من الأساسيات المهمة للدرس والمدرس كتابة الخطة اليومية، حيثُ يقوم المدير بالإشراف عليها وكذلك المشرفون يطالبون بها، وكثيرا ما يُشدد عليها لأنها تعتبر برأيهم خارطة الدرس بالنسبة للمعلم، بدونها يكون الدرس غير ممنهج.
ومع تطور التكنولوجيا والوسائل الحديثة أصبح موقف الخطة ضعيفا، إذ هناك مدارس اعتمدت بشكل أساسي على العرض الالكتروني في الدرس، ويستطيع أن يستغني عنها بسهولة كونه أعد كل شيء الكترونيا، ومع ذلك يطالب بها المشرفون، وهناك مدارس بالإضافة إلى الخطة الإلكترونية ارفقوها بالخطة المكتوبة، ومع تفاوت الآراء أجرى موقع بشرى حياة تحقيقا حول الخطة اليومية وآراء المدرسين فيها بتوجيه سؤال: (هل تعد الخطة اليومية عبئ على المدرس أم انها تنظيم للدرس؟).
فأجاب عمار الشمري/ مدرس:
التدريس عمل حاله حال أي عمل يقوم به الانسان، والأعمال إن لم تبدأ بتنظيم وتخطيط ضاعت وقد تخطئ سهامها الهدف في الأخير، أنا جربت ذلك، وخصوصا في بداياتي إذ إن الدرس الذي لم أكتب خطته لا يجدي كما لو كتبت خطة فيه.
ثم إن الخطة تمنح الأستاذ مجالا للتفكير في تسلسل خطوات الدرس فأي خطوة لم توضع في محلها الصحيح لا تصل للطالب، ويبدأ المدرس متخبطا أما الطلاب مما يقدح في مهارته وكفاءته، فالتخطيط أساس للعمل المتين.
وكذلك فصلتْ تغريد محمد علي/ مدرسة: عبئ طبعا لأن الخطة اليومية تكتب على أساس خطوط أساسية فقط أما التفاعل داخل الصف لا نستطيع كتابته وبالاعتماد على وسائل تدريس حديثه لا داعي للخطة.
مثال منهج ثالث أشرح الدرس على أساس جمل أتذكر فيها أسماء طالبات الصف بطلب منهم وأكتب واستشهد بالجمل من تأليفهم، نتيجة بالواقع تم اختيار جمل من قبل طالبات متداخل بالواقع.
أما حسن العوادي/ مدرس فيقول: الخطة جيدة ومهمة في تنظيم الدرس لكن من المفروض أن لا تخضع لقواعد تعقيدية تحنطها وتجعل منها روتين ممل بالنسبة للمدرس، وهذا ما يفعله بعض المشرفين حين يترك الدرس وطريقة الأداء ويركز على حيثيات الخطة الدقيقة.
وقد قارنت فاطمة جبار/ مشرفة بين نظرتها السابقة للخطة والحالية قائلة: لا بد من تنظيم حياتنا في كافة مجالاتها حتى أبسطها حتى الأم لما تستيقظ صباحا تخطط لما ستفعله في هذا اليوم، لما كنتُ مدرسة أراها عبئ كونها تخضع لقانون الروتين والرسميات التي لا مناص منها، وحين أصبحت في موقع الإشراف ومن خلال زياراتي للمدارس والمدرسين أدركت مدى أهمية ذلك فضلا عن البرنامج الذي قامت به وزارة التربية (التقييم الخارجي) وكيف شجعوا على البحث في طرائق التدريس الحديثة وهذه الطرق لا بد لها من تخطيط فالطالب يحتاج إلى تغيير مستمر كون هناك قفزات في تطور التكنولوجيا، فلا بد من تطوير وسائل التعامل مع الطلاب وهذا التطوير يجب أن يخضع لتنظيم وتخطيط حتى يكتمل العمل ويظهر بأبهى حلة.
وقد فصل المشرف التربوي د علي حسين يوسف قائلا:
الخطة اليومية من اسمها تحمل أهمية قصوى انطلاقا من المنطق العقلي الذي يؤكد على أنه لا شيء في الحياة ينجح دون أن يكون هناك تخطيط ، فالخطة برنامج عمل يستهدي بها المعلمون والمدرسون في دروسهم وفي الوقت نفسه فهي إجراء وقاية يحمي التربوي نفسه من النسيان والوقوع في الخطأ وتجعله واثقا بنفسه معتدا من معلومته وبذلك فإن تأكيد المشرفين على الالتزام بإعداد الخطة وكتابته يأتي منطلقا من أهميتها التي لا يمكن التقليل من شأنها وليس الخطة شيئا كماليا أو روتينيا بل أن الخطة كما أشرنا تمثل هوية المدرس والمعلم والتزامه بحيثيات مهنته بوصفه قائدا تربويا يجب أن يتحلى بالمزايا المعرفية والمهارية والوجدانية.
أما الدكتور أحمد العابدي/ المختص بالإشراف على خطة المدرسين/ أوجز قائلا:
أي عمل بدون تخطيط يصبح عشوائي ويخضع للأهواء، فالخطة لها مكانتها المهمة كونها تنظم مسير الدرس فالذي يراها عبئ لم يفهم ماهية التخطيط الحقيقي.
وبين مؤيد ورافض وبين من يتقبلها بضوابط معينة تبقى الخطة روتين قد يكون مهم في نظر بعضهم وممل من وجهة نظر الآخر، وقد تبين الخطة مدى إمكانية المعلم وقد تخفق في ذلك كون الأداء وطريقة توصيل المادة هي الأهم في كل الأحوال فلا تشتمل الخطة إلا على رؤوس واشارات لما يحدث بالدرس بالتالي فالمدرس لا يفصّل فيها كل ما يريد، ولا تعكس شخصية المدرس.
اضافةتعليق
التعليقات