يرى الكثير أن وراء انسحاب التشرينيون من التظاهرات، خوفا من أن تستغل قضيتهم لمنافع تعود للأحزاب والكتل والأطراف التي تخوض حرب وجود في العراق، التي عدت العدة منذ مدة وغيرت من خططها وطرقها المستخدمة في تظاهرات تشرين الماضي، راح ضحيته أكثر من 600 متظاهر وسقوط آلاف الجرحى، مما زاد من مخاوف المتظاهرين أن تكون أرواحهم أهداف ضمن مخطط ينتفعون منه في الانتخابات، وأيضا هناك أسباب حتمت على المتظاهرين بالانسحاب، منها عدم الوفاء بالوعود لكشف مطلقي النار وتقديمهم إلى العدالة، ودخول أعداد كبيرة من الفوضويين لساحات الاعتصام.
اليوم يتساءل الشارع العراقي هل خسر التشرينيون المعركة، وطرح ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي وكانت الردود مختلفة وبعضها متناقضة، "موقع بشرى حياة" ارتأت أن تنقل آراء بعض المدونين العراقيين حول سؤال ماهو زرع وحصاد تشرين وما هو ربحهم وخسارتهم؟.
قال فالح الركابي: "إن الانسحاب ليس خسارة وانما لكشف الجماعات المندسة التي تريد حرف مسار ومطالب المتظاهرين، ولتنظيم صفوفهم لاتباع الطريق الأمثل في الأيام القادمة، وأهم ربح لها هو إسقاط بعض التابوهات وأولهم زعماء الأحزاب وتعرية بعض المقدسين وما هذه الإنتفاضة إلا مقدمة لانتفاضات قد تكون أخطر لأن من المعلوم كل انتفاضة هي أقوى من سابقاتها وكلنا أمل أن يكون القادم أقوى ونحقق ما نسعى إليه.
فيما قالت نور الهدى: لم يستفد شخص من المظاهرات مثلما استفادت المؤسسات الإعلامية والإعلاميين فقد ارتفعت متابعاتهم وأصبح لديهم مادة دسمة يكتبونها ويروجون لها، يقابلها ٨٠٠ شهيد ضحية السلطة والتي ستبقى على نهج المحاصصة، وانكسار جيل فقد كل أمل بالتغيير.
واختلف باسم حسن في رأيه مع نور الهدى قائلا: لقد شكلنا كيانا سياسيا باسم (جبهة تشرين)، وأعلن الناشطون، يوم 23/ تشرين الأول، هذا التشكيل، بهدف توحيد تنسيقيات الاحتجاجات في المدن العراقية، وأطلق البيان باسم الحراك الشعبي، إن تشكيل جبهة تشرين جاء لتنسيق عمل تنسيقيات التظاهرات في بغداد والمحافظات، وهي جبهة مفتوحة أمام جميع الجهات الوطنية، وتضم جبهة تشرين 21 تنسيقية تمثل المتظاهرين، وهو اعلان أننا لن نستسلم وسنتخذ طرق وأساليب جديدة للوصول إلى أهدافنا.
ومحمد السعدي قال: ما هو إلا اعلان بعدم قدرة استمرار المتظاهرين خصوصا أن هناك من تم شراء ذممهم بالأموال وتغيرت أهدافهم من ساعين في طلب الاصلاح ومطالبين بحقوق الشعب إلى أشخاص ينضوون لمجموعات تستهدف المتظاهرين وتستفز الشرطة ومكافحة الشغب لإثارة المشاكل والفوضى، ولكن لا ننسى أنها حققت نجاحاً لم تستطع مظاهرات كثيرة في بلدان ديمقراطية فعلها ومنها، إلغاء مجالس المحافظات والبلدية، استقالة عبد المهدي كما إن الاحساس بالخوف سيلاحق الحكومات المتعاقبة أيا كانت ولا يمكن أن يمحو ذكرى هذه الثورة.
وأكدت نور الصباح أن الأرواح الطاهرة هي أكبر خسارة قائلة: الأرواح التي راحت ضحية تعصب واستهتار الأحزاب هي أكبر خسارة للثورة ومهما قدمت الثورة من تغييرات في الحكم فهي لا تقارن بالأرواح البريئة التي ذهبت سدى.
مناجاة الظالمين قالت: مظاهرات تشرين أحدثت توعية فكرية، وأوصلت رسالة لأبعد نقطة بالعالم، وعرفت الرأي العام العالمي بغضب العراقيين من حكومتهم الفاسدة، والمعركة لم تنتهي بعد والساسة يعلمون ذلك وهم مرعوبين من القادم، ولهذا هم يعملون الآن بإبعاد المستقلين عن الترشيح للإنتخابات.
فيما قال فاضل شمري: خسائرها شباب بعمر الورود شهداء وجرحى، والمكاسب هي جيل واع ولديه اصرار على تغيير العملية السياسية.
ختاما، إن اختلاف وجهات النظر فيما إذا كان التشرينيين سيمضون في مشروع الاصلاح المنبثق من التظاهرات أم أنهم سيستسلمون بالوضع الراهن المفروض عليهم من قبل الأحزاب المسيطرة على سدة الحكم، ستوضح معالمه الانتخابات القادمة، وسيرسم الساسة المنتخبون الخطوط العريضة لمستقبل العراق.
اضافةتعليق
التعليقات