الاسلوب القصصي من الاساليب الساحرة التي يتمسك بها الفكر وتستمع بها الروح، وتهدأ لها النفوس، وتميز القرآن الكريم بكثرة القصص التي تحمل في جوهرها عِبَر للانسان وكان طرحها ببلاغة تامة وأي بلاغة تصل إلى بلاغة القرآن التي تحدى بها على أن يأتوا بسورة مثله فلم يستطع أحد ولن يستطيع.
والان ونحن في عصر تنوعت فيه الروايات وتعدد الكتاب نبحث عن الرواية الدينية بين مجاميع الروايات فهل لها وجود الان وكيف هو الاهتمام بها!.
فكان لموقع بشرى حياة لقاء مع الراوية الدينية رويدة الدعمي في خصوص ذلك حيث استهللنا اللقاء بتوجيه سؤال تعريفي لها:
_الست رويدة الدعمي تحت المجهر نريد أن نتقرب منكم؟
رويدة عبد الكاظم الدعمي، ولادتي في كربلاء المقدسة، سنة 1982، خريجة جامعة كربلاء 2004 /كلية التربية /قسم علوم الحياة، متزوجة ولديَّ 5 أبناء.. اعمل في التدريس الثانوي.
_ما النقطة التي انبثق منها قلمكم؟ وبمن تأثرتم من الكتاب؟
رغبتي الكبيرة في خدمة مجتمعي واحساسي بالمسؤولية تجاه شباب الأمة هو ما جعلني اتصدى لكتابة الروايات الهادفة.. وكانت الشهيدة بنت الهدى "رضوان الله عليها" صاحبة الأثر الأكبر في قراري هذا.
_ما أهمية الرواية الدينية؟ وهل تستطيع أن تكون صوتا لنشر الثقافة الاسلامية أم انها سجينة مجتمعها فقط؟
للرواية الدينية الأثر الكبير في نشر الثقافة الحقيقية بين شباب الأمة وخاصة الروايات الشبابية منها، والحمد لله فلقد لمست ذلك لمس اليد من خلال ما رأيته من إقبال رائع لقراءة رواياتي من قبل الشباب العراقي والشباب العربي من دول أخرى، وكذلك من خلال عشرات الرسائل التي تصلني يوميا عن طريق الانترنت من شباب وفتيات يعترفون صراحة بأنهم كانوا على شفا جرف هار لولا وصول هذه الروايات إلى متناول أياديهم فلقد غيرت فيهم الكثير بحمد الله.. أدعو الله لهم ولنا بالثبات على الهداية والصلاح.
_كيف تستطيعون كونكم مع عائلة أن تفرغوا وقتا لكتابة الرواية وإدراج الأفكار في قالب منمق بالآيات القرانية والأحاديث الشريفة؟
اعتاد أفراد أسرتي على عملي الذي قسمته بين البيت والوظيفة والقراءة أو الكتابة والنشر، ومنذ البداية كان اتفاقي مع زوجي أن يهيئ لي الجو المناسب لنشر رسالتي إلى المجتمع وأن لا يقف عائقا في طريقي، ولله الحمد فلقد ساعدني كثيرا في هذا الأمر من خلال فسح المجال أمامي للكتابة والنشر وحتى أولادي اعتادوا الأمر ولله الحمد.
أما كيفية إدراج الأفكار والأحاديث مع الآيات القرآنية في الرواية فإن عملي كباحثة إسلامية يحتم علي أن اتعمق في إيجاد الأدلة والبراهين لكل ما أطرحه من حوارات بين أبطال الرواية، لذلك أنا دائمة القراءة والمطالعة واحاول أن استغل وقتي في قراءة مختلف أنواع الكتب وخاصة الدينية منها والعلمية.
_لغة الرواية برأيكم هل تعتبر نقطة محورية فيها ام البساطة هي الافضل؟
إذا كان هناك هدف اريد ايصاله من رواياتي لأغلب فئات المجتمع فحتما ستكون البساطة في اللغة هي إحدى الوسائل للوصول للهدف، فالكلمات المنمقة والمصطلحات الصعبة لا تفي بالغرض على الإطلاق، بل بالعكس قد تكون سببا في عدم إكمال الرواية أو ترك قرائتها منذ الصفحات الأولى!.
لكم عدة روايات مثل رواية" نرجس" و"الايمان والحب" وغيرها من الروايات التي تحمل بطلا واحدا..
_ماهو تأثير بطلكم على حياتكم أولا وما تأثيره على الجمهور؟
لأبطال رواياتي تأثير كبير في حياتي، في بعض الأحيان أخالهم أناسا حقيقيين يرافقونني أينما حللت! فأنا عندما انتهي من تأليف اي رواية أبقى لفترة طويلة اعيش مع أحداثها وابطالها، وحتى بعد أن تمضي سنوات على كتابتي للرواية فما أن أعود لقراءتها مجددا حتى تعود إلي ذكرياتي مع أبطالها وفي أحيان كثيرة أشعر بأني انتفع منهم ومن حواراتهم الهادفة في حياتي اليومية.
_هل واجهتكم صعوبات في نشر او طباعة احدى الروايات؟
رواية نرجس هي الأولى وعندما كتبتها في عام 2004 انتظرت خمسة أعوام كاملة إلى أن طبعت للمرة الأولى!.
هذه كانت الصعوبة الوحيدة تقريبا، بعد أن نفذت من المكاتب طلبت مني مؤسسة الطبع آنذاك رواية أخرى فتم طبع الإيمان والحب مع رواية نرجس طبعة ثانية، وها هي اليوم تطبع للمرة الثالثة والرابعة مع رواياتي البقية وما الفضل والتوفيق إلا منه سبحانه.
_موقف في كتابة الرواية عالق في ذهنكم أو تجربة جعلتكم تتمسكون بالكتابة؟
اتذكر موقف جمعني مع إحدى صديقاتي ونحن نتمشى في أروقة الجامعة، سألتني حينها ألم تجدي من يطبع لك رواية نرجس؟ قلت لها: لا.. للأسف! حينها قالت كلمة إلى الآن عالقة في ذهني.. إذ قالت: الأمر لا يأتي بالهين.. يحتاج إلى توفيق إلهي! هزتني هذه الكلمة من الأعماق.. تحدثت مع نفسي؟ وكيف يمكن أن أحصل على التوفيق؟ منذ تلك اللحظة وأنا أحاول جاهدة أن أخلص النية مع الله وأن أفوض إليه أمري بالكامل.
_الكاتبة رويدة ختاما كلمة تحبين أن تقدميها؟
شكري موصول لكم، ولموقع بشرى حياة، ولكل القراء والمتابعين لكتاباتي وأدعو الله سبحانه أن أبقى عند حسن ظنهم.
اضافةتعليق
التعليقات
2021-01-06