• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

امنيات مهاجرة

مروة حسن الجبوري / الجمعة 28 تشرين الاول 2016 / منوعات / 2910
شارك الموضوع :

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام، فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة، وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث، النصيب الأوفر من ذلك الحدي

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام، فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة، وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث، النصيب الأوفر من ذلك الحديث هم اولادي الثمانية، حديثه مختلف اليوم، يردد اسماءهم ويتفقدّهم، يقبّل الكبير ويحتضن الصغير، الشيء الوحيد الذي تغيَّر في ذلك اليوم، هو أنه كان سعيداً، ومنشرح الصدر، ساعات قليلة مضت، هاتفه المحمول يرنّ، لا أدري، شعور غريب أحسست به حتى قبل أن أرى الرقم الذي يتصل به، انقبض صدري وضاق، نظرت إلى المحمول لاستكشف من هو المتصل، لكنني تذكرت انني أميّة لا أجيد القراءة والكتابة.

 خير إن شاء الله، استشر زوجي الطرف الآخر وكان صوت رجل وهناك ضجّة كبير في الخلفية، خرج من البيت مُسرعاً، لا يشعر بالزمن ولا يعلم بما يدور حوله وسار باتجاه ذلك المقر العسكري  الذي يبعد عشرات الكيلومترات، كان قلبي يُسابقني للوصول إلى هناك،  آلاف الأفكار والوساوس خطرت ببالي، أظنَّ أسوأ الظنون وأحتمل أسوأ الاحتمالات، ثم لا ألبث أن أُهدئ من حال نفسي وأُسلِّيها بأن الأمر يسير وأن زوجي سيعود لي بحكم عمره الكبير، ليضيء بنوره دارنا العتيق.

 كانت الكآبة تُحيط بي من كل جانب، توجَّهت صوب البوابة، حثيت الخُطى، تكاد لا تحملني قدماي، لا أدري إلى أين أتوجَّه بالضبط، متثاقلة القدم، تغيَّرت ملامح وجهي وكساه الحزن والحسرة، صبرا جميلا يا الله، أنفاسي تزاحم نبضات قلبي الخائفة، استيقظ اولادي، واول ما افتتحوا الصباح بسؤالهم عن ابيهم، اخفيت عبرتي، وقلت لهم سيعود قريبا، بَوْح جراحي مُوْلِم حقا، و كلُّ الحكاية بألوانها تفيضُ بعمقِ الألم وأُقصُوصَتِي وجعٌ ودَمار، وتخفي شُجُوناً بعُمقِ القَرار يبُوحُ صدَاهَا بصمتِ العدَم، يفيضُ أسىً لا يقولُ كلام، وبعضُ سكاكِينِها للجِراح كملحٍ عليها يزيدُ السّقم وبعضٌ كأنشودةٍ منْ سلام تُلملِم قلباً يضُخُّ النّدم كجُنحٍ لطيرٍ يُؤوِي الصّغار يهدئهم بالحَنايا نغَم.

 اربعة ايام انقضت وليس هنالك أي خبر؟ افتقده كثيرا، اخبئ نفسي من عيون اطفالي، التقط دموعي المتساقطة، اقرأ ما حفظته من والدتي من سور قصار، لتحفظ زوجي وكل رجال الحشد، يا راد يوسف على يعقوب  رد لي زوجي سالما غانما، وبوحُ الفقير لغَيرِ الله مذلة، عند غروب الشمس طُرقت باب دارنا، انتظر اطفالي وراء الباب لعل الطارق أبيهم، قلبي يوجس خيفة، فماذا ان لم يكن هو؟

يمسكون يدي لفتح لهم الباب، قلت لهم: لعلكم مخطئون ليست بابنا التي تطرق، فجاب طفلي الصغير، لا يا امي انها ريح أبي، مترددة اقف، قفز ولدي وفتح الباب، من !! رجع خائبا دمعته تلمع في وجهه، ليس أبي، ثمة نار اشتعلت في صدري، وقفت وراء الباب، نعم يا اخي تفضل، قدّم لي علبة وقال لي: تصبّري يا أختاه، وعظّم الله اجرك، استشهد الشيخ عماد في منطقة السنجارية، وهذه العلبة اوصى ان اسلمها لكم بعد استشهاده وطلب مني ان اسلّم عليكم،  فلكم العزاء ولنا الولاء.

 سمع اطفالي ما قاله الرجل، فكانت صرخاتهم تعلو وحالتهم يُرثى لها، فيهم من يبكي، وفيهم من يتأوَّه ويئن والألم بادٍ عليهم بوضوح، ومنهم من احتضن صورته، سلّم لي بقايا جعبته، فكانت تحتضن نص من فتوى المرجعية العليا  و ورد وعود  و بخور، ومسبحة من تراب الامام الحسين (عليه السلام) وخاتمه العقيق الذي نقش فيه: علي ولي الله.

الحشد الشعبي
الارهاب
الوطن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    شيء من براءة الأطفال

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    ‏حين تبدأُ الحياة... من الحياة!

    رايات تعانق السماء... تتجه صوب كربلاء

    آخر القراءات

    عملية صناعة الأساطين وفق المنهج المحمدي الأصيل

    النشر : السبت 13 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أنت صاحب القرار

    النشر : الأثنين 27 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ثمانِ خطوات لتحقيق السلام الداخلي!

    النشر : السبت 25 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    تميُزك بعقلك

    النشر : الأربعاء 25 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    فوائد البصل المذهلة.. بين نوعيه الأحمر والأبيض

    النشر : السبت 02 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    أفق الانتظار وبناء الأمل.. مهرجان مهدوي بلمسات نسوية

    النشر : الخميس 25 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 813 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 717 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    علمتني كربلاء: مذكرات طفلة في طريق الأربعين

    • 396 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1200 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين
    • الأحد 17 آب 2025
    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟
    • الأحد 17 آب 2025
    شيء من براءة الأطفال
    • الأحد 17 آب 2025
    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء
    • الأحد 17 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة