في مطارات اوربا عند الدخول يسألونك عن سبب القدوم وموقع الأقامة والمدة التي ستقيم بها ناهيك عن الإجراءات المطوّلة التي تشمل الفيزا و الضرائب والاستفسارات اللامتناهية ..
اما في عراق الإباء فيسهلّون تلك الاجراءات ويختمون له الفيزا في المطار إن لزم الأمر و يرحبّون به بحرارةٍ و كرم يعبر عن طيب أخلاقهم ..
في العالم يقيمون احتفالات اكبر كعكة و اكبر بيتزا ليتنافسون بدخول موسوعة غينيس،
اما في العراق فقلوب الزوار هي الموسوعة الكبيرة التي تخلد اكبر المواكب واكبر ركضة طويريج و اكبر مسيرة مشي على الأقدام للوصول لقائدها الذي رحل قبل عشرات القرون مخلداً ذكره الأبي على مدى السنين ..
يتفاخر العرب بصنع الولائم المترفة لأصحاب المناصب بداعي التباهي ولفت الإنتباه وفي العراق تُنصب المواكب لكل الزوار دون استثناء في سبيل رضا الله ونيل بركات الشهيد ابا عبدالله !
يدفعون الناس العشرات من اموالهم لجلسة (مسّاج) للأرجل او الجسد و في العراق يرّحبون بالزائر التِعب لينكتون من بدنه وهن المشي بالتدليك و دون اي مقابل مادي ..
اغلى المطاعم في البلدان العربية هي من تبيع السمك بأنواعه وفي العراق تُنصب موائد الكرم في مسير المشاية مُحمّلة بالسمك المشوي الفاخر التي تفوح منه رائحة الجنة ..
ثم حين يتعب الزائر او تذبل ارجله من مسافات المشي يرحبون به في المواكب هلا بزاير ابوعلي.. ليستعيدون له قواه و طاقته لنيل المزيد من الثواب الوفير ..
و تفتح كل بيوت الموالين ابوابها بل و يتسابقون على إستضافة الزوّار ..
اما الحسينيات فتغدو هي الفنادق التي تأوي الزائر المدلّل لينام بها بأمان..
و عند الوصول للحرم الآمن والقبّة الحنونة والضريح المذهّب يحاولون بكل الطرق إيصال الزائر للضريح والتبرّك برؤيته ..
تقول إحدى الزائرات: (حين ذهابي لزيارة الاربعين وفي طريق المشّاية، إندلق على عباءتي الطعام مما احزنني هذا الأمر لأنه سيؤخرني على مسيرة المشي ..
وفي هذه الأثناء رأتني احدى الاخوات العراقيات واصرّت لتأخذني لمنزلها.. ذهبت معها، غسلت لي عباءتي و جففتها بعناء حتى تختصر الوقت ثم اعطتني عبائتها وحجابها ايضاً، رفضتُ ذلك و لكنها اصرّت وقالت اعتبريها هدية من مولاتي زينب.. ثم اوصلتني مرة اخرى للطريق الذي كنت امشي به.. تخيلت لوهلة بأنها السيدة زينب من شدة طيب خلقها و كرمها و حين اخبرت زوجي قال لا عجب فكل اهل العراق هكذا) ..
فرغم الحروب المتتالية لهذا البلد فها هو ينتصر.. بطيب اخلاقه، بكرمه، وسخاءه الذي يمتد لكل افراد العالم ..
فسلامٌ على ذرات التراب التي حملت جسدك يا مولاي وسلام على ابا الفرقدين البلد الذي اكتسب بركاته منك حتى صار نوره وضّاء بكل القلوب ..
اضافةتعليق
التعليقات