الدراما التركية أخذت مكان الدراما العربية بعد أن أصاب الأولى الضعف لأنها لم تعد مقنعة بشكل كبير للمشاهدين، حيث إن العربية لم تعد موجودة بقوة لأسباب عديدة ومنها اختلاف الزمن، القضايا التي تطرح والأمور الفنية المتمثلة بالإخراج والتأليف اضافة إلى الممثلين أنفسهم.
الغزو التركي يتواصل بشكل مستمر، وفي كل فترة نجد مسلسلاً يخطف الأضواء ويجلب الأنظار إليه ويجذب الشباب بقوة إلى متابعة حلقاته، وعليه قامت (بشرى حياة) باستطلاع رأي حول هذا الموضوع.
حدثنا توفيق الحبالي/ صحفي: "إن هناك أسباب عدة لمتابعة الشباب الدراما التركية وذلك لمعرفة ما يدور في دول العالم من تطور على مختلف المستويات وخاصة في بلد مثل تركيا، لأن بعد سقوط النظام تمكنت الكثير من العوائل للسفر لبلدان مختلفة ومن بينها تركيا وشاهدوا التطور والانفتاح الواسع فيها، مما جعل الكثير من الشباب يتابع هكذا مسلسلات وأفلام تركية".
وأضاف الحبالي: "هناك سبب آخر وهو إفتقار الدراما العراقية والعربية من تلبية متطلبات الشباب التي يتطلعون بشكل كبير إلى من يعرض مشاكلهم وهمومهم ونقلها من خلال الدراما أو الأفلام".
وأوضح إن" الشباب وخاصة بعد الانفتاح بعد عام ٢٠٠٣ على العالم الخارجي أصبحت تطلعاته أوسع وأصبح يتابع كل شيء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لما يدور حول العالم فضلا عن الدعاية القوية التي يقوم بها منتجو الأفلام مما سبب رغبة كبيرة لدى الكثير لمتابعة ما يعرض من برامج وأفلام تركية وكذلك أجنبية".
وأجابت مريم الموسوي/ باحثة إجتماعية: هناك سلبيات كثيرة أولها تأثيرها على المراهقين بلا وعي حيث أنهم يعملون على تطبيق مايشاهدوه من العلاقات والحب والحياة دون وعي وتفكير.
وإن الانسان الناضج يجب عليه أن يميز بين المسلسل والواقع.
وأوضحت إيجابيات المشاهدة بشكل مختصر فهو يقضي على أوقات الفراغ، تعليم الاتيكيت والترتيب إضافة إلى كسب ثقافات جديدة بالذوق والفن في البيوت.
وأجابت زينب محمد/ طالبة: يرجع سبب إتجاه الشباب إلى الدراما التركية لأنها ساهمت بشكل كبير من الناحية الاقتصادية في زيادة العائد السياحي للدولة، وذلك من خلال ما تعرضه من مناظر طبيعية، وأماكن سياحية، ومعالم تاريخية.
وأضافت محمد إن هذه المسلسلات بطريقة أو بأخرى عملت على زيادة أعداد السياح إلى تركيا وخصوصاً من الدول العربية.
واوضحت إن "هذه المسلسلات نشطت القطاعات الاقتصادية من نقل ومطاعم وفنادق، وخلق مزيد من فرص العمل والاستثمارات الجديدة لهذا الأمر ليس عبارة عن إتجاه الشباب إلى الدراما التركية بل هي سياسة حكومة لزيادة الايرادات عن طريق متابعة المسلسلات التركية".
ولا يتوقف تأثير المسلسلات التركية سواء بالسلب أو الإيجاب على الأسر العربية بل يشمل كذلك المرأة والأسرة التركية حيث قال الخبير النفساني التركي صبري يورداكول إن هناك الكثير من السلبيات، فإن النساء اللاتي يشاهدن كل مساء الدراما التي تعرض على العديد من القنوات في تركيا، يعتبرن حياتهن رتيبة ويشعرن بالهوس تجاه نمط الحياة في الدراما، وهذا يتسبب في انهيار الحياة الزوجية أحيانا.
وأضاف يورداكول أن من بين النقاط المشتركة في كل المسلسلات هو نمط الحياة المتميز والعلاقات المعقدة والمختلفة جدا والممثلات الحسناوات والممثلين المهندمين وكلها عوامل أسهمت جميعها في تغيير نظرة المرأة للحياة. وأوضح قائلا “أكثر القصص الخيالية تصبح جذابة عند عرضها بطريقة عادية جدا”.
وأضاف قائلا “أظهرت الأبحاث أن النساء يشكلن الكتلة المتابعة للدراما المحلية. فمتابعو هذه الأعمال الدرامية باستمرار وخصوصا النساء قد يجدن حياتهن رتيبة وغير مثيرة ويشعرن بالهوس تجاه نمط الحياة المعروض في الدراما ولا يعجبن بأزواجهن. حيث إن الوضع الاقتصادي الراهن بدأ يرهق الناس وتبعا لذلك تنهار الحياة الزوجية”.
وتابع يورداكول “عند مشاهدة أناس كل يوم على الشاشات يتجولون بسيارات فارهة ويعيشون في قصور فخمة ومنازل تطل على البسفور ويدخلون في علاقات بشكل مريح جدا ويكيدون لبعضهم البعض، فستنفر من حياتك مع مرور الوقت.
ويزداد هذا النفور لكون هؤلاء الناس على الشاشات من بلدنا. ولأنهم يتحدثون اللغة نفسها ويعيشون في البلد عينه. فيقوم المشاهد مع مرور الوقت بمقارنة نفسه بهم لكنه في هذه الأثناء ينفر من نمط حياته ويتبنى تلك الأعمال الدرامية بالدرجة التي تجعله يربط هؤلاء الأشخاص الذين يتابعهم في الدراما بالأدوار التي يقوم بها في حياته. وهي أمور تحدث في حياة الكثير من الناس مع تزايد الأعمال الدرامية”.
اضافةتعليق
التعليقات