بين ألق الماضي وتميز الحاضر اعتلت منصة النجاح في عالم الإعلام من كل أبوابه, ابتداءً بخشبة المسرح ثم بظهورها على الشاشة الصغيرة, ليكتمل جمال روحها حينما نسمعها تصدح بحنجرتها الذهبية الدافئة عبر المذياع, بدأت موهبتها منذ صغرها, شاركت بالعديد من الأعمال الفنية جعلتها تنفرد لتحظى بأغلى وأجمل جائزة تتمناها امرأة, إنها الفنانة والاعلامية وداد هاشم.
أحبت كربلاء حينما انتقلت للعيش بها مع أسرتها, ومنذ ذلك الحين أمست كربلاء قرة عينيها, انشطرت مواهبها بين المسرح والإعلام التلفزيوني والإذاعي, كانت بذرة انطلاقتها في أول عمل مسرحي لها على خشبة مسرح كربلاء في مسرحية الشهداء ثم مثلت في قسم الدراما بإذاعة كربلاء.
انطلاقة جديدة
كان لفخامة صوتها أثر روحي يحمل بطياته دفء المنشدة الوطنية والحسينية والذي صقلته من خلال تلاوة القرآن الكريم لاستماعها إلى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
فانبثقت انطلاقة جديدة لها لتكون منشدة للأناشيد الوطنية والحسينية, وتفرعت بهذا المجال فسجلت مسلسلات اذاعية تاريخية واسلامية, وكان لها رصيد مميز بذلك من مسلسلات خاصة عن واقعة طف كربلاء.
ومن خلال رحلتها المكتظة في تشعبات الاعلام وصلت إلى ما تصبو إليه, إلا إنها لم تقف في مكانها بل واصلت بالمضي قدما نحو القمة, حتى انتمت إلى قصر الثقافة والفنون.
أتوق إلى المسرح
وجدت وداد نفسها أكثر على خشبة المسرح, فقد كانت تتوق شوقا إلى الامتثال أمام الجمهور منذ نعومة أظفارها, لتوصل من خلال ذلك رسالة عملها بشكل مباشر, فقدمت أعمال زاخرة على خشبته تركت فيها بصمة لا تنسى, ومنها مسرحية عزف نخلة, والحسين لغة ثانية, والفراشات الشهيدة, ونحن هنا, وأعمال أخرى.
المسرح والإقتصاد
وعن الأزمة الاقتصادية ومدى تأثيرها على المسرح قالت: "كان للأزمة الاقتصادية ثمارا أنهكت العمل المسرحي مما جعل العديد من محبيه يعزفون عن العروض المسرحية, لأن المسرح يحتاج إلى مقوماته, وأدواته, ودعم مادي, ومن غير هذه المقومات ينهار ويضمحل, وينزوي محبيه ويبتعدوا عنه, لأن أهم نقطة بإستقرار المسرح هي المادة, بدءا من الممثل, الكاتب, المخرج, السنغرافية, وأمور لوجستية كثيرة, إذا لم تتوفر كلها يندثر المسرح ويلفظ أنفاسه الأخيرة, ثم يكون شيئا من المستحيل".
أصدق المسارح
بعدما خاضت الكثير من التجارب في عمرها المسرحي إلا انها قالت بعد سؤالنا لها: "إن المسرح الكربلائي من أصدق المسارح وأكثرها تألقا, وانتاجاً, رغم الظروف الصعبة التي نواكبها, وبرغم كل هذا ما زال خلف ستاره طاقات تعمل بعزيمة واصرار وتتحدى كل الأزمات ليجود بالعطاء.
ومن أجل أن نرتقي بمسرح وطني مميز, علينا اختيار نص يحاكي الواقع, والتي تواكب ما نمر به, من ظواهر على أي مستوى, إذ يمكن أن يعالجه المسرح من خلال ايصالها بنص مسرحي هادف".
أثمن الجوائز
كانت أثمن جائزة نالتها (وداد هاشم) هي حب الجمهور لها وحبها لهم, فبحبهم وصلت إلى ما عليه الان, لترتقي وتحصد جوائز عديدة في رحلتها الاعلامية المكللة بالنجاح.
فنالت جوائز ابداع عدة ضمن مشاركات متنوعة منها, اليوم العالمي للمسرح, وجائزة الابداع في التقديم الاذاعي, وجائزة أفضل صوت وأفضل أداء عام( 2008 ) في مسرحية (الألم المضيء) وفي بابل حصدت جائزة عن مسرحية (ام حسين) وجائزة اخرى في مهرجان خالدون, كما نالت جائزة أفضل ممثلة ثانوية في مهرجان المسرح الحسيني, وجائزة افضل ممثلة بدور رئيسي في مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي السادس.
وآخر ما أضافته إلى سلسلة اعمالها المتألقة, درع الابداع عن أجمل عمل مسرحي في مسابقة فريدة من نوعها, إذ شاركت اثنى عشر محافظة عراقية في مهرجان اقيم في محافظة السماوة, في عروض مسرحية متنوعة, غير أن عرضها المميز عن دورها في مسرحية عزف نخلة, أذهل الحاضرين ولجنة التحكيم, من حيث التأليف, والاخراج, والتمثيل, لتعود وداد هاشم إلى مدينة كربلاء حاملة درع الإبداع, وشهادة الممثلة الأولى في المهرجان.
وبكل هذا النجاح ما زالت تحلم وداد بأن تكون اعلامية معروفة عراقياً, وعربياً, أما فنيا فحلمها لا يتوقف عند حد معين, لأنه حُلم ولا يمكن أن تصحو منه.
اضافةتعليق
التعليقات