في كل مرحلة من مراحل حياتنا هناك من لهم الدور الكبير في أفعالنا ، أقوالنا ،طريقة عيشنا، أهدافنا، طريقة لبسنا وحتى أفكارنا في صغرنا، كنا نأمل أن نصبح كتلك الشخصيات الكرتونية ونصبح عظماءً، كثيرا ما كنا نفكر أن ندخل التلفاز ونصبح تلك الشخصية المشهورة والمحببة لدى الجمهور كي يحبنا الجميع.
بعد ذلك أصبحنا شباب المستقبل مع ألف فكرة لتحويل حياتنا إلى حياة مثالية والتلفاز كان يؤكد دورنا في كل لحظة ويذكرنا بأننا شباب المستقبل وها نحن ودعنا مرحلة الطفولة وأحلامها البسيطة ووصلنا إلى تلك المرحلة المعقدة بعض الشيء حيث يكون الانسان بين الجنة والنار لا يعرف بأنه في عالم الطفولة أو في عالم الكبار يتحرك يميناً وشمالاً مع كل ريح الى أن يتخلص من العواصف ويرتاح في بر الأمان و يصل إلى المستوى المطلوب (مرحلة الشباب).
حيث في هذه المرحلة أيضاً كان أمامنا آلاف الطرق و آلاف الشخصيات كي نقتدي بهم و نتعلم منهم كيف نعيش حياة مملوءة بالجمال والرفاهية.
ولازلنا عندما نفتح برامج التواصل الاجتماعي هناك ملايين من العظماء والمشهورين حيث انهم يعلموننا كيف نصل إلى القمة، يا ترى هؤلاء هم من يعلموننا الطريق الصحيح؟
الانسان يتبع من يحب
فقد ذكرت احدى الفتيات انها في مرحلة من المراحل كانت تحب حفيدة عالم من العلماء تذكر انها في تلك المرحلة كانت تهتم بصلاة الليل لأن حفيدة العالم كانت تصلي صلاة الليل فهذه البنت أيضا لشدة حبها لها كانت تفعل ما ترى من صديقتها، كانت ترتدي الحجاب على نفس الطريقة و تهتم باتيان صلواتها في وقتها لأنها كانت تشعر بأن صديقتها سوف تنزعج منها ان لم تهتم بأوقات الصلاة وهكذا.
وفي مكان آخر اندهشت من طفلة ذات سبع سنوات كيف انها تتبع شخصية معينة من اليوتيوب و كيف تهتم بالماركات وطريقة لبس تلك الشخصية وكيف انها مولعة لتكون مثلها!
وجدت اننا في جميع مراحل حياتنا نتبع من نحب و الحب هو الجوهر الذي يحركنا نحو الأمام، الحب هو الماء الذي يروينا و يجعلنا أحياءً لنتحرك و نمضي لذلك يجب أن نهتم بمن نحب ونختار بدقة لأن أفعالنا ستكون كأفعال المحبوب وأقوالنا ستكون كأقواله و نتشخص بشخصيته فجأة دون أن ندرك لذلك يجب أن نمعن النظر فيمن نحب ونهتم بقلوب أطفالنا لأنهم أمانة الله بين أيدينا.
فمن يحب أحداً سوف يكون معه و في مقامه فقد ورد عن الإمام الرضا(عليه السلام ): من أحب عاصيا فهو عاص و من أحب مطيعا فهو مطيع و من أعان ظالما فهو ظالم و من خذل عادلا فهو خاذل إنه ليس بين الله و بين أحد قرابة و لا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة و لقد قال رسول الله ص لبني عبد المطلب ائتوني بأعمالكم لا بأنسابكم و أحسابكم *١.
اذن الحب مع جماله وقدرته الخارقة ربما يكون طريقاً نحو الجنة أو يأخذ بتلابيبنا إلى النار و يدمرنا.
فحب العاصي يجعلنا في طريق العصيان والتمرد وحب المطيع يجعلنا من أهل الطاعة وحب الخيرات وحب الظالم يأخذ بيد الانسان إلى عالم الظلم والخيانة.
وهكذا الانسان يتبع من يحب إن المحب لمن يحب مطيع ..
تأثير القدوة في حياتنا كبير جدا و نحن شئنا أم أبينا نتبع الآخرين منذ الصغر ونتعلم ممن حولنا كيف نمشي وكيف نأكل و كيف نمارس الفعاليات في الحياة، لذلك علينا أن نهتم باختيار القدوة فقد نجد الأسوة الحسنة في القران الكريم: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا.
حيث كان رسولنا الكريم صلى الله عليه واله الأسوة الحسنة في جميع المجالات وجميع جوانب الحياة فهو يضرب بقيادته و أخلاقه و حسن معاملته أروع الأمثلة وكذلك الأئمة من ولده هم الأروع و الأمثل فمن يقتدي بهم سوف يسمو ويرتقي و يكون في أعلى عليين.
قال الإمام الرضا(عليه السلام ): يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا و شمالا فالزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه و من فارقنا فارقناه إن أدنى ما يخرج الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك و يبرأ ممن خالفه يا ابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا و الآخرة. *٢.
اضافةتعليق
التعليقات