• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اعشق مرآتي

حنان حازم / السبت 22 نيسان 2017 / منوعات / 4015
شارك الموضوع :

عادت من حفلة عُرس وهي متألقة تجر بخطواتها كطاووس الغابة، فستانها الطويل المزخرف كان باهظ الثمن ومساحيق التجميل من اجود انواعها اضافت على جم

عادت من حفلة عُرس وهي متألقة تجر بخطواتها كطاووس الغابة، فستانها الطويل المزخرف كان باهظ الثمن ومساحيق التجميل من اجود انواعها اضافت على جمالها لمسة سحر تخطف الانظار، دلفت مترنحة القت عليّ التحية وجلست امامي وقالت: كانت اجواء الحفلة ممتعة واكثر شيء اثار بهجتي وجود إبنة عمي ليلى لو رأيتِ ما كانت عليه من سوء الحال، من الواضح عليها انها لم تهتم بنفسها في الآونة الاخيرة فقد بَهُتَ جمالها وهي ترتدي اسوء فستان رأيته في حياتي، حَدثتُها عن ذلك أجابتني بكل احترام وبرود، لن نكون بجمالك يوما اتمنى لك قضاء وقت ممتع ثم توارت عن الانظار..

جعلتني انذهل من تصرفها وقلت: ابنة عمك ليلى إمرأة محترمة، متى آخر مرة اتصلت بها واستعلمت عن احوالها؟

اجابتني: اووه منذ زمن بعيد وما شأني بها اتركينا منها، ثم ذهبت لتقف امام المرآة واردفت: انا اعشق مرآتي، استيقض كل صباح لاقف امامها وانظر لنفسي، تخبرني كم انا جميلة وتجعلني اواضب على المرور بها بين الحين والآخر لتُريني ما انا عليه الآن  وتقول لي ما يجب ان افعل لابدوا افضل، اعشقها لانها مرآتي المخلصة التي لا تكذب بشأن مظهري، تساعدني على ان اكون دائما بأبهى اطلالة.

تنبهني لاهتم بنضارة وجهي وتغذيته على الدوام كي لا تنال من جماله الخطوط والتجاعيد  التي تتهجم وتزداد ضراوتها بمرور الايام، وتختار لي ما هو الانسب من الالوان لارتداءه لا تخفي عني شيئاً، ما دمت املك مرآة مخلصة تحدثني بصدق ولا مجال فيها للكذب فانها تزيح من دربي مشاعر القلق والتوتر، كل مرة اقف امامها ارى نفسي ملكة على عرش النساء، قالتها بتفاخر وغرور ثم اردفت: 

يا تُرى لو لم تكن المرايا موجودة في حياة الناس على اي شاكلة سيكونون!!؟

ثم قهقهت بصوت ساخر ومرتفع لتسألني: ما هو رأيك عزيزتي؟ 

وهي تخلع قرطيها اتت طفلتها الصغيرة تحمل بيدها كأسٌ فيه شراب فاكهة تقدمت نحوها وتعثرت فوقع الكأس من يدها وانسكب الشراب على الطرف الطويل للفستان، صرخت صرخة مدوية افزعتني والطفلة لتنحني وتصفعها على وجهها وتقول: لما فعلتي ذلك، فتاة غبية هيا اغربي عن وجهي.. ارتعبت الصغيرة وارتجف جسدها لتنهال بالبكاء وتعدوا مسرعة نحوي احتضنتها لاهدأ من روعها، وانظر لتلك الحسناء بدت وكأنها وحش كاسر تود تحطيم كل شيء يعترض طريقها لانها غاضبة !!

انتفضت من مكاني واعتلت ثغري ابتسامة شفقة، تقدمت نحوها وامسكت بذراعيها وقلت: استديري نحو المرآة عزيزتي ماذا ترين الآن؟

قطبت حاجبيها وقالت مغترة: ارى عروس فاتنة وهي انا...

سألتها ثانية: هل انت متأكدة الا ترين شيء آخر في هذه العروس؟

اجابتني وهي تقف بقوام ممشوق والثقة تملأ نبرتها: او هل تكذب المرآة امامك!!

اجبتها بحدة: طبعا لا عزيزتي ولكن المرآة لا ترى ما انت عليه من الداخل ولو استطاعت رؤية ما بداخلك من قسوة وسطحية لقالت لك ما تراه دون تردد فهي مخلصة وصادقة ولن تخونك ابدا ولكن عيبها الوحيد انها لا ترى سوى هيأتك الخارجية، ولاءها لك مطلق ولا تشوبه شائبة لكنها لا تعلم بأنك خائنة عديمة الوفاء تخفين عنها الكثير ولا تبوحين لها بما تكمنين بداخلكِ كي تُريك حقا من انتِ، فقد جاء في الحديث الشريف (ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن  ينظر الى قلوبكم واعمالكم) صدق نبي الرحمة (ص).

اعلمي عزيزتي وافهمي ان الجمال الخارجي سيزول مهما بذلت قصارى جهدك، تأكدي بأنه سيضمحل لا محالة، فالاجدر بك ان تهتمي بتغذية العقل والقلب والروح اولا لكي ينعكس ذاك الجمال الخالد ويزيدك حسنا ورونقا ليدوم بعد زوال جمالك الفاني ورحيلك المؤكد، دمت بخير عزيزتي استودعك الله ..

تركتها تنهار وهي تجلس على كرسي ملكي تشيح بالنظر الى المرآة وكأنها ابحرت نحو المجهول،علها تجد بر الامان لترسو عليه.

المرأة
الجمال
الفكر
القيم
الاخلاق
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    شيء من براءة الأطفال

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    ‏حين تبدأُ الحياة... من الحياة!

    رايات تعانق السماء... تتجه صوب كربلاء

    آخر القراءات

    التغيير الإيجابي الذي تجلبه إصابات الدماغ

    النشر : الثلاثاء 29 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رجل صيني يدفع تعويض مالي مقابل الأعمال المنزلية لطليقته

    النشر : الأثنين 01 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    أنا.. ونظارتي الطبية

    النشر : الثلاثاء 30 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    نسيم الطفولة

    النشر : الأثنين 15 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    دماغ مؤجل

    النشر : الأحد 12 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الدين معاملة

    النشر : السبت 26 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 815 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 718 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    علمتني كربلاء: مذكرات طفلة في طريق الأربعين

    • 396 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1200 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين
    • الأحد 17 آب 2025
    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟
    • الأحد 17 آب 2025
    شيء من براءة الأطفال
    • الأحد 17 آب 2025
    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء
    • الأحد 17 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة