في كل عام يطل بسمائه الصافية، يتباهى بنجومه المتلئلئة وكأنه يفتخر بتلك النجوم على أمثاله، في كل عام يخرج متبخترا في مشيته صادحا بصوته: من مثلي وقد لمعت في سمائي مثل تلك النجوم، لولا نجومي كان الليل خاليا من جماله واي جمال في سواد حالك.
السواد الذي لم يكن على وفاق معه يوماً من الأيام، ولكثرة النقاط المشتركة بيني وبينه اصبحت متيمة بوجوده أنتظره في كل عام أترقب طلوع نجومه واعدّ اسماء النجوم الواحدة تلو الاخرى كترنيمة عشق احفظها عن ظهر قلب.
في هذا العام قررت استقباله استقبالا مختلفا، اشتريت الورود الملونة، تحاشيت اللون الاحمر من بينها لعقدة ظهرت عندي مؤخراً لكثرة ما ارى من مشاهد دموية في بلدي فصرت اصاب بالغثيان متى مانظرت لذلك اللون حتى لو كان عبر الورود!!
اكثرت من الورود البيضاء علها تخفف من وقع اللون الاحمر ولكن لا اخفيكم امرا اصبح اللون الابيض ايضاً يثير لدي شيئاً ما في نفسي فكفن الاموات ابيض ايضاً؟؟
لا اطيل عليكم حديث الورود وهواجسي عن الالوان، اضفت لمشترياتي بالونات كثيرة وشموع، هذه السنة اريد التغيير، رجعت مبكرة للبيت، زينته بالحلل وضعت النشرات في كل مكان واشعلت شموع بعدد تلك النجوم.
التقطت هاتفي المحمول لأجد على احدى وكالات الأخبار التي اشتركت معها مؤخراً لمعرفة مايدور في بلدي فوجدت عبارة عاجل، ضغطت على الرابط فوجدت انفجارين هزّا العاصمة بغداد وأرفقت تلك الوكالة فيديو يبين بشاعة تلك الانفجارات، ضغطت اصابعي وهي ترتجف على ذلك الفيديو، لم احتمل مافيه من مشاهد فاللون الأحمر منتشر في كل مكان، قاومت غثياني لأكمل لكن لم استطع، لقد رأيت ورودا متناثرة في كل مكان، ورودا مشوهة.
لم احتمل اكماله، اجهشت بالبكاء وقلت في نفسي: حتى شهر الافراح في بلدي توشح بالسواد، شهر شعبان الذي سطعت فيه اقمار لاهل البيت، فبدل الضحكات التي نسمعها من مواليهم سمعنا في هذه الايام العويل والبكاء ولكن لاعجب في الامر، فالرسول (ص) حين ولادة سبطه الحسين (ع) بكى ايضاً وكأنه يواسي مواليه في هذا الزمن، بكى وتعجبت الزهراء وعلي سلام الله عليهما من بكائه ترجم عن دمعاته وقال ما مضمونه: ابكي لما يجري على ولدي ونحن الآن نبكي لما يجري في بلدي.
اضافةتعليق
التعليقات