ليتني لم افعل ليتني لم أقول، أمنية تضرب طبول الندم بدهاليز عقولنا يوما ما، لتعلن بداية محاسبة الذات ورفع مطرقة العدالة، كلمات نقولها بمشاعر صادقة وإحساس الندم يعصر قلوبنا، بعد أن نستعيد رشدنا ونستفيق من حالة الغضب بفعل كلمة أوموقف اثر بنا وأخرجنا من دائرة التوازن والسيطرة على النفس وسلبت منا الصبر والتأني ....
نقولها بعد أن تتكشف لنا سوأتنا وجرمنا، ويخاتلنا شعور أننا لو جمعنا كل كلمات الاعتذار والتأسف بلغاتها وأشكالها لنوجهها كجيش صوب ذلك الشخص لتقتحم قلبه وتبين مدى أسفنا وحياءنا مما فعلناه به لاتكفي لمحو أثرها بدواخله.
ساعة الغضب تلك هي ريح شيطانية ماردة تقلع بمرورها العقل والطيبة والمنطق، وستار من الغضب والهياج يسدل على أعيننا ليمنعنا من موازنة الأمور بعقلانية، فنكون على أهبة الاستعداد لتدمير من فعل فعلته بنا وحولنا لشخص أخر، وقتها لا تقف بوجهنا سوى كفة القوة فنمسك أعصابنا ونعيد حساباتنا، أما إذا ارتفع منسوب الحنق والغضب فنلغي هذه الكفة ونترك الحسابات جانبا وساعتها يخرج الكلام المر والهدام ونستعين بالأيادي أحيانا، فقد فات الأوان لنفكر أفكارا نبيلة ونيرة أو نمسك بزمام عواطفنا وردود أفعالنا، فنحن نقدم على رد فعل فقط!.
وقبل أن نصل إلى حالة الغضب المذموم الذي يغذيه وسوسة الشيطان والنفس الإمارة بالسوء والقريب المنافق، ذكر لنا ديننا الحنيف عدة طرق نتخذها للسيطرة عليه وأولها الاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان والإكثار من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا كان الغاضب جالساً فليقف، وإذا كان واقفاً فليجلس، والأفضل تغيير المكان، والوضوء والقيام للصلاة فالماء يُخفّف من تدفق الدم في الأوعية الدموية ممّا يؤدي إلى تهدئة النفس، وكذلك التوقف التام عن التحدث .
أما بعض المختصين بعلم النفس فهم يرون إن عملية السيطرة على الغضب من الأمور الصعبة وتحتاج إلى مهارة وقدرة عالية على التحكم بالنفس والحل الأمثل لتتلافى الغضب في المستقبل هو أن تستعد استعدادا عقلياً للإحباط والمشاكل والأحداث المحتومة في حياتك على المستويين الاجتماعي والعملي وحتى أن لا تعرف ماهي تلك الأحباطات، وفي اي وقت ستلحق بنا، وقد اتفق بعض علماء النفس على إن أقوى تقنيات التفكير لتكسبك السيطرة على عواطفك هو توقع غير المتوقع والافتراضات التي تتخيلها لتوحي لك إنك سوف تواجه كل ألوان المشكلات والصعاب إذ تقرر أن تمضي بتحقيق أهدافك الكبيرة والتقدم في العمل. إما طرق السيطرة عليها في وقتها منها ممارسة التمارين الرياضية؛ فهي من شأنها تفريغ الطاقة السلبية التي ترافق الغضب، كما أن عملية أخذ نفس عميق وإخراجه ببطء من شأنه تهدئة النفس، ومحاولة التفكير بأشياء بعيدة عن الموضوع المسبّب للغضب حتى لا تستحوذ عليك الأفكار السلبية التي تزيد من حدة الغضب.
اضافةتعليق
التعليقات