كان يشكي رجل من اعراض غريبة تنتابه وصار يرتاد على عيادات الاطباء ويصف حالته الغريبة، التي تتمثل بأنه يشعر ان هنالك ضفدع في بطنه وانه متيقن بأنه يسمع صوته ويلتمس لحركاته اثراً في جوفه!.
فعجز الاطباء عن علاجه لانهم لم يروا لكلامه شيئاً واقعيا يُعالج ويوما ما زار احد الاطباء وقال له مقدماً "ايها الطبيب سأشرح لك حالتي علك ترتشد لعلاجها لان كل الاطباء الذين زرتهم قبلك كانوا فاشلين ولم يعالجونني"!.
وبعد ان فحصه الطبيب كان رأيه مطابقا لآراء الاطباء السابقين لكنه تصرف بذكاء ولم يفصح عن رأيه وعلم ان حالة هذا المريض هي مجرد وهم يخالجه وحالة نفسية من فرط التشبث بها صارت واقعية.
فقال له "هو صحيح ماتشعر به حقاً في بطنك ضفدع وسنقوم بأجراء عملية لأخراجه"، وحُدد موعد العملية وامر الطبيب ممرضته الخاصة ان تجلب ضفدعاً حقيقياً من مستنقع ما، فجاء اليوم المقرر وخُدر المريض وبعد ان استفاق رأى الضفدع في طبق يجاوره، فقال له الطبيب "حمداً لله على سلامتك هذا الضفدع الذي كان بداخلك".
فقال الرجل "شكراً جزيلا ايها الطبيب حقا انك بارع وحاذق الان اشعر براحة وتحسن".....
ان وهم هذا الرجل جعله يرى كل الاطباء فاشلين ويشكي من الضفدع الوهمي في بطنه وفي بعض الاحيان نحن نصنع اوهاماً تجعلنا نرى انفسنا من حولنا بنظرة سوداوية ابعد ما تكون عن الواقع ونشتكي من ضفادع عديدة تملأ اجسادنا!.
نحن مسؤولين عن صناعة المحيط الذي نعيشه وتحديد الصفات التي نودها به بقوة خارقة سحرية توجد في داخلنا.
فنحن الذين نصنع الفرح والحزن والنجاح والفشل ونحن الذين نصنع الامل والاحباط لذاتنا ولمن يحيطون بنا فيما نبثه لهم من طاقة ايجابية او سلبية وبقوة العقل الباطن، يقول ويليام جيمس عالم النفس الأمريكي "ان القوة التي تحرك العالم كامنة في عقلك الباطن".
والكل يعلم لكم يمتلك هذا العقل رغم عدم عقله للأمور من تأثير وقوة تُسيّر كافة تفاصيل حياتنا اليومية بما يخزنه ويلتقطه من معلومات.
فكل شيء نعيشه في الداخل يخرج ويمارس الى الخارج فــ"ستقبل قشة مخك الفكرة على شكل نبضات عصبية، وقشرة المخ هي العضو الجسدي لعقلك الواعي، وبمجرد استقبال عقلك الواعي او الظاهري لهذه الفكرة واستيعابه لها تماما، فإنها تنتقل إلى أجزاء المخ الأخرى حيث تتحول إلى شيء ملموس وتتجسد في تجربتك الحياتية".
وانت الساحر والمالك لهذه القوة والمسيطر عليها وعلى تحريكها وتوظيفها لك فهذه القوة تستجيب للصوت.
فعندما تقول "انا ناجح" وتكررها مراراً وقبل ذهابك للعمل، بمرور الايام ستنظر لنفسك نظرة مستقلة عن العالم تقر بنجاحك مهما كثر المحبطون من حولك وستكون ناجحاً فعلاً في كل مرافق حياتك.
وعلى العكس تماماً عندما تقول انا حزين ولايوجد سبب فعلي لذلك وتكرر انا حزين، ستشعر بضيق في صدرك وخمول كبير وسيتخذ الحزن تأثيرا واقعيا على وجهك ويصبح باهتا وتكثر الهالات حول عينيك.
كن انت طبيب نفسك واخرج كل الضفادع التي تعشش فيك وابدأ حياتك هانئاً بعيداً عن صوت الضفادع المزعجة وانصت الى اصواتٍ جميلة تفتعل بداخلك لتكون انسان مسؤول عن ذاته يصنع محيطه بأبهى ما يكون، ويمتلك عصا التغير.
يقول احد علماء الهندسة النفسية "في استطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا ومستقبلنا وذلك بإعادة برمجة حاضرنا".
اضافةتعليق
التعليقات