بعد الوعكة الفكرية التي مرَّ بها عراقنا الحبيب، والذي خرج منها شبه سلامات، اصبحنا نشك بأن هذا الصيف يحوك مؤامرة خبيثة علينا، فليس من المعقول ان ترتفع درجات الحرارة الى هذا الحد ويمر الشعب العراقي بهذه الحالة الاستثنائية والغريبة التي لم تمر يوماً على بلدنا العزيز، كما اننا من غير المعقول ان نلوم حكومتنا الجليلة على ذلك لأن الحكومة الموقرة بذلت كل ما في وسعها حتى توفر لنا هذه المعجزة الكبيرة التي تدعى "كهرباء"، فتفضلوا علينا ومنحونا الكهرباء ثلاث ساعات في اليوم مقابل ثلاث ساعات من الانقطاع المستمر(ادري ضربات جزاء هي لو شنو؟).
هذا بالنسبة للمناطق المحظوظة التي شملت عطف الساسة الكرام، اما بالنسبة للمناطق التي ليس لها معين سوى الله، فأن هذه المعجزة لم تشملهم حتى ربع ساعة في اليوم.
ولكن في كل الأحوال اللوم يقع على الشمس، وليس لأي سياسي علاقة في هذه المؤامرة، لأن بعض المنجمين صرحوا بأن الحرارة العالية التي تبثها الشمس هي بسببالوعكة الصحية التي غيرت من تفاعلاتها الداخلية وجعلتها تبدو اكثر حرارة من ذيقبل!، ولكن ما يثير الريبة ان الشمس كيف اصيبت بهذه الوعكة؟، ومن اين تلقت هذا الفايروس الخطير؟، هل يا ترى للعراق يد في هذا الموضوع؟، الآن هي الفرصة المناسبة لكي يصرح بعض الكرام ويجعل من العراق الشماعة التي يعلق عليها تجاوزاته غير الشرعية ويقول (كله صوج العراق هو الي عدى الشمس وخلاها تتمرض).
اذن هذه العدوى انتقلت من العراق الى شمسنا الحبيبة، والدليل على ذلك هي الاغنية العراقية التي تقول (هذا العراق يظل شمس ما يطفه نوره).
وبما ان العراق هو السبب الأساسي في مرض الشمس، اذن من واجب كل مواطن عراقي ان يتحمل مسؤولية الحر، ويتبرع بالمال الى الحكومة الجليلة، لأنهم يتحملون ضربة الشمس التي تصيبهم عندما ينزلون من السيارة المكيفة ويصعدون الى مكاتبهم المجهزة بالتبريد المركزي والذي لا ينطفأ هنيئة واحدة!.
حقيقة قلب المواطن العراقي مصنوع من الحجر!، كيف يستطيع ان يتحمل هذا الظلم الذي يصيب البرلماني الكريم!، كيف يقبل ان تتحول بشرته الصافية المعتادة على هواء جزر المالديف ونقاء لندن الى اللون الأسمر بسبب سطوع الشمس!، من يا ترى سيدفع تكاليف تنظيف بشرة هذا السياسي العزيز؟!!.
وفي كل الأحوال المواطن العراقي هو ناكر للمعروف، لأنه لم يقدر ما يفعله السياسيون من اجله ومن اجل اطفاله، لأن الحكومة تقطع التيار الكهربائي خوفاً على أطفال العراق من الصعقات الكهربائية التي من الممكن ان تؤدي بحياتهم لا سمح الله... ولكن لا احد يقدر ذلك ابدا، فكما يقول المثل (سوي خير وذبه بالشط)، ولأن العراقي معتز جدابهويته فإن الانقطاع الكهربائي سيجبره على النوم في سطح البيت وبذلك ستتحول بشرته من الحنطية او البيضاء الى السمراء وفي اشد الحالات الى السوداء ليحافظ بذلك على اللقب العراقي المعروف "أبو سميرة".
لا ادري الى متى سيبقى هذا الشعب خالي من المشاعر والاحاسيس!، ولا يتحمل مسؤولية ما يجري في البلد، فبعد كل هذا الاستهتار الذي نمر به من عدم تقبل الوضع وتحمل المسؤولية والعمل بمهنية اكبر يأتي هذا العراق العظيم وينقل عدواه الى الشمس الحبيبة ليجبر المواطن السخي على تحمل مسؤوليات البلد والحكومة والشمس!.
اضافةتعليق
التعليقات