إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدي ، عرف فرعون بقساوته وظلمه وما صدر من أوامر قاسية في حق الشعب وقتل الأطفال هناك أقوال كثيرة منها أنه قتل خمسة آلاف طفل !
ولكن فرعون رغم قسوته وجبروته خضع لكلام امرأة ، (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).
هذا المثال ربما يعتبر أدق وأعظم مثال عن أسوء وأقسى رجال الأرض ولكن كيف تغير وخضع لكلام امرأة، المرأة لديها قوى خارقة تستطيع أن تبني بأبهى صورة وتدمر بأبشع صور ، تستطيع أن تغير مسير الأجيال نحو الخير أو الشر، لذلك عندما نتصفح صفحات التاريخ نجد في مواقع كثيرة أن الحروب تشن وتلتهب النيران بسبب امرأة، هاهي حرب الجمل وغيرها من الحروب، وتتوقف اطلاق النيران بسبب امرأة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ومن أجمل ما رأيت عن أهمية تأثير المرأة على حياة الآخرين ما روى المحدثون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "الشقي من شقي في بطن أمه. والسعيد من سعد في بطن أمه هي مصدر الخير أو الشر منذ اللحظات الأولى و باستطاعتها تغيير مسير وليدها بواسطة أعمالها وما تفعل طيلة أيام الحمل وبعد الولادة.
ومما يعزز الكلام عندما عزم الإمام (عليه السلام) على الزواج بعد استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) دعا عقيلا، وطلب منه أن يختار له امرأة من قبيلة معروفة بالشجاعة لتلد له فرسانا صناديد. ولما كان عقيل عالما بارعا في الأنساب فقد اختار أم البنين، وذكر أن آباءها من أشجع العرب وأثبتهم وأشدهم قتالا، العظماء يبحثون عن امرأة ذات نسب وشرف لأن العرق دساس والولد سوف يحمل صفات الأم والعائلة شئنا أم أبينا.
وهناك قصة لطيفة عن أهمية تأثير الأم على الولد الذي أوشك على الوصول الى حبل المشنقة، أنفاسه الأخيرة كانت تخرج بثقل شديد من أعماق صدره وكأن حزن العالم قد جُعل بين أضلاعه بقسوة، دقات قلبه كانت تتسارع لتتدارك الشبح الأسود قبل أن يحين الأوان.!
في تلك السويعات القاتلة بدأ يستذكر شريط حياته عندئذ طلب بصوت هاديء أن تكون له أمنية أخيرة قبل الإعدام، قالوا ماهو طلبك؟
قال: أتمنى أن أرى والدتي لآخر مرة وأودعها الوداع الأخير.
لبّوا طلبه وأحضروا والدته كي يقر عينا بعد أن ظهرت آثار الضجر والألم على ملامحه طلب منها أن تخرج لسانها خارج فمها، تعجبت المرأة من طلب ولدها الغريب بعد بكاء شديد أخرجت لسانها من فمها، فقام الولد بعضّه بقوة وبعد ذلك صرخت المرأة من شدة الألم، ونزف لسانها بشدة: بعد أن سألوه عن السبب؟ أجاب قائلاً: هذه المرأة هي سبب وقوفي هنا ...
سكوت هذه المرأة دفعني الى الخسارة الكبرى وهي الموت لولا صمتها على أفعالي السيئة لماكنت هنا الآن ..
وبدأ يشرح قصته: في بداية الأمر عندما سرقت البيضة من بيت الجيران لم تقل شيئا بل فرحت وابتسمت من فعلي حينذاك ولم تسألني عن المصدر وفِي المرة القادمة تجرأت على السرقة كلما ذكرت تلك الابتسامة وبعد ذلك بدأت بسرقة أشياء أثمن وأفضل من قبل وفِي كل مرة لم تسأل عن شيء رغم معرفتها بأني لا أملك أية نقود وهكذا طال الأمر الى أن وصلت الى ماوصلت الآن وانتهى بي المطاف إلى هذا المكان.
المرأة لديها قوى خارقة تستطيع أن تبني بأبهى صورة وتدمر بأبشع صورة فقط عليها أن تثق بنفسها وتعرف أهمية رسالتها ودورها بأفضل صورة، فهي مربية الأجيال إن ربت نفسها على خير، و مدمرة الأجيال إن تمسكت بهوان الدنيا وزينتها الفاسدة، لذلك لا يمكن الاستهانة بهذا الدور العظيم أبدا، بل يجب تسليط الضوء عليه كي تعرف المرأة أين هي وإلى أين وما عليها فعله وتقديمه.
اضافةتعليق
التعليقات