لستَ مُبدعاً، ليس بجميل ما صنعت، لم يؤثر ما فعلته، لن تستطيع أن تكون كاتب، مصور، مصمم، باحث..
وهكذا هي عبارات الانتقاد التي تنهال على كُل من أراد تقديم شيء في زماننا هذا، هكذا يُشحن الشخص بطاقة سلبية تقوده إلى التوقف عن تقديم شيء جديد خشية سماع عبارات جارحة جديدة، هكذا تُحطم جهود الكثيرين بلا اكتراث، لذلك يفضل البعض هدر طاقته ووقته بأي شيء بدلاً من صرفها في شيء يُنتقد بسببه بمجرد طرحه.
عجيب أمر البعض الذي يعتقد أن الاحتراف هي الخطوة الأولى التي يخطوها كُل شخص في أي عمل، ما الاحتراف إلا نتاج العديد من المحاولات الناجحة وغير الناجحة، الاحتراف هدف لكل من يُريد النجاح وفي ذات الوقت هي حجة يتسلح بها كل متكاسل.
ولكن لا أحد يهتم:
قد يبدو الظاهر كذلك في البداية، ولكن الحقيقة أن الكثير يهتم ويحاول تقليدكَ لكنه يخشى الاعتراف، يخشى أن يمدحكَ فيُكتشف النقص الذي يعانيه.
ماتحتاجه في الواقع هو أن تهتم أنتَ بعملكَ/ هدفكَ/ نفسكَ، لا تتوقع شيء من الآخرين حتى لا تُصدم بردة فعلهم، طور ذاتكَ، استمر بإنجازكَ لأجلكَ فقط.
ولكن الدُنيا تخالفني دائماً:
هي وجدت لمخالفتنا، لم تُخلق لتماشي أفكارنا ولا لترضخ لنا، هي تستلذ بتشويه أرواحنا، اغراءنا، حرفنا عن فطرتنا، لو لم تكن كذلك لما طلقها سيدها أمير المؤمنين عليه السلام.
هي لم تنصفه، جرحته، عاكسته، غدرته ولكنه خُلد بعمله فيها رغم أنفها، ازدادت غدرا بأولاده فلم تجد منهم إلا التألق في سماءها، وجدت مغرياتها بأقدامهم تُسحق، ومشاكلها بإصرارهم تُمحى.
ماذا عنكَ أنتَ أيها المقتدي بهم؟
هل ستستلم لها الآن؟ أم أنكَ ستُشحن بطاقة حبهم لتواجهها، تذكر بأنها الآن قد استغلت فرصة غياب إمام الزمان لتُشوه ما بقي من إيماننا، هل ستركن لها وتخذل إمام زمانكَ؟
أيها الشاب تأكد بأن الدُنيا تخشاكَ لأن في داخلكَ طاقة عُظمى لا تقوى مغريات الدُنيا على الانتصار عليها، فجر طاقتكَ وانهض لأجل إمامكَ، طهر قلبكَ ليكن انعكاس لنوره البهي الذي يُضيء بلا انقطاع، ستكون مُبدعا، مُحترفا ينافس كُل المُبدعين، فقط تعلم الإيمان بذاتكَ وهدفكَ.
ستسمع بلا شكَ من يُردد (إن الشباب هذه الأيام بلا منفعة) لا تكترث لقولهم فلا غاية لهم سوى تقليل عزيمة الشاب، استمع لقول مولاكَ الصادق عليه السلام: "عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير".
ثق لأنكَ شاب فأنتَ في رعاية خاصة من مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه، كل ما تحتاج الالتفات إلى تلك العناية والتضحية بشيء من الأنا والهوى لترتقي في سماء رضاه، وذلك هو مصدر احترافكَ الذي لا يملكه الكثير.
اضافةتعليق
التعليقات