كان لدي قلم مبعثرة حروفه وكانت كلماته غير مفهومة لدى البعض، فالكل يقرأ لي ويقول عني ليس لديك موهبة بالكتابة، والبعض ضحك علي واستهزأ بما أكتب.
فأنا كل يوم أردد أني سأنجح وسأكمل كتاباتي التي كانت نوعاً ما بائسة كلها، تحكي سير مررت بها في حياتي ومسيرتي الدراسية، كان كلما حزنت أو فرحت، كنت أدونها في دفتر صغير لدي، أكتب فيه وأحفظه في مكان لا أحد يعلم أين أضعه، لأنهم لم يهتموا بكتابتي ولو كانت مبعثرة حروفها، لأنها تشتت لحالي التي يأست بأنه لا يمكن الوصول لهدفي الذي طالما حلمت به، فالقدر دوماً كان ضدي واستهزاء الآخرين لي جعلني أترك كل حرف حاولت ترتيبه وتطويره لما ذهب حلمي ولم أنجز أي شيء.
لكن بعد فترة من الزمن رجعت وكتبت عبارات بسيطة، فقلت في نفسي لما لا أعرضها على أصدقائي وأرى ماذا يقولون لي، فقمت بإرسالها لصديقتي وقالت لي أعجبت بكتاباتك لما لا تستعملي موهبتك، هذه مجموعة من الفتيات لدي يكتبن مقالات وكل شيء تحتاجين أن تتعلميه، فكانت البسمة على وجهي ورسمت هلالاً ضاحكاً كأنما بدأت تبتسم لي الدنيا وفتحت باب الكتابة لي واعادة الأمل في روحي لأدون جميل الكلم والعبر، ربما شكرها قليل بحقها لكن أدعو الله أن توفق في كل شيء.
وما إن بدأت حروفي تلتئم جراحها عبر واحة أعطتني قلم الابداع، وجعلتني أخط كل حرف بلغة ساحرة وملهمة لي، رفعت من مستواي اللغوي والثقافي والمعرفي لأني كنت عطشة لحروفها، وما إن غرفت منها زادت مني ولم تأخذ من حروفي المدونة بل غمست بكل كلمة منها وغصت بأبجدية حروفها، دوّنت في داخلي روح قوية تمنحني الحياة من جديد لتلوح لي بحلمي وتقول لي ها قد بدأت الحقيقة تتحقق ولم يصبح سراب حينما قالت لي:-
كوني هُنا في موطن بُشرى حياة..
فقد خجلت حروفي بالتكلم عنها، فشكراً يا واحة شرعت أبوابها ليضاء أملي من جديد عبر بوابتها الرائعة، وجعلت مني قلماً يدوّن أسطراً مرتبة معروفة في زمن قل تدوين الحرف فيه.
فنبت قلمي بين جمعٍ من الأقلام كلها كانت مبدعة في تلك الواحة الغيداء، رغم أني لا أعرف أحداً منهن لهذه اللحظة.
فكل الشكر والتقدير إلى من جعلني أخط حروفي ضمن مبدعين، ولهذا سأبقى أحاول التألق في سماء حروفها لأترك بصمة في واحة بشرى حياة.
اضافةتعليق
التعليقات