• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

امنيات مهاجرة

مروة حسن الجبوري / الجمعة 28 تشرين الاول 2016 / منوعات / 2763
شارك الموضوع :

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام، فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة، وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث، النصيب الأوفر من ذلك الحدي

لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام، فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة، وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث، النصيب الأوفر من ذلك الحديث هم اولادي الثمانية، حديثه مختلف اليوم، يردد اسماءهم ويتفقدّهم، يقبّل الكبير ويحتضن الصغير، الشيء الوحيد الذي تغيَّر في ذلك اليوم، هو أنه كان سعيداً، ومنشرح الصدر، ساعات قليلة مضت، هاتفه المحمول يرنّ، لا أدري، شعور غريب أحسست به حتى قبل أن أرى الرقم الذي يتصل به، انقبض صدري وضاق، نظرت إلى المحمول لاستكشف من هو المتصل، لكنني تذكرت انني أميّة لا أجيد القراءة والكتابة.

 خير إن شاء الله، استشر زوجي الطرف الآخر وكان صوت رجل وهناك ضجّة كبير في الخلفية، خرج من البيت مُسرعاً، لا يشعر بالزمن ولا يعلم بما يدور حوله وسار باتجاه ذلك المقر العسكري  الذي يبعد عشرات الكيلومترات، كان قلبي يُسابقني للوصول إلى هناك،  آلاف الأفكار والوساوس خطرت ببالي، أظنَّ أسوأ الظنون وأحتمل أسوأ الاحتمالات، ثم لا ألبث أن أُهدئ من حال نفسي وأُسلِّيها بأن الأمر يسير وأن زوجي سيعود لي بحكم عمره الكبير، ليضيء بنوره دارنا العتيق.

 كانت الكآبة تُحيط بي من كل جانب، توجَّهت صوب البوابة، حثيت الخُطى، تكاد لا تحملني قدماي، لا أدري إلى أين أتوجَّه بالضبط، متثاقلة القدم، تغيَّرت ملامح وجهي وكساه الحزن والحسرة، صبرا جميلا يا الله، أنفاسي تزاحم نبضات قلبي الخائفة، استيقظ اولادي، واول ما افتتحوا الصباح بسؤالهم عن ابيهم، اخفيت عبرتي، وقلت لهم سيعود قريبا، بَوْح جراحي مُوْلِم حقا، و كلُّ الحكاية بألوانها تفيضُ بعمقِ الألم وأُقصُوصَتِي وجعٌ ودَمار، وتخفي شُجُوناً بعُمقِ القَرار يبُوحُ صدَاهَا بصمتِ العدَم، يفيضُ أسىً لا يقولُ كلام، وبعضُ سكاكِينِها للجِراح كملحٍ عليها يزيدُ السّقم وبعضٌ كأنشودةٍ منْ سلام تُلملِم قلباً يضُخُّ النّدم كجُنحٍ لطيرٍ يُؤوِي الصّغار يهدئهم بالحَنايا نغَم.

 اربعة ايام انقضت وليس هنالك أي خبر؟ افتقده كثيرا، اخبئ نفسي من عيون اطفالي، التقط دموعي المتساقطة، اقرأ ما حفظته من والدتي من سور قصار، لتحفظ زوجي وكل رجال الحشد، يا راد يوسف على يعقوب  رد لي زوجي سالما غانما، وبوحُ الفقير لغَيرِ الله مذلة، عند غروب الشمس طُرقت باب دارنا، انتظر اطفالي وراء الباب لعل الطارق أبيهم، قلبي يوجس خيفة، فماذا ان لم يكن هو؟

يمسكون يدي لفتح لهم الباب، قلت لهم: لعلكم مخطئون ليست بابنا التي تطرق، فجاب طفلي الصغير، لا يا امي انها ريح أبي، مترددة اقف، قفز ولدي وفتح الباب، من !! رجع خائبا دمعته تلمع في وجهه، ليس أبي، ثمة نار اشتعلت في صدري، وقفت وراء الباب، نعم يا اخي تفضل، قدّم لي علبة وقال لي: تصبّري يا أختاه، وعظّم الله اجرك، استشهد الشيخ عماد في منطقة السنجارية، وهذه العلبة اوصى ان اسلمها لكم بعد استشهاده وطلب مني ان اسلّم عليكم،  فلكم العزاء ولنا الولاء.

 سمع اطفالي ما قاله الرجل، فكانت صرخاتهم تعلو وحالتهم يُرثى لها، فيهم من يبكي، وفيهم من يتأوَّه ويئن والألم بادٍ عليهم بوضوح، ومنهم من احتضن صورته، سلّم لي بقايا جعبته، فكانت تحتضن نص من فتوى المرجعية العليا  و ورد وعود  و بخور، ومسبحة من تراب الامام الحسين (عليه السلام) وخاتمه العقيق الذي نقش فيه: علي ولي الله.

الحشد الشعبي
الارهاب
الوطن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

    بين العبقرية والجنون: كيف غيّر سد الصين العظيم نبض الكوكب؟

    العراق يستعد لمواجهة لهيب الصيف: إجراءات حكومية وتحذيرات صحية

    عقل المستقبل

    بين الفن والإيمان: حوار مع الفنانة رهاف السعيدي

    انخفاض عدد ساعات النوم يرفع من أخطار أمراض القلب

    آخر القراءات

    التسليم ركن الحب الأساسي

    النشر : السبت 05 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    دور المرأة الفاعل في المشهد العسكري

    النشر : الأربعاء 25 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    ما مخاطر تقنيات الذكاء الاصطناعي إذا وصلت للأيدي الخاطئة؟

    النشر : الأثنين 13 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    فطام الطفل.. ماهي الطرق الأفضل للاستعداد له؟

    النشر : الخميس 12 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    ماهي أضرار الأرز الأبيض؟

    النشر : الأحد 23 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    قصص مؤلمة يرويها لنا ابطال العراق

    النشر : الخميس 03 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 56 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 870 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 555 مشاهدات

    حب الصيف واجب وطني وإيماني

    • 384 مشاهدات

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    • 373 مشاهدات

    الخيانة في الولاء للخونة: قراءة في حديث الإمام الجواد

    • 367 مشاهدات

    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري

    • 353 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3841 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 961 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 870 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 762 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 555 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 540 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل
    • منذ 4 ساعة
    بين العبقرية والجنون: كيف غيّر سد الصين العظيم نبض الكوكب؟
    • منذ 4 ساعة
    العراق يستعد لمواجهة لهيب الصيف: إجراءات حكومية وتحذيرات صحية
    • منذ 5 ساعة
    عقل المستقبل
    • الأحد 01 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة