تشريفا لشهر رمضان انه أُختير ليكون الشهر الذي تُنزّل فيه كتب الله السماوية، ومن اعظم واجل هذه الكتب هو القرآن الكريم دستور الانسانية. فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) انه قال: نزلت التوراة في ست مضين من شهر رمضان، ونزل الانجيل في اثنتي عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل الزبور في ثماني عشرة من شهر رمضان، ونزل الفرقان في ليلة القدر.
كما في هذا الشهر تُقسم الارزاق على ابناء البشرية كما قال تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم.
اما اجواء هذا الشهر الفضيل في العراق فكانت مَلْيئة بأرزاق الشهادة واي رزق اجل وأعظم من ان يرزق الانسان وسام الشرف الذي يحلم به العاشق للقاء ربه.
فبين شهيد سَمَتْ روحه في سوح الشرف والاباء ليرسم بسمة على شفاه اطفال غفت على ارصفة الخوف،
وبين حارساً سَرقت غيرته النوم من عينيه ليبقى حافظا لحدود ارضه،
وبين شاب خرج محتضناً اماله واحلامه فتخطفه عبوة زُرعتْ لتُفْرِغَ حقداً عشعش في صدور من أرعبتهم همم حشد الفخر،
وبين روح طفل اختارها الله لتلتحق بأطفال الحسين (عليه السلام)،
وبين عجوزٍ كَرس ماتبقى من عمره لينال مرتبة العز الذي لايسامى في دفاعه عن حُرَمِ وطنه.
تلك ارزاقنا التي كانت ولا زالت مفخرة لكلّ
من استوطن الشرف في اعماقهْ.
هذه الارزاق كانت على ايدي نساء زرعت شهابا في سماء الجهاد، و هامت ب افلاذ اكبادها الى ساحة العشق ترفدهم نحو الجنة قبيل منها.
ثم اتخذت قبسا من درع صبر سيدة الصبر ليكون لها سورا مانعا من جزع الفراق.
فهذه ام الشهيد محمد حسين..
عندما سألتُها عن سُفْرتها الرمضانية التي خلت من فلذة كبدها الذي لا يتعدى الخامسة والعشرون من عمره.
اجابت: لي الفخر والشرف أن ربي اختار من بين كل هذه الازهار زهرتي..
زهرتي التي قُطفتْ لتبني مجدا لايفنى..
ولتحمي ارضا لن تُدنس، زهرتي التي لولاها
لما كانت نساء تدب في ارجاء هذا البلد الشموخ، ولما اقيمت اجواء ضيافة ربي في رحاب مقدساتنا، زهرتي التي اينعتْ بلون دماء الشهادة لتخبر ذئاب الارض بأن لامكان لهم في ارض ورثت اباء العظماء من شهداء كربلاء..
اضافةتعليق
التعليقات