بخطوات مرتعشة وغير ثابتة يمشي صغيري ثم يسقط مرات عديدة فيحاول القيام مجددا نحو هدفه، محاولا ان يثبت خطواته اكثر وكأنه تعلم من المرة السابقة ان يتجنب ما يسقطه ارضا، لايعرف الاستسلام ولا اليأس بعد وان حاولت ان اثنيه او اقعده يدافع بما له من قوة لتكملة مسيره باتجاه الهدف.
ولكن مابال اولادي الكبار اصبحوا يائسين محبطين بعد ان كانوا كأخيهم ومثل باقي الاطفال وكما هي الفطرة للبشر جميعا (فطرة الله التي فطر الناس عليها) وما بال زوجي يائس وفاقد للأمل؟! ومابال المجتمع يائس وتسيطر عليه حالة من الاستسلام لواقع مرير جعل الفاسدين يأمنون العقاب ويسيؤون الادب بحق شعب مسكين توالت عليه المأسي والظلامات.
اترانا عوّدنا انفسنا على اليأس والسلبية؟
ام ان احد ما زرع هذه الخصال بنا ليحلو له اللعب بمقدراتنا؟
استسلمنا ان التغير مستحيل واقنعنا انفسنا وتصورنا ان الأصلاح غير ممكن في بلادنا، مسيطرة علينا حالة من اليأس نحاول ان نوهم انفسنا ان الخرق قد اتسع ولايمكن الاصلاح والناس لاقابلية لهم، متناسين فطرة الأنسان وماقام به المصلحون واعتمادهم على الفطرة، قد سيطر علينا الكسل مستهينين بقدراتنا... وتاريخنا... وماحث عليه الدين من العمل والاصلاح والتفائل بمستقبل افضل، مستسلمين للتأخر في كل ميادين الحياة غير مبالين بالمؤامرات التي تحاك ضدنا للأطاحة بنا ولسفك دمائنا ولأستمرار تأخرنا.
حتى الاطفال الصغار اصبحنا نزرع فيهم اليأس والاستسلام والعادات السلبية، تفكيرنا سلبي، نسيء الظن بالمستقبل، احلامنا باتت مؤجلة ونوهم انفسنا انها لاتتحقق.
محبطين يائسين ليس لنا هدف وان جعلنا لحياتنا هدف فلا نحاول عبور العقبات وشق الطرق باتجاهه انما نرجع بخطواتنا الى الوراء، لانحاول التقدم ولا حتى خطوة واحدة نلقّن انفسنا ان كل شيء مستحيل، ليس فقط لانحاول ان نغير واقعنا وافكارنا انما نتحجج بحجج واهية لاواقع لها واضعين نصب اعيننا مصالح الغير (وحدة المسلمين)، اتراهم فكروا بالأمر نفسه ام اننا فقط من يستسلم دائما ويرفع الراية البيضاء، ام انها تورية يستخدمها سياسيوا العراق ليخدعونا ويبثوا هم التفرقة كالسم بالعسل لماذا لم يفكر السياسيون بوحدة المسلمين او حتى وحدة الشعب.
السنا الاكثرية؟ اليس من حقنا ان نحكم بلادنا؟
الم يحكمون البلاد على مر السنوات الماضية؟ الم يستسلموا لداعش ويقدموا الموصل على طبق من ذهب؟
وهاهم ابنائنا يقتلون لتحرير الاراضي من دنس الدواعش، لست ضد وحدة المسلمين ولست ضد ابناء المذهب المخالف ولكن لست مع الاستسلام لحكمهم، كفانا صمتا كفانا ذلا كفانا فقرا وحرمانا وكفانا ارامل وايتام..
لماذا غفلنا عن وحدة مذهبنا ونطالب بوحدة المذاهب الاخرى هل نسينا احقيتنا بالحكم ام تنازلنا عن حقنا للأخرين دون مقابل؟
الا يكفي سرقة اموالنا؟ الا يكفي قتلنا وتهجيرنا؟ الا يكفي انه الى الان يدرس ابنائنا تاريخ اعدائنا على انهم حكام عادلين واناس مصلحين ونحن نأخذ موقف المتفرج، وهذا الفساد بعينه!!!
الم يحن الوقت ان نتحد ونقف بوجه الظلم؟ الم يحن الوقت للأصلاح والخروج من حالة اليأس والاستسلام الم يحن وقت التغير والوقوف بوجه الظالمين والمفسدين الذين يأخذون الرشا على دمائنا وتأخرنا ويأتمرون بنا.
ان العراق يعاني مشكلة كبيرة وحقيقية وهي استشراء الفساد المالي والاداري والمحسوبية في كل دوائر الدولة ولابد من الاصلاح والتغير والوقوف بوجه الفاسدين ومحاسبتهم،
ان التغيير ليس مستحيلا ولكنه يتطلب امور منها: وضع دستور جديد، وهذا يعني اعادة النظر بكل محتوياته وذلك ليس مستحيلا حيث هناك الكثير من رجال القانون الاكفاء والعلماء والمفكرين الذين يستطيعون وضع دستور واضح المعالم للعراق،
ان الحل لمشاكل العراق الراهنة يكمن بتغيير الدستور بشكل جذري واصدار قانون جديد للانتخابات، وقانون لضمان حقوق الدولة العراقية، وحقوق الشعب، ومحاكمة الفاسدين والمقصرين والمتهاونين والمتأمرين مع اعدائنا، وعدم ترك العراق ليكون دولة فاشلة تصبح نهبا للشركات الوهمية بينما يموت شعبه جوعا ومرضا ويزداد جهلا.
سن القوانين لايكفي وحده لمكافحة الفساد بل يجب ان تكون هناك ارادة قوية من قبل الشعب لاستئصال هذه الافة المستشرية وفضح كل من يجب فضحه من المفسدين ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه.
ان الدول هي عبارة عن مؤسسات، والحكام هم بمثابة مدراء يديرون هذه المؤسسات وان مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ينطبق على الوضع في العراق تماما، حيث يجب اختيار الافراد بشكل دقيق وان يكون لهؤلاء خبرة وكفاءة وتفان في العمل والابتعاد عن الطائفية والحزبية الضيقة والانتماءات القبلية، واختيار من يتحمل المسؤلية بأمانة.
لو ان كل فرد فكر وصمم ان يبدأ باصلاح نفسه وتفكيره ونظر نظرة امل الى المستقبل وعمل كل مابوسعه وحارب الفساد في جميع المجالات وفضح المفسدين وسعى في خدمة المجتمع ورفع راية المذهب الجعفري عاليا وتحلى بالصبر لتمكن من
الاصلاح ولأصبح قدوة للمجتمع ولتبعه الكثير ولما كان الحال على ماهو عليه..
ولكننا استسلمنا لواقعنا وسلمنا زمان الحكم لرجال لا يستحقون ثقتنا،
ولكن لم يفت الأوان بعد وامكانية الاصلاح واردة واحياء الفطرة ممكن،
فلنحارب الفساد بشتى انواعه ونقف بوجه المفسدين فأن اصحاب ثورة العشرين لم يموتوا واولادهم على قيد الحياة بل تجذروا حشدا مقدسا يدافع عن الارض والعرض والمقدسات ويقف بوجه الفساد رافعا راية الاصلاح عاليا.
اضافةتعليق
التعليقات