كورونا الوباء الذي اجتاح العالم وقد تباينت الآراء حول هذا المرض فمنهم من قال أنه وراثي بايلوجي تم تطويره مؤخراً من قبل دول لأغراض ربما سياسية أو عسكرية أو اقتصادية. ولسنا في صدد بيان هذه الأسباب بقدر ما نريد أن نلفت النظر له في هذا المقال ألا وهو الجانب الديني.
عندما بدأ هذا المرض بالظهور للعالم بدءاً من مدينة (ووهان) الصينية مروراً بالدول الأخرى, لم نكن نُدرك خطره كثيراً وكنا نعيش حياتنا كالمعتاد ولكن.. في صباح أحد الأيام وجدناه قد احتل مدينة قم المقدسة ومنها حيث اجتماع الناس فيها كونها مزار حدث ما لم يكن في الحسبان حيث انتشر المرض وبشكل سريع إلى جميع المناطق المجاورة بل تعدى ذلك إلى البلدان المجاورة والغير مجاورة. عندها أعلنت جميع الأماكن المقدسة بدءاً من الكعبة وحتى أصغر مزار عن اعتذارهم من استقبال الزائرين إلى إشعار أخر.
تُرى هل خطر على ذهن أحدنا بأنه سيأتي يوم ونُحرم من زيارة أولياء الله؟!, هل تألمت نفوسنا عندما رأينا بيت الله خالياً لا يُطاف حوله؟!.
تُرى ما الذي فعلناه لكي يحل علينا هذا البلاء؟, ففي كل يوم ألم الأشتياق لتلك الأماكن المقدسة يحرق قلوبنا, ونحن ننظر من بعين ولا نعلم هل سيُرفع هذا البلاء عنا؟, أم أن هناك ما يحول بيننا وبين تلك الأماكن المقدسة التي هي محل نزول رحمة الله ومهبط ملائكته.
نعم قد يكون هناك جانب قد أُستثمر من قبل بعض المؤمنين إستغلال أوقات الحظر أو الحجر الصحي بالعبادة والدعاء والتضرع إلى الله تعالى. ولكن ما للقلب صبر على فراقهم. أفهل يا ترى هناك قلبٌ يصبر دون ان يزور الامام الحُسين عليه السلام, أم أن هنالك قلبٌ يحتمل دون أن يشم عطر حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام. إن للقلب مناجاة يرددها في البعد عنهم كل يوم بل في كل لحظة تمر شوقاً لهم (فكيف أصبر على فراقكم).
ما أشده من بلاء وما أصعب انتظار جلائه عنا كي نرجع إلى أحضان تلك الجنان فليس لنا طاقة على هجرهم فإن (حالُنا من بعدهم لا يوصفُ).. لابد لنا من الرجوع إلى الله تعالى كي يكشف عنا البلاء ونتضرع ونتوسل إليه, فإذا حُرمنا في الدنيا من زيارتهم, فما بالك في الآخرة؟.
قد لا يستغل البعض منا هذه الفترة بجلوسه في المنزل في التقرب من الله والعودة اليه وذلك لكثرة إنشغالهم بهواتفهم ومواقع التواصل الاجتماعي مما يؤثر سلبا على علاقتهم مع الله تعالى في حين نحن نعيش أزمة حقيقية بسبب سوء تلك العلاقة مع الباري عز وجل فلو تأملنا لبعض الوقت لوجدنا أنفسنا تعيش في متاهات البعد عن الحق تعالى وبالتالي هذا البعد الذي حدث عن أوليائه عز وجل. نبتهل إلى الله ونرفع أكفنا عالياً في هذه الأيام المباركة أن يرفع عنا البلاء ولا يفرق بيننا وبين محمد وآله في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.
اضافةتعليق
التعليقات
2020-04-13