مختلفةٌ هي الموضوعات، وكثيرةٌ هي الأفكار التي تتصارع مع النفس تبحث عن علاج، والعلاج يكمن في القرآن، ومفاتيح الجنان، والصحيفة السجادية والأدعية والأذكار، لآلئ وزبرجٌ، وجواهر ثمينة بين أيدينا هذه الأيام، بلهفة نجمعها كل يوم من صباحاتِ ومساءاتِ ليالينا الرمضانية؛ لتعلو في سماء العشق الإلهي، وتهدم سدود غفلتنا.
النفوس نغسلها، والقلوب نطهرها وننظر من نافذة المناجاة الإلهية لعل؛ ريح العفو والمغفرة تريحنا، فكم من ذنبٍ اقترفناه بعلمٍ أو بغير علم، وصرخة الضمير تجوب في أحضان النفس الأمارة بالسوء وشياطين الجن والإنس ألقت شباكها والجسم أصبح ساحة حرب يستغيث. إلهي أطلبُ منك السماح لما يصدرُ مني كِذبٌ على أنه مزاح وَرَدُّ سائل في بعض الأحيان، والغيبة فاكهة مجالسنا، وقطع صلة الأرحام، لكننا نطمع بالعفو منك، فالكهف والملجأ الدعاء الصاعد إليك ومرفأ الأمان رحمة نازلة منك.
وتسير عجلة الأيام منذ ولادة الانسان، ماراً بمحطاتِ الفصول، طيورها تلتقطُ حبيبات العمر وتتساقط أوراق السنين؛ فمنذ ولادته يبدأ العمر بالعد التنازلي ويحزن الإنسان، كحزن الأشجار عندما تساقط أوراقها يعني الخريف أعلن المجيئ ويشتد الخوف عندها لأنها النهاية لكل الموجودات، وهذه الأيام نعيشُ حكاية شهرٍ وقصة كتاب، فالشهر وحده عمر بأكملهِ، يحمل فرح المناجاة والألفة والمودة، والخلوة مع الله، وصار فيه النهار ليلا والليل نهارا، ومن حكاياته تلاوة القرآن، والوقوف على كنوز ثمينة في صناديقها معلقة المفاتيح.
تلاوةٌ للقرآنِ متكررة، ننعم بصحيح اللفظ، والمعنى، والأجر والثواب، شعور بالفرح لا يوصف كلما تناقص عدد الأوراق إذن في ربيعه أكملنا التلاوة وخُتمَ القرآن، ما أجمل شهرنا وما أجمل كتاب الله وهو بين أيدينا نسترسل بآياته، ونقف طويلا عند كلماته ونبحث عن التفسير في معظم الأوقات؛ ليبقى في الفكر والعقل دائمًا.
سينتهي الشهر الفضيل، والعيد يأتي، وعلى منصته ستوزع الهدايا من الرحمن، لأصحاب الوجوه المتلألأة التي كساها بنوره الله الحق المتعال، وللقلوب الطيبة العامرة بحب الله. سيحضر توزيع الهدايا إمامنا الغائب الحاضر (عجل الله فرجه) سيشاركنا فرحنا، سيشع المكان نورا ونحن نردد اللهم عجل لوليك الفرج، ومسك الختام ندعو (اللهم اعد علينا شهر رمضان، وارزقنا حج بيتك الحرام).
اضافةتعليق
التعليقات