وعود واهية، وبصيص أمل بدأ يخبو شيئاً فشيئاً، فبعدما لمعت أمام أعينهم الدنيا بدأت تفقد بريقها، فالمحاضرين وبعد جهد دام أكثر من عام ونصف العام تقريباً إن لم يكن أكثر بساعاتها وأيامها وحرها وبردها كانوا يخرجون من بيوتهم يستيقظون مجاناً، ويلبسون مجاناً، ويتركون بيوتهم مجانا،ً واخيراً يأتون للمدرسة فيدرسّون بالمجان!.
أي واقع مؤلم وصل إليه شعب يعيش في أضغاث الأحلام، أصبح كل شيء وعود في وعود.
شريحة المحاضرين المجانيين ظهروا في الساحة العراقية وبالأخص في كربلاء خلال الأعوام القليلة الماضية، جاء وهو محمل بحلم من أبسط حقوقه وهي الوظيفة فلم يعد بسوى خيبة أمل وحيرة هل يترك مابدأ به أم يستمر، هل يصدق حكومته ويكذب حدسه؟.
وعلى أثر تلك المعاناة التي يعاني منها المحاضر المجاني قامت بشرى حياة بهذا الاستطلاع
حيث التقت بالمحاضرة رحيق شاكر بكالوريوس لغة انگلیزیة وسألناها عن حال المحاضر الآن وطموحه مستقبلاً؟ فأجابت قائلة بأن حال المحاضر متزعزع في الوقت الراهن فلا يستطيع الاستمرار بالدوام مجاناً لصعوبة الأمر ولا يتمكن من تركه عسى أن يفضل اسمه على البقية فهو واقع بين نارين وطموحه أن يوضع حد لهذه المسألة كي يستطيع الإستقرار ووضع خطة وبرنامج لحياته.
وقد التقينا أيضاً بالمحاضرة حلا الجبوري بكالوريوس اجتماعيات وأجابتنا بأنها تعشق الدوام وليست متضايقة منه فهي تنهض صباحاً مفعمة بالحيوية والنشاط وتشعر أن المدرسة أخرجتها من القوقعة التي تعيش فيها وتنوي إكمال السنة حتى وإن حسم أمرها بعدم التعيين أو بقيت الأمور معلقة ولكنها تخشى أن يستهزئ بها الآخرون إن هي استمرت بعد أن يبتوا بأمرهم.
وقد التقينا أيضاً المشرف التربوي الأستاذ علي الدفاعي فأجابنا مشكوراً بأن الخلل لايعود على التربية في كربلاء فهي قد رفعت أسماء المحاضرين وعلى المحافظة متابعة الأمر ومخاطبة الوزارة في كمية الوظائف الشاغرة لديها وقال أيضاً أن صندوق النقد الدولي يمنع العراق من استحداث وظائف جديدة إنما يعتمد فقط على الوظائف الشاغرة المتوفرة فمثلاً من يبلغ سن التقاعد تقوم التربية بتعيين أحد ما مكانه وكذلك حالات الوفاة وماشابه فعند توفر الشواغر يصبح هناك أمل بتعيين المحاضرين المجانيين إن شاء الله.
فيما قالت الست سعدية مديرة مدرسة ابتدائية بأن المحاضرين المجانيين رفعوا الكثير من الضغوط عن المدرسة وبعضهم يستحق لقب المعلم المثالي بجدارة وأتمنى أن تكون لنا فرصة كمدراء بترشيح أسماء المحاضرين ورفعها للتربية.
فيما قال الأستاذ شاكر معاون اعدادية عثمان بن سعيد:- بأن المحاضر المجاني قام بعمل عظيم وجهود استثنائية وهو يستحق التعيين وله الأولوية في ذلك.
فيما نوهت المعلمة المتقاعدة زهرة هادي بأن حلمها الأول حين أقدمت على التقاعد أن يتعين أحد أبنائها ويحل محلها وإلى الآن حلمها قيد التنفيذ.
اضافةتعليق
التعليقات