هل هاتفك هو أول شيء تمسكه في الصباح وآخر شيء تلمسه قبل النوم؟
هل كثيراً ما تمسكه "للاطلاع على المستجدات فحسب"، فترفع نظرك بعد خمس وأربعين دقيقة لاحقاً وتتساءل أين مضى الوقت؟ هل تقول بأنك تريد قضاء وقت أقل على هاتفك، لكن ليست لديك فكرة عن كيفية القيام بذلك دون التخلي عنه تماماً؟ إذا كان الأمر كذلك، هذا الكتاب هو الحل.
"كتاب كيف تقطع علاقتك بهاتفك" تأليف الكاتبة كاثرين برايس التي تقدم خطة عملية للانفصال عن هاتفك، ثم الرجوع إليه.
الهدف؟ علاقة طويلة الأجل تشعر فعلاً بأنها مريحة.
سوف تكتشف كيف صممت الهواتف والتطبيقات لتسبب الإدمان، وتتعلم كيف أن الوقت الذي نقضيه عليها يضر بقدراتنا على التركيز، والتفكير العميق، وتشكيل ذكريات جديدة. ستجري تغييرات تناسبك على وجه الخصوص على الإعدادات والتطبيقات والبيئة والعقلية من شأنها أن تتيح لك في النهاية استعادة السيطرة على حياتك.
كتاب المناقشة لنادي أصدقاء الكتاب الشهري كان هذا الكتاب المشار اليه والذي حمل استمتاع المشتركات واستفادتهن مما قرأن فيه حيث كان الكتاب ممتع ومشوق يشد القاريء إليه.
حيث بينت لنا فيه الكاتبة في الجزء الأول من الكتاب الذي أطلقت عليه " اليقظة" والذي بينت فيه الكاتبة أخطار الهاتف، وما يعرض حياتنا له من خطر القلق والتوتر على حياتنا العقلية والفكرية وحتى الجسدية، وبينت لنا الخطر الذي يهددنا به بدراسات علمية وميدانية. كما بينت لنا الخطر الداهم للهواتف الذكية، وكيف غيرت تفكيرنا، واستحوذت على أذهاننا، بل وقتلت انتباهنا، فصرنا نفعل الأشياء بتلقائية، وكأننا آلات مُسيرة، وغابت عنا الرؤية، وغاب عنا التركيز، وتلاشى انتباهنا بكثرة المشتتات.
بل ذهبت إلى نقطة جوهرية وهي استعمار الأجهزة الذكية لنا، عن طريق التطبيقات المجانية، الذي لا يكون ثمنها في الحقيقة إلا انتباهنا وتشتيته، وعن طريق بذل معلوماتنا بكل اختيار وحرية، فندون كل لحظة، ونفصح عن كل طور في حياتنا، فنقر باسمنا وتاريخ ميلادنا، والمدرسة التي ارتدناها والجامعة التي درسنا فيها، والعمل الذي نشتغل فيه، وعن أحلامنا واهتمامنا، وكل ذلك باختيارنا، وإذا قُدر لنا مثلا أن سألنا إنسان حتى ولو كانت له سلطة عن كل تلك المعلومات، لما سردناها له بمثل تلك التفاصيل.
كما بينت الكاتبة خطر الهاتف وأنه نوع إدمان، بدليل أننا نمد يدنا كل مرة بتلقائية لأخذه، وأن أذهاننا معلقة بنوع من الشعور بالسعادة والإثارة والفرح، مما يجعله يفرز مادة "الادرينالين" أي نفس المادة التي يفرزها مخ كل المدمنين.
وللدلالة أكثر على الإدمان، فالكل يعرف ما يشعر به أثناء نسيانه لهاتفه، أو عدم الاطلاع عليه ولو مدة زمنية يسيرة، متعللا ببعض الأعذار من خوف فوته مكالمة مهمة، أو شيئا طارئا أو أو... ، والحق أنه الإدمان، لأنه في غالب الأحيان، يجد الهاتف بدون تلك المكالمة المهمة ولا الأمر الطارئ.
ولا شك أن الهواتف قد أثرت أيضا في نومنا، وجعلتنا نقضي الساعات الطوال عليها قبل النوم، مما يجعل النوم يجافينا، بفضل لون الشاشة، والانغماس في الأخبار والدردشات، والفديوهات المتنوعة.
كما بينت تأثير الهواتف على منطقة اتخاذ القرارات في منطقة المخ، بفضل كثرة الخيارات المتاحة، بالإضافة إلى قراءة التقييمات المعروضة على كل منتج، مما يجعلنا نشتري المنتوج لا بقرارنا، وإنما بقرارات غيرنا ونظرتهم له في التقييم، ولو كنا جاهلين بهذا الغير.
لتنتقل بعدها للجزء الثاني، والذي سمته "الانفصال" حيث عرضت خطة قدرها ثلاثين يوما، للانفصال عن الهاتف، ويمكن لكل شخص التحكم فيها على حسب رغبته وظروفه.
ويفضل الرجوع إليها لمن أراد التغيير، والتخلص من هاتفه، وعيش حياته كما يريدها هو، لا كما يريدها له غيره.
وختاماً الكاتبة لا ترمي من كتابها التخلص من الهاتف نهائيا، وإنما إصلاح العلاقة معه، والتعامل معه كأداة صنعت لنا لنستفيد من الإمكانيات التي تخولها لنا، لا أن نهيم فيها وننسى حياتنا، فالحياة أسمى من أن تضيع خلف الشاشات التي حجمت العطاء والتواصل وكل معانيها الجميلة.
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات