ما اشاهد على شاشة التلفاز برامج ثقافية متعددة تطالب بحرية المرأة ومساواتها مع الرجل، وان تغيرت عناوين البرامج لكن يبقى الهدف منها ايصال حرية المرأة وان كانت بطريقة خاطئة والتي تشملها الاعلانات، والمسلسلات، وتروج لأسماء بعض السيدات التي عرفن في المجتمع بحريتهن وان كانت نماذج غير صالحة، لكنها عرضت في الاعلام وظهرت بصورة حسنة يألفها المشاهد من الجمال والنعومة، مما يلفت النظر ويجعلك تستمع الى حديثهم وان كان خالي المحتوى.
وقد برزت بعض الصور التي لا تناسب المرأة المسلمة، كهذه الاعلانات التي تعرض فيها مفاتن جسدها امام الجميع مقابل علبة شكولا، او سائل غسيل، والمهرجانات التي تقام وتصرف عليها الاموال لعرض الازياء، وفي المقابل نرى تسليط الوسائل الإعلاميّة عليها وتقدم صورة خاطئة للمجتمع الاسلامي، كما شاهدنا قبل فترة من اقامة مهرجان لملكة الجمال، ويتم اختيارها على رشاقتها وجمالها، لا على ثقافتها فالمطلوب هو الجمال الخارجي فقط، ويبقى السؤال هنا ما هي الصورة المطلوبة للمرأة المسلمة في الإعلام اليوم؟ وما هو الهدف من ظهور المرأة في الاعلام؟.
في العصر الحديث اصبحت المرأة تشارك الرجل في كل شيء حتى في الاعلام فشاركته في إعداد وتحرير البرامج الثقافية والسياسية والدينية، وظهرت على الشاشة بتقديم البرامج المختلفة، والمراسلة التلفزيونية، ونقلت الحقائق كما هي ووصلت الى مناطق فيها القتال فكانت مراسلة حربية من قلب الحدث، على عكس القنوات التي تعيش على عروض الازياء واجساد النساء، وتزييف الحقيقة، فجعلت من المرأة عبارة عن مظهر جميل وثياب فاخرة ومجوهرات، واظهرت الابتعاد عن الدين من ضمن حريتها، وان الحجاب يمنعها من ممارسة حياتها بالشكل المطلوب، وما اكثر هذه الفضائيات التي تروّج لهذه الافكار السامة، فهذا الاعلام دوره اخطر من السلاح، فالسلاح يقتل الجسد وهذا يقتل الفكر.
استخدام النساء في الاعلام المزيف
بينت إحصائية خاصة لمجلة الأسرة أن نسبة ظهور المرأة في الإعلانات لبعض المحطات الفضائية العربية تصل إلى 82% ولو استثنينا الإعلانات الخاصة بالأطفال وإعلانات المؤتمرات والندوات فإنّ استغلال المرأة يصل إلى 95% من الإعلانات الخاصة بمستحضرات الرجال وملابسهم.
خطورة عرض هذه النماذج التي تفتقر الى الثقافة الفكرية وان المظهر الخارجي فقير امام غنى الفكر، ان المرأة خلقت درة مصونة حافظ عليها الاسلام وعززها برداء الحياء، على عكس ما يظهره الاعلام المعاكس.
وان الاموال التي تصرف اتجاه هذه الاعلانات هي مخصصة لاغراء المرأة بتلك الاهواء المضللة،
واختيار الجميلات المتبرجات في الشاشة لجذب المشاهد فلا يتمكن من اغلاق عينه امام هذا الجمال، وتسليط الضوء على المتبرجة وابراز ثقافتها في اللقاءات التلفزيونية او البرامج الثقافية ويعكس ذلك على المحجبة من الضعف والتقيد وهذا هو هدفهم.
المرأة المسلمة ودخولها في الاعلام
نجد ان هناك نماذج مشرفة في الاعلام اليوم من النساء المحجبات رغم هذه المغريات الا انها بقيت محافظة على اصالتها ورسالتها الاسلامية في الصورة الاعلامية، كما هي موجودة في القنوات الفضائية فنجد ان بعض النساء تقدم البرامج بعباءتها وبكامل حشمتها، وان ارتداء العباءة لم يمنعها من ايصال صوتها، ما المانع لو اتخذ المجتمع هذه النساء قدوة لهن في العمل الاعلامي الصادق؟.
حتى في زمن اهل البيت (عليهم السلام) كانت هناك ثلة من النساء اللاتي افصحن عبر لسانهن في عدة اماكن منهن السيدة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) عندما وقفت وطالبت في حقها فكانت محدثة وناطقة بحجابها وعفتها.
ايضا السيدة زينب (سلام الله عليها) نطقت عن الحسين (عليه السلام) ونقلت رسالة عاشوراء وما جرى عليهم الى العالم، ولم يمنعها ظالم او جائر فقالت كلماتها تلك التي بقيت محفورة في ذاكرة التاريخ الاعلامي الى يومنا هذا، وهي كد كيدك واسعى سعيك فو الله لا تمحو ذكرنا..
نساء محجبات في اعلام الغرب
وفي حديث لجينيلا قالت "حجابي لم يمنعني من ممارسة المهنة التي أحب"، وهي أول امرأة محجبة تخرج على الكنديين عبر شاشة قناة ستي تي الكندية، واضافت "أنا لم أواجه من رفض في توظيفي بسبب حجابي، لكنني سمعت من بعض الزملاء والزميلات أنه ربما قد يكون الحجاب عائقاً لي، ذلك دفعني للعمل بجد وتطوير مهاراتي وقدراتي كي أكون جديرة بعملي كإعلامية ومراسلة".
تقييم العمل لا يرتبط بشكل الشخص أو ملابسه، الأمر الذي دفع ماسا لتطوير مهاراتها الصحافية، والذي انعكس على ردود فعل الناس، حيث تقول "تقييمي كمراسلة ممتاز وذلك يرتبط بالمهنية وليس كوني محجبة أم لا".
إطلالة جينيلا مهمة وكما تقول "كيفية ارتداء الحجاب تساهم بتغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة المحجبة وإزالة الغموض الذي يدور حولها"، وتكمل قائلة: "الكثير من أبناء المجتمع لم تسنح لهم فرصة التعرّف على المسلمات المحجبات أو يشاهدونهن في وظائف متميزة وعلى مستوى عال، ويعتقدون أن المرأة المسلمة المحجبة خجولة أو تعاني الاكتئاب، لكن في الحقيقة الكثير من النساء المحجبات، يعملن في وظائف متميزة ومرموقة، ومن خلال عملي في المجال الإعلامي أحاول أن أغيّر الصورة نحو الأحسن".
وتقول جينيلا "من الخطأ أن يقيَّم الناس بهذه الصورة، يجب أن يكون تقييم الناس على ذكائهم، أدائهم، تفانيهم في العمل ولا تُقيَّم المرأة على أنها ترتدي الحجاب أو لا"، وختمت ماسا بقولها "على وسائل الإعلام العربي أن تنوع كوادرها، وألا تختارهم على أساس الدين أو الجنس أو الاعتقاد أو المذهب"، وذلك حسب ما جاء في وكالة (هافينغتون بوست).
وإن تجربة جينيلا مع القناة الكندية جعلتها تشعر بخيبة أمل اتجاه بعض القنوات العربية التي لا توظف المحجبات.
اضافةتعليق
التعليقات