أثرت وسائل التواصل الاجتماعي في طريقة كلام الكثيرين, تنتقل المفردات الجديدة كالعدوى بين الناس, وبعضها يكون بذيئاً, وبعضها غريباً, وما كان مرفوضاً يتحول بالتدريج إلى عادي ومنتشر.
تكثر الشتائم على الأنترنت لغياب الرقابة والخوف, ولأن الدراسات الحديثة أثبتت أن الإنسان من خلف الشاشات وعبر لوحة المفاتيح يكون أجرأ, وليست بالضرورة جرأة جيدة وإنما تهور أحمق, وعدم مراعاة لقدر الناس في كثير من الأحيان.
من وراء الشاشات يتحول الناس لمجرد أسماء وكلمات, فتغيب الفروق الهامة التي تولد الاحترام, فيتجرأ الصغير على الكبير, والجاهل على العالم, ويكتسب البعض شهرتهم ومتابعيهم من بذاءاتهم, مما قد يجعل هذا السلوك مرغوباً مع الأسف.
مهما أنتشرت الألفاظ البذيئة, واقتحمت الشتائم لغة الحوار اليومي, فلا تستخدميها, وحافظي على لسانكِ وقلبكِ وصورتكِ مشرقة أنيقة عذبة, فرب كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفاً, والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده. وإذا كانت البذاءة تقلل من قيمة الجميع, فإنها في حق الفتاة أبشع, فالأنثى تتميز بقدرتها الكلامية الفائقة, وتستطيع التعبير عن نفسها غالباً أفضل من الرجل, ولها مهارات واسعة للتنفيس عن غضبها واستيائها من مجرد إطلاق الشتائم والتدني في الألفاظ كالحمقى.
الأنوثة نقاء ورقة وازدهار لمعاني الطيبة والرقي, فكيف تقبل فتاة أن تستخدم الألفاظ البذيئة في كلامها, في ضيقها ومرحها, وكأنها بذلك تصبح فتاة جريئة مميزة واثقة بنفسها, والحقيقة أن العكس هو الذي يحدث, حتى وإن أبدى لها المقربون سعادتهم بطريقتها, فإن الفطرة السليمة تنفر منها, ويتقيها الكثيرون ليس حباً واحتراماً وإنما لفحشها.
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. هذا ماقاله نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), لأن المجتمعات الإنسانية إذا ما تخلت عن الأخلاق ومكارمها صارت مجتمعات منحلة وغير منضبطة ويسودها الفساد والفُحش.
وللأسف فقد أصبحنا في زمان ينتشر فيه فحش القول والسباب والبذاءة في كل حديث, ولذا كان الإسلام حريصاً على أن يكون الإنسان المسلم طاهر اللسان وعفيف القول, فلا يمكن أن يكون المؤمن فاحشاً في كلامه, فالفحش والبذاءة والفجور لايمكن أن تكون في المؤمن, فإن وجدت في شخص أصبح هناك شك في إيمانه, يقول (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"..
اضافةتعليق
التعليقات