مع اقتراب حلول شهر رمضان الكريم، والأجواء الروحانية التي يحملها هذا الشهر الفضيل من كرامة، وما يبث من الطمأنينة في نفوس الناس، والتقرب الى الله عز وجل، نجد المسلمين يستقبلون هذا الشهر العظيم بسعادة بالغة ونيّة كاملة في الصيام..
ولكن ما يزعزع سكينة هذا الشهر الكريم هو تزامن وقت الامتحانات مع بداية الشهر، فقد عبر الكثير من الطلاب عن استيائهم في تأخير موعد الإمتحانات.
فقد اشتكى الكثير من الطلاب من ارتفاع درجة الحرارة في صيف العراق الحار، وسوء الخدمات، وابرزها انقطاع التيار الكهربائي، الذي (يزيد الطين بله)، ويجعل من معاناة الطالب العراقي، معاناة الصيام والصيف الحار وسوء الخدمات!.
وفي هذا الموضوع قالت آمنة كريم (طالبة جامعية): "موضوع تزامن الشهر الكريم مع الامتحانات يصيبني بالحيرة والارتباك بسبب الخوف من عدم القدرة على عمل توازن بين الامتحان والصيام وكذلك قلة ساعات النوم التي سنعاني منها خلال الصيام، كان من الجيد لو يلتفت المسؤولون الى هذا الموضوع، ويتم تقديم موعد الامتحانات قبل الشهر الفضيل".
اما رأي زينب جابر (طالبة ثانوية): "الإمتحانات في شهر رمضان الكريم، موضوع صعب جداً، لأن الانسان ينتظر هذا الشهر الكريم طيلة السنة ليتقرب الى الله تعالى ويؤدي الأعمال، ويعيش الأجواء الروحانية في هذا الشهر العظيم، واعرف جيداً بأن العلم عبادة، ولكن تبقى في قلب المؤمن غصة اداء الاعمال المستحبة في هذا الشهر، وخصوصاً ليالي القدر التي ترتفع فيها نسبة السكينة والروحانية في ارجاء هذا الشهر العظيم".
وقال محمد عطشان (طالب جامعي): " تزامن وقت الصيام مع فترة الإمتحانات يعكس سلباً على مستوى الطالب الدراسي، لأن الإنسان الصائم لا يستطيع التركيز في الدراسة، وبهذه الحالة سيتراجع مستوى الطالب الدراسي في الإمتحانات، وسينخفض معدله، كما ان هنالك بعض الطلاب بنيتهم الجسدية لا تسمح لهم بالصيام والدراسة في آن واحد!".
ومع كثرة التساؤلات التي وصلت عن الموقف الشرعي وحكم إفطار الطالب في شهر رمضان في نظر سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه)، فبعد تحديد موعد امتحانات البكالوريا للدراسة الاعدادية بفرعيها العلمي والأدبي، وموعدها سيكون في شهر رمضان المبارك مع الأجواء الحارة وعدم توفر التيار الكهربائي مما يؤدي ذلك إلى إحتمالية التقصير إما في الصيام أو الامتحان، بل ربما يؤدّي ببعض الطلبة إلى الافطار المتعمد.
فكان الجواب: "الاستمرار في الدراسة ليس عذراً لترك الصيام، نعم إذا كان يدور أمره بين أن يدرس وبين أن يصوم وكان ترك الدراسة يؤدّي إلى وقوعه في حرج بالغ لا يتحمّل عادة فيجوز له ان ينوي الصيام، فإذا اضطر إلى شرب الماء أو أكل الطعام في أثناء النهار فيشرب ويأكل بمقدار الضرورة لا بحد الارتواء والامتلاء، ثم يجب عليه القضاء لاحقاً. هذا وفي مقدور المكلّف أن يأخذ بما وسّعه الله تعالى سبحانه على المسافر فيسافر عن مدينته قبل الزوال بمقدار المسافة التلفيقية (٢٢ كم) فيفطر ثم يرجع إلى بلده فلا يجب عليه صيام ذلك اليوم". (موقع مكتب سماحة المرجع الأعلى سيد علي الحسيني السيستاني).
وعلى أية حال فإن الصيام ركن من الأركان التي فرضها الله تعالى على كل مسلم ومسلمة، سواء تزامن مع وقت الامتحانات او لم يتزامن، واي تقصير يحاسب عليه الإنسان من قبل الباري عز وجل، وهنالك بعض النصائح التي من المهم أن يلتزم بها الطالب الصائم، اذ تعتبر وجبة ما قبل الفجر (السحور) ضرورية جدا للطالب لأنها ستكون البديل له عن وجبة الإفطار الصباحية خلال شهر رمضان، ويجب أن تكون وجبة كاملة متكاملة لتمد الطالب بالطاقة اللازمة للعديد من الساعات خاصة ساعات تأدية الامتحان، فلابد أن تحتوي على أطعمة بطيئة الهضم مع أطعمة غنية بالكربوهيدرات لأنها تمد الطالب بالطاقة خلال الصيام، ومن هذه الأطعمة الهامة ما يلي: القمح، الشوفان، الحبوب، البقول، العدس، الدقيق الكامل، الأرز البسمتي...الخ.
اضافةتعليق
التعليقات