تتطلب عملية تعديل أساليب التفكير، وعملية التعديل المعرفي في عمومها، أن نقوم بخطوات منظمة لتحديد المواقف أو الخبرات المرتبطة بالإثارة الانفعالية والاضطراب الاكتئابي، ثم أن نحدد تفسيراتنا لهذه المواقف، وفق الخطوات المنهجية التالية:
أولاً: تحديد الخبرة أو الموقف المرتبط بالحالة النفسية.
ثانياً: تسجيل الحوارات الذاتية وتفسيرك الآلي للموقف.
ثالثاً: تحديد التفسيرات السلبية.
رابعاً: سجل المشاعر التي تتملكك نتيجة للتفسير اللاعقلاني.
خامساً: سجل النتائج السلوكية التي نتجت أو قد تنتج عن تفسيرك اللاعقلاني.
سادساً: دحض الفكرة السلبية وتفنيدها واكتشاف ما فيها من خطأ.
سابعاً: التفسيرات والأفكار العقلانية التي ظهرت بعد عملية التفنيد والدحض..
ثامناً: تسجيل المشاعر المصاحبة للتفسير العقلاني البناء.
تاسعاً: سجل النتائج السلوكية التي تنتج عن تفسيرك العقلاني..
أساليب تعديل طرق التفكير
راقب نفسك في بعض حالات الاكتئاب، ستجد كمية كبيرة من الأفكار السلبية تطفو على الذهن أكثر بكثير مما لو كنت في حالاتك المعتادة من الاعتدال المزاجي.
وبالرغم من أن هذه الأفكار قد تكون نتيجة لحالة الاكتئاب والاضطراب المزاجي، فإنها تؤدي بدورها إلى زيادة حد الاكتئاب واستمراره. وعملية تبادل التأثير بين الحالة الوجدانية، أي الاكتئاب، والأفكار السلبية، أي التفسيرات اللاعقلانية، تؤدي إلى ما يسمى بالحلقة المفرغة، أي تبادل التأثير السلبي والتأثر بين متغيرين أو أكثر. وعند الإفلات من هذه الحلقة، والتخلص من هذه العملية المدمرة، تستطيع أن تتحكم في حالاتك الاكتئابية، ومن ثم تزداد فرص الصحة والسلام النفسي والانتقال إلى حالة مزاجية أفضل. وإحدى الطرق الممهدة لكسر هذه الحلقة هي العمل على التحكم المباشر في الأفكار السلبية وإنقاصها.
مقاطعة الفكرة وإيقافها:
إذا شعرت بأنك تعمل على تكوين أو تطوير فكرة سلبية بشكل آلي، قم فوراً بالتدخل لإيقافها، وعد إلى الفكرة الأساسية التي كنت تفكر فيها وكانت تسيطر على ذهنك، قبل أن تطفو الفكرة الأخيرة. ولتحقيق ذلك تحتاج أن تدرب نفسك على التيقظ عند حدوث الفكرة السلبية، إلى إيقافها، وفق هذه العبارة "إنني سأوقف هذه الفكرة الآن" ثم انتقل بهدوء، ودون أي اضطراب إلى الفكرة غير السلبية التي سبقت ظهور الفكرة الأخيرة.
وهناك من ينصح، باستخدام أساليب من العقاب الذاتي للعمل على إيقاف الفكرة السلبية، مثل صفع اليد، أو إحاطة معصم اليد بإطار من المطاط (أستك) قوي تشده لنهايته، وتتركه ينزلق بشدة على المعصم في كل مرة تسيطر عليك خلالها الفكرة السلبية، أو الذكرى والصورة الذهنية التي تمهد لحدوث الاضطراب.
ولكن مهما كانت الطريقة التي ستستخدمها، للتدرب على طريقة الإيقاف، فمن الضروري أن تحتفظ بسجل يومي للأفكار السلبية والإيجابية، وأن تتابع مدى التقدم الذي تحرزه دورياً.
الدحض والتفنيد:
إن القيام بعملية دحض وتفنيد للأسلوب الخاطئ من التفكير، يؤدي إلى إطلاعنا على الجوانب السلبية أو المبالغ فيها من التفكير. والدحض المستمر للأفكار الخاطئة مع الإقناع يساعدنا على اكتشاف أن طرق تفكيرنا السابقة لم تعد أجدى، وأننا باستمرارنا في تبنيها لا نكرر اضطراباتنا وأخطاءنا بحذافيرها فحسب، بل إننا سنعمل على زيادتها وقوة تأثيرها. ومن ثم فإن التغير في المعرفة غالباً ما تنعكس آثاره في مجال الفعل والشعور. ويحدث شيء من هذا القبيل في حالة الاكتئاب، فكلما ازداد وعينا وتبصرنا بأن هناك بدائل عقلانية صحيحة، ازدادت جاذبية تلك الأفكار الصحيحة – الجديدة واحتمال تبنيها أسلوباً دائماً وجديداً في الشخصية.
تعلم طرقاً أكثر إيجابية لمعالجة المشكلات الانفعالية والعاطفية:
ثمة خاصية أخرى من خصائص الاتجاهات الجديدة في علاج طرق التفكير والمعتقدات، وهي تعليم الأشخاص طرقاً جديدة لحل مشكلاتهم العاطفية والسلوكية. فمن الممكن تصور أن الاضطراب يحدث عندما نفشل في مقابلة تحديات التوافق في المجتمع، وفي استخدام إمكانياتنا، أو نقاط قوتنا بفاعلية. لهذا تتطلب الصحة أن نتعلم طرقاً أكثر إيجابية لمواجهة مشكلاتنا العاطفية والنفسية، وفق نقاط منها:
- تنمية القدرة على حل المشاكل بدلاً من الهروب منها أو تأجيلها، أو تجنب المواقف المرتبطة بإثارتها.
- معرفة أن هناك طرقاً بديلة للوصول إلى الأهداف، غير الطرق المرضية التي ألفناها.
- صقل قدرتنا على فهم دوافع الآخرين الذين يدخلون معنا في تفاعلات أو علاقات اجتماعية.
- أن ندرك أن كل موقف يختلف عن غيره من المواقف.
لهذا من الضروري أن نساعد الشخص على توظيف أفكاره الجديدة المنطقية حالما تحدث.
ولتعديل المسالك الذهنية، علينا ألا نتجاهل وألا نقلل من شأن استخدام التغير في البيئة الاجتماعية لإحداث التغير في أسلوب التفكير.
اضافةتعليق
التعليقات