إن دماغ المرأة يمكنه القيام بعدة مهام في وقت واحد وهو ما لا يستطيع الرجل فعله، إذ أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن المرأة تحتاج للنوم أكثر بكثير من الرجل، لأن دماغ المرأة يتطلب ساعات أكثر من النوم مما يحتاجه دماغ الرجل كما أن دماغ المرأة يواصل العمل حتى خلال ساعات النوم، وفي حال عدم حصولها على ما تحتاجه من ساعات النوم سينعكس ذلك سلبيا على صحتها، فقلة النوم تسبب الاكتئاب والتوتر وتجعلها اكثر عرضة للمشكلات النفسية والصحية كأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والأرق لأنها أكثر قلقاً حيال المشاكل الحياتية اليومية مما يمنعها من الحصول على ما تحتاجه من النوم.
لذا ينصح الخبراء المرأة بمحاولة الحصول على قيلولة خلال النهار تتراوح مدتها من 20 إلى 40 دقيقة، هذه القيلولة تساعدها على استعادة النشاط والتخفيف من خطر التعرض للمشاكل الصحية التي تسببها قلة النوم .
كما أن النوم يحدد عمر الدماغ الحقيقي، ففي دراسة بريطانية ضخمة حلّلت صور الدماغ والرنين المغناطيسي لأكثر من 27 ألف شخص بين عمر 40 إلى 70 سنة، ووجدت إن الناس الذين لديهم عادات نوم سيئة، أدمغتهم تبدو أكبر بعمر سنة تقريباً من عمرهم الحقيقي، واستخدم الباحثين أكثر من 1000 علامة تصوير دماغي ودربوا نظام ذكاء اصطناعي لتقدير عمر الدماغ البيولوجي، وبعد المقارنة اكتشفوا إن كل انخفاض بدرجة جودة النوم يجعل الدماغ "يكبر" بنص سنة إضافية، وأكثر العوامل ضرراً قلة النوم والسهر المزمن أو النوم الزائد، والشخير والأرق والخطير بالموضوع أن فرق سنة وحدة بعمر الدماغ من الممكن أن يتراكم ويزيد خطر الخرف وتدهور الذاكرة مع الوقت.
وبناءً على سلسلة من الدراسات يمكن أن نستنتج مدى تأثير اضطرابات النوم، وخصوصاً قلة النوم والحرمان منه، بشكل كبير وسلبي على الدماغ ووظائفه على المدى القصير والطويل، بعض هذه التأثيرات تشمل:
على المستوى المعرفي (الإدراكي):
ضعف الذاكرة والتركيز: فالنوم ضروري لترسيخ الذكريات ومعالجة المعلومات، قلة النوم تضعف هذه القدرة، مما يؤدي إلى صعوبة في التذكر، وقلة التركيز والانتباه، وزيادة التشتت الذهني، وصعوبة في التعلم (خاصة المهام اللغوية).
صعوبة اتخاذ القرارات وحل المشكلات: تتأثر كفاءة عمليات صنع القرار والابتكار والقدرة على حل المشكلات بشكل صحيح.
بطئ الإدراك وضبابية الدماغ: يعاني الشخص من شعور "ضبابية الدماغ" (Brain Fog)، وبطء في الاستجابة والإدراك، وقد تحدث نوبات تغفو في الهواء أو النعاس القصير غير المقصود.
على المستوى النفسي والعاطفي:
التقلبات المزاجية وزيادة العصبية: تؤثر قلة النوم سلبًا على الحالة العاطفية، مما يسبب سرعة الغضب، والتهيج الشديد، وفقدان الصبر، وزيادة التوتر والقلق.
زيادة خطر الاضطرابات النفسية: هناك ارتباط بين اضطرابات النوم وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق المزمن، وفي الحالات الشديدة والمزمنة قد يزيد من خطر الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
في الحرمان الشديد والمطول: قد تؤدي قلة النوم لفترة طويلة إلى أعراض مشابهة للذهان، مثل إدراك الواقع بصورة مختلفة، والأوهام، والهلوسة.
على صحة وبنية الدماغ (طويلة الأمد):
زيادة خطر الإصابة بالخرف والتدهور العقلي: يُعتقد أن النوم يلعب دوراً حيوياً في تنظيف الدماغ من السموم والفضلات المتراكمة طوال اليوم، ومنها بروتين بيتا أميلويد الذي يرتبط تراكمه بتراجع الذاكرة والإصابة بمرض الخرف وقلة النوم تزيد من هذه الرواسب.
إجهاد خلايا الدماغ: قد تؤدي قلة النوم المزمنة إلى عمل أجزاء من الدماغ بشكل غير صحيح، مثل قشرة الفص الجبهي والفص الصدغي.
انكماش الدماغ: أشارت بعض الدراسات إلى أن مشاكل النوم قد تؤدي مع مرور الوقت إلى انكماش في حجم الدماغ.
تأثيرات على الأوعية الدموية: يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى ارتفاع ضغط الدم وتضيق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين والسكر اللازمين لخلايا الدماغ، مما يؤثر على قدرتها على العمل بشكل صحيح.
لكن الوقاية والإصلاح سهل جداً فللنوم عادات يمكن تغيرها وحماية أدمغتنا من الشيخوخة المبكرة عن طريق (النوم بوقت ثابت كل يوم، تقليل الكافيين واستخدام الهاتف قبل النوم، النوم بمكان مظلم وهادئ) فالنوم ليس راحة فحسب إنما استثمار لعمر الدماغ، وللحفاظ على صحة الدماغ يُنصح بالحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد يتراوح بين 7 إلى 9 ساعات للبالغين، مع الانتباه لجودة النوم.
اضافةتعليق
التعليقات