أرق يزورني كل ليلة محمل بغبار الألسنة فيغطي تفكيري ويثير شعوري فتتناثر دموعي كحبات الخرز تلحق الواحدة بالاخرى ولاينتهي موسم المطر فيها حتى تغفو تلك الأجفان الصامدة، تأخذني قدماي ذهابا وايابا واتردد في طرق باب امي كما الصغر لكن حياء الكبر ركنني جانبا على اخر درجة للسلم قبل ان اطرق بابها فتبقى قدم معلقة عليه والاخرى تحاول الوصول دون فائدة، صدقا اتوق للحديث معها مجددا ببرائة لكن العمر لم يمنحني صفة الخلود بلحظات نحن نختارها..
تعود بي الذاكرة لاول يوم لدخولي للجامعة سرت كما احببت وخرجت عن عاداتنا أو بالأصح عما تربيت عليه ففاضت بي الاخطاء وشيئا بعد شيء اصبحت مميزة والجميع يشير لي ان كان في طريقة لباسي المغرية أو كثرة المساحيق الي تبرز نقاط جمالي حتى اصبحت لا اعرفني وركنت نصائح امي جانبا، كل يوم كان يمر كنت ازداد إدراكا وارى كم هم الناس حولي اكثر هشاشة واكثر سطحية لدرجة اننا نختلط ببعضنا حتى ننسى انفسنا ثم نصبح تائهين منا ونعتاد هذه الوجوه البديلة حتى تهترأ مع الايام.
احاديث زائفة..
تنطلق الألسنة مع كل شروق فتبدأ بالحركة بسرعة وتلتف حول الرقاب وتنتقل من مكان الى اخر وكل محطة تهبط فيها تحمل معها اطروحة زائدة لتزيد الاثارة وقوة الحدث حتى وان كان به للمقابل ضرر محتم فاحتياج السنتهم للكلام اولى لديهم من اراقة السمعة او قتل حرمة الغائب..
إنسانية ضائعة..
بينما تقوم الالسن بدور القتل الفكري يبدأ الانسان بالتخلي عن اهم شيء يجب ان يملكه وهو الانسانية فيزيحها جانبا ويقول فلننجرف مع التيار ويفضلون ان يتبعوا المثل القائل (حشر مع الناس عيد)، فلا يعود للعقل فائدة فنصبح ككومة قش وفينا ابرة تائهة تبحث عن النجاة.
وأما في النهاية لاينفع ذاك الندم على التأقلم مع الخطأ فقط لاننا نخشى ان يعيبنا شخص بينما الدواخل ترانا وقت سعادة او مجرد لعبة جميلة قابلة للاستخدام ولها صلاحية منتهية وحتى ندرك هذا نكون قد وصلنا لدرجة يؤذينا بها الزحام.
كنت سأكتب نصا أكثر طولا لأقول فيه إن الماركة ليست مهمة بقدرك انت عزيزتي والجمال لاشيء امام روحك جميلتي، أما الصفاء فيحتاجك قبل ان تغمري قدميك بالماء دون قياس مدى صلاحيته فبعضه ينقل اليك المرض الذي لاشفاء منه ولايبقى بينكم صلة سوى صمت يسحق كل ضجيج ضمير يحاول الصراخ، فليس المعسول من كلامهم في الامس هو إلا خديعة مدروسة وحقيقة اخرى مختبئة خلف الستائر لاتظهر إلا بمرور الخيبات.
فتأكدي عزيزتي بياض الثلج لم تحييها قبلة بل الكاتب قرر ذلك بمخيلته وان حذاء سندريلا لم يكن الا من وحي الخيال، من حقك ان تسايرين مجتمعك ولكن تذكري انت مسلمة وعليك حدود لايجب تخطيها بحجة التطور وهذه حقيقة يجب ان ندركها.
كل شيء حولنا ماهو إلا اجسام والوان وخيارات فيها حقيقة ويطغو على اكثرها الوهم وانت وحدك تصنع واقعك، حزين ام تعيس، غامض ام واضح او جميل كل ذلك يعود اليك بالطريقة التي تفهم بها العالم ولاتخدعك كل تفاصيل المشاعر تلك التفاصيل الملغومة.
ولا ننسى ان جميع ماحولنا يؤثر بشكل كبير بما نحن عليه، حتى تلك التفاصيل الصغيرة، لا تغفل عنها، نحن نغفل ولكن المدبر لا يغفل!.
فموسيقاك، وجبة الإفطار، الأصدقاء، عائلتك، جارك او ربما ميعاد نومك، او حبك لشخص ما... والكثير، كل هذا يؤثر وتتأثر به. فشدي عليك ثيابك بأزرار التقوى..
اضافةتعليق
التعليقات