سيد رضا حسين عبيس... اسمه كبير ونسبه أكبر ولكنه في الحقيقة صبيا لم يبلغ الثالثة عشر من العمر، ولد رضا في قضاء الهندية التابع لمدينة كربلاء المقدسة وكانت ولادته في اليوم الذي صادف رجوع والده السيد حسين من مدينة مشهد.
وبعد زيارته لغريب طوس... فتبَرَّك السيد بأن يسميه رضا تبركاً وتيمناً بالامام الرضا (ع) وتوالت الايام حتى كبر رضا في هذه المدينة المعروفة بحبها وخدمتها لزوار أبي عبد الله الحسين (ع) وكان يفتخر بين أبناء عمومته ومنذ نعومة اظافره بأن يكون خادما لجده الحسين يقدم الماء والتمر للسائرين على الاقدام المتوجهين نحو ضريح الحسين (ع) مرورا بالمدينة التي يسكنها (رضا) في أيام عاشوراء وواكب رضا كل حدث وحديث في هذهالمدينة، وحين اسس أهالي طوريج حملة التجمع لإعانة المجاهدين في الحرب ضد داعش،طلب رضا من والده الذهاب معه لتقديم المساعدات لمقاتلي الحشد الشعبي وكان والده أحدالاعضاء المؤسسين لهذه الحملة، لم يكن والده مترددا في أخذه معه لما رأى فيه من الشجاعة والإصرار.
وأصبح رضا عنصرا فعالا في هذه الحملة وقام عمه (علي) بشراء بدلة عسكرية تليق بالمقاتل الصغير. وكان رضا يقوم بالعديد من الاعمال المهمة للحملة من تحضير الصناديق وجلبها من السوق باعداد كبيرة وتحضيرها لوضع المساعدات فيها وحمل الكاميرا وأخذ دور الاعلامي الحربي للحملة وتوثيق نشاطات الحملة بالصور.
ووصل رضا مع أفراد الحملة الى أبعد نقطة في أرض المعركة من جبال مكحول وجبال علاس والحويجة والشرقاط والعلم والناعمة وسامراء والنخيب وشاهد العديد من الجثث المتفحمة والمتفسخة لعصابات داعش الإرهابية.
وتعرضت الحملة الى العديد من المخاطر والمواجهات مع تنظيم داعش وكان (رضا) مقاتلا يحمل السلاح ويتوجه الى الساتر الذي كان ارتفاعه اطول منه فيقوم احد المقاتلين بوضع حجر كبير ويرفع (رضا) قدميه الصغيرتين ليصل الى فتحة الساتر ويصيب الهدف..
يقاتل (رضا) الإرهاب تاركا أمه وإخوته ومدينته وأصدقاءه والعابه وصدى ضحكاته مع أولادمحلته ليقاتل مع مجاهدي الحشد الشعبي لما غرز في نفسه منذ أيامه الاولى على حب الوطن وكره الظلم وما استمده من دروس وعبر من حكايا الطف التي تكررت على مسامعه من كل عام في شهر محرم وهو يقوم بخدمة زوار أبي الاحرار ويرى في علي الأكبروالقاسم القدوة والمثل الاعلى له في حياته فسيتمد منهما الشجاعة والأقدام في سن مبكرة...
وأصبح (سيد رضا حسين) رمزا وقدوة لأطفال مدينته يروي لهم قصص وحكايا الابطال ولم يعلم (رضا) بأنه اصبح بطلا لأطفال مدينته.
هذه قصة حقيقية لبطل صغير..
اضافةتعليق
التعليقات