كل روح تعشق النجاح وتحب اثبات وجودها في هذا الكون الفسيح، ولا وصول للهدف دون نضج ووعي مرتفع، ويتحقق الارتقاء بسرعة أكبر مع الذين يجيدون تناسق وتناسب العمل بين وظائفهم الجسدية وانطلاقاتهم الروحية ووضعهم الإجتماعي.
إن عجلة الحياة السريعة المحملة بالتناقضات والتعقيدات، تثقل كاهل الإنسان، وتزيد الحمولة على الجنس اللطيف في مسير تحقيقها ما تصبو إليه وتتمناه.
ليس لأنها الكائن العاطفي الحساس فقط، فهذه الصفات لم تكن سبب في ضعفها إن كانت واعية بالقدر الذي يجعلها تطمح للصعود والإرتقاء كحق من حقوقها الواجب الوصول إليه، لقد منَّ الله عليها بقوة كبيرة وصبر طويل.
ولكن تكمن العلة بالموروثات الإجتماعية التي سيجت وعيها وأحاطتها بأغصان شائكة من التقاليد والأعراف البالية، كما أسهمت تربية الوسط العائلي بتقويض عقلها وأقاموا عليه الحدود.
فوجدت نفسها تخندقت داخل أخدود عميق وضعوها فيها من أجل حمايتها كما يصورونه لها، ولكن الحقيقة هو تلبية ما يريدونه، وتماشيا مع محيطهم وارضاء لمن حولهم، وخوفا من الاختلاف مع مجتمعهم، وتنفيذ لرغباتهم وتوجهاتهم، فكانت المحصلة والنتيجة عدم معرفتها بقدراتها الكامنة بداخلها.
ولكن هناك من لم تجد هذا السبب كافيا رغم قسوته وحدته وتأثيره الفعلي على المرأة، وبصورة ما تمكّنت من فهم الحياة بكل تعقيداتها وحاربت للفوز بجزء من الاستقلالية في التحكم في شؤونها واتخاذ القرارات المصيريّة بمعزل عن سيطرة الآخرين وتأثيرهم.
لكن ما بين هذه المرأة وتلك التي رضيت وتقبلت أن تحيطها الأسيجة من كل جانب لا بد أنه ثمة أساسيات وجب أن نذكر بعضا منها وليس جميعها الاختلاف الآراء والتوجهات والأفكار والأوضاع المجتمعة، فمهما تشابه الوضع الاجتماعي والمنظومة الثقافية السائدة يوجد هناك اختلافات في حياة سيدة وأخرى في مجتمعنا العراقي.
منها الاختباء خلف الإسقاطات النفسية، فمنهن لا تتحمل قسوة الواقع فتتجاهل المشكلة وتلقي اللوم كل اللوم على الأهل والمجتمع، كذلك الوضع الاقتصادي يلعب دورا كبيرا في إعطاء المرأة متنفسا لتحقيق شيء من أحلامها، ومستوى التعليم وهو الساند الأول لها، وقوة الشخصية ودرجة الثقة بالنفس وهن الأسلحة التي تحار بهن وتتوكأ عليهن كلما سقطت أو تعثرت. فلنركز على التحرر من الأعذار والإسقاطات فهي أول مراحل التحول الذاتي، كما يستطيع كل شخص القيام به دون مساعدة، ولا سلطة لأحد لإفشال هذا الهدف، وهو السبيل الوحيد الذي يعيد البناء الذاتي وغير متعلق بالمستوى الدراسي والحالة الاقتصادية.
فمن طرق التحرر من الاسقاطات هو تقبل الواقع كما هو وعدم اثارة الاحساس بالذنب لمن حولها، أو القاء اللوم على الآخرين.
هناك بعض النساء لديهن لائحة من المبررات لتبرير الافراط في الأكل والافراط في الكسل والافراط في الفشل والاستسلام.
ولا يردن الاعتراف أنها اسقاطات نفسية وأعذار، العائلة زرعتها وهن داومن بسقيها حتى انبتت ليختبئن ورائها.
إن تقبل الواقع وعدم ايجاد المبررات سوف يجعلها تطرح على نفسها جملة من الأسئلة، إذا كان المجتمع الذي أعيش وسطه كذا وأهلي كذا وأنا أريد كذا وكذا فكيف سأحقق ما أريده؟، ومتى لا ألتفت ولا أهتم لإرضاء رغبات وأمراض البرمجة الجمعية.
وهنا يأتي دور الاستفادة ممن نجحن في الوصول وحققن حلمهن باقتدار، والبحث والتعرف على الشخصيات الناجحة وطرق النجاح والاستفادة من تجارب ونصائح الآخرين.
ثم يأتي السؤال: كيف أحول الأمنية إلى قرار؟، في علم الطاقة الحيوية يقال: إن من يتخذ قرار حقيقي وواعي وواضح يتحرك الكون كله ليساعده ويسانده، فالكون لا يساعد من لا يساعد نفسه.
اضافةتعليق
التعليقات