ثائرا)، للشاعر عبد الرحمان الشرقاوي، فيقول كلمات عن لسان حال الإمام الحسين (ع) مع الوليد حين طالبه بمبايعة يزيد ابن عبد الملك بن مروان، وهو يقول: نحن لا نطلب إلا كلمة! فلتقل بايعتُ، واذهب بسلام لجموع الفقراء، فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقناً للدماء فلتقلها ما أصغرها إن هي إلا كلمة.

فيكون رد الإمام (ع): (كبرت الكلمة، وهل البيعة إلا كلمة؟ ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة ما شرف الله سوى كلمة أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري، الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم، الكلمة زلزلة الظالم، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة).

الانسان
الحياة
السلوك
الفكر
الدين
الامام الحسين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    ملاذ الخائفين

    النشر : الأحد 25 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    في الحياة كيف نواجه التحديات؟

    النشر : الأربعاء 23 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    آية وإضاءة للحياة: أدب العطاء

    النشر : الثلاثاء 13 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    أنا طاووس!

    النشر : الأثنين 25 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    أول طائرة من دون أجزاء متحركة

    النشر : الثلاثاء 25 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 45 ثانية

    لعبة الحوت الازرق وموت المراهقين ..

    النشر : الأحد 24 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 48 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1237 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 446 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 428 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 420 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 419 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1331 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1237 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 775 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة