يقول تعالى: [لا تدركه الابصارُ وهو يدركُ الابصار وهو اللطيف الخبير]
سؤال دائما يطرح نفسه من عامة الناس الذين ليسوا مطلعين على كتب العقيدة والبحوث العقائدية، التي تتضمن تفسير وتأويل القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام.
فهناك أقوال واراء كثيرة بخصوص هذا السؤال من جانب المذاهب المختلفة بغض النظر عن الأديان السماوية الأخرى، الذين كل واحد فيهم يري أن رأيه هو الأصح، والأمثلة في هذا المجال كثيرة وسنأتي ببعض منها للتوضيح والإستفادة.
مثلا المعتزلة يعتقدون أن الله لا يرى بالبصر لا في الدنيا ولا في الآخرة، في المقابل الأشاعرة وهذا قول مؤسس مذهبهم شيخ الأشعري، قال: (وندين بأن الله تعالي يرى في الآخرة بالابصار كما يرى القمر ليلة البدر، يراهُ المؤمنون).
ولاستدلالهم على هذه الأقوال يأتون بآيات من القرآن المجيد، قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة).
فهنا نرى انهم وقعوا في الخطأ وأخذوا بظواهر معاني الآيات وأيضا اخذوا بالمتشابهات وليس بمحكمات الآيات ولم يرجعوا لتفاسير وتأويل أهل البيت عليهم السلام.
والرد عليهم من الروايات الصحيحة من الرسول وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، أن المقصود من الاية، هو انتظار الثواب ورؤية الجنة والرحمة الالهية في الآخرة.
واخيرا حتى الادلة العقلية تثبت أن الإنسان لا يمكن أن يرى الله بالعين كما يرى المخلوقات، لأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، فلا يمكن لخالق العين وقوانين الرؤية يخضع للرؤية فهذا يكون منقصة لله عزوجل، والله منزه عن كل شيء سبحانه وتعالى.
إنّ أحد أصحاب الإِمام الصّادق (ع) واسمه (هشام) يقول: كنت عند الإِمام الصّادق (ع) فدخل عليه معاوية بن وهب (وهو من أصحاب الإِمام أيضاً) وسأله قائلا: يا بن رسول الله، ما قولك في ما جاء بشأن رسول الله (ص) أنّه قد رأى الله، فكيف رآه؟ وكذلك في الحديث المروي عنه أنّه (ص) قال: إِنّ المؤمنين في الجنّة يرون الله.
فبأي شكل يرونه؟ فتبسم الإِمام الصّادق إِبتسامة ألم، وقال: "يا معاوية بن وهب! ما أقبح أن يعيش المرء سبعين أو ثمانين سنة في ملك الله، ويتنعم بنعمه، ثمّ لا يعرفه حق المعرفة يا معاوية، إنّ رسول الله (ص) لم ير الله رأي العين أبداً، إِنّ المشاهدة نوعان: المشاهدة القلبية، والمشاهدة البصرية، فمن قال بالمشاهدة القلبية فقد صدق، ومن قال بالمشاهدة البصرية فقد كذب وكفر بالله وبآياته فإِنّ رسول الله (ص) قال: "من شبه الله بالبشر فقد كفر".
اضافةتعليق
التعليقات