تتكالب المصاعب والضغوط حول الفرد في شتى مجالات حياته، منهم من يصل للانهيار ومن يقاوم علّه يصل، وهناك يستسلم لكل ما هو فيه آثرا الهروب، وهناك نوعا آخر _وهذا الغالب_ الذي يختار الشكوى والتذمر وتضييق العناق على كل كلمة إيجابية ترده مستسلما لبؤسه.
هذا التنوع الحاصل هو نتيجة لإختلاف نظر كل فرد لمشاكله وكيفية التعامل معها، دائما ما نتناسى المعطيات ونركز على المطلوب اثباته وهذا أمر غير واقعي ومن يتبعه يُنعَتُ بالسذاجة، عادة ما نرى القادة وهم يتجولون ويوجهون الأمة أحرار وفق ما يُملِى عليهم عقلهم أو غيره!.
لكن لم نرَ أمة إمامها وقائدها في وسط السجون وهو يقوم بدوره بأكمل وجه من توجيهات ومواكبة الأحداث وإعطاء الأحكام والتعامل مع المجتمع بحضور، بالرغم من محاولة طاغية زمانه منع كل السبل التي من الممكن أن يتواصل بها مع أتباعه، حيث إستطاع أن يوظف قلوب القساة الذين يحطونه بمخاطبة الفطرة السليمة التي خلقهم الله عليها فيتحولون من اللاإنسانية إلى عباد تخشاهم الدولة، فضلا عن النساء اللواتي يسخرْنَ لإغراء الإمام ليخرجْنَ راهبات ثم يرتقينَ شهيدات.
هذا الإصرار على التغيير ومتابعة الجهد حتى في طامورة لا يعرف ليلها من نهارها لا يرى فيها سوى الظلام لسنين مستمرة، لم يعرف للنور من منفذ فكان هو النور الذي ينبثق للملأ.
فرسالة النور التي أراد الإمام ايصالها هي إنك تستطيع أن تغير ما حولك بكل بساطة لكن تحتاج إلى فنون لفعل ذلك.
منها: _الإرادة: أي مشروع تحتاج لإنجازه يتطلب إرادة حتى تكون الداعم للمواصلة ومتابعة العمل وعدم التهاون بكل خطوة والتفكير مليا قبل اتخاذ أي موقف، هذه الدقة وأكثر هي ما نحتاجه لتغيير أي فكر أو أي شخص حتى وإن كنا نريد تغيير أنفسنا.
_الصبر: من الضروري التحلي بالصبر، فمن أجل حصاد أي ثمار تحتاج مدة من الزمن تُقضَى بالانتظار للحصول على ما تريد، هذه القاعدة في شتى مجالات الحياة تكون لها الصدارة فمن المهم أن نراعيها.
_التوكل: كل هدف يتطلب الخطوة الأولى للمباشرة به، فالتوكل هو الغذاء الروحي الذي يُلهم الفرد القوة والمواصلة والمثابرة، وهذا يتدخل فيه نبل الهدف وغايته، فالله لا يترك عبده وهو القائل: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، هذه تكفي لأن تواصل المسير تجاه ما تريد.
هذه النقاط الهرمية هي الكفيلة لإنجاح أي مخطط تحاول رسمه، هكذا استطاع الإمام التعامل بإيجابية_ منقطعة النظير_ مع أصعب موقف يمكن أن يمر أي فرد به، حتى في إخبار محبيه لم يخبرهم بموته وهو صاحب العلم الرباني بل أخبرهم بموعد لقاء حتى لا يسبب الخبر الذعر الذي يمكن أن يهيمن على متبعيه فأخبرهم ليجتمعوا على الجسر بإنتظار إمامهم ليحل عليهم الخبر كالنار التي تحرق ما حولها، إلا إن وصية الإمام استطاعت أن تجعل نارهم دمعا وسكينة بتقبل أمر الله، فشيعوه وبايعوا الرضا من بعده وليتخذوا منه قدوة وإماما.
اضافةتعليق
التعليقات