أن تُعاد مشاهِد الظُلم بِخسَتها وبِدون تَقبِيح وتَشنيع بَل بإختلاقِ الأعذار والتَسويغ فَهذا لَيس بإظهارٍ لِلظلم ولا بِرفضٍ لهْ.. هذا إسترضاءْ ..وتَسويقْ.. ونشر لمبادئِهْ ..
وعلى سبيلِ المِثال لا الحَصر ما يُمارَس الان مِن إعلامٍ يَرتدي أقنعةً تُظهرُ لَنا بأنها مَع المَظلوم كأن تُصور مَن يَهربون مِن بَطشِ التَكفِيرين وَمُعاناتِهم ثُم تُسمي مَن يَستشهِد بنِيران الدواعش (بالقتلى).
ثُم تَقِف مَع السَفاحِين وتشُد على إنتصاراتِهم في مَكان وَماتلبِث لِتَتَلكأ في مكانٍ آخر لِتُبرأ نَفسها قليلاً عَبرَ السُكوتِ عَنهم!! ...
أما إعلامُ المسَلسَلات والفَن والأدَب فحدِث ولا حَرَج، حيثُ بدأ يطُل عَلَينا عَبرَ بَواباتِ الإعلان إستِعداداً لِلظهور على الشَاشات في شَهرِ رَمضان الفضِيل والمُتَتَبع سيُلاحِظ أنه داخلَ دوامة ستَجعلهُ يَتَفرَج بِقلبِ شَيطانٍ رَجِيم دونَ أن يَشعُر، حيثُ الحَبكة الدرامِية التي تُوَظِف كُل مالَدَيها مِن صِور إخراجِية تَخلُطُ الحقَ باِلباطِل وَتوهِم المُشاهِد أنها تَمنَحَه مُتَنَفَساً مِن التَعبير عَن غَضَبِه.
وَماهيَ إلا دُخُول لتِقطِيع وتَمزِيق المُثُل والأخلاق وآخِرُها الهُجُوم بِشراسَة على الإسلام بِثَوبٍ مارِق،
كَمَن يُعطِيكَ بكفٍ ليأخُذَ ما أعطى بالكفِ الآخر هذا إن كانَ يُعطي فِعلاً وفي الواقِع هو يُخادع بذلك ليسَ أكثَرْ..
كَيف؟ ولِماذا؟
الجوابُ بَسيط :
التدلِيس وطَمسُ الحقائِق بِحَفنةٍ مِن الدولارات عَبرَ أمكانيات قوية حرفياً ومتفسخة أخلاقياً فِي مِهنة الأعلامِ الفاسِد بِكُل أقسامِها، وإلا لِماذا تُنتَج مَشاهِد الذَبح بِشيءٍ من الدِقة التي تُلوِنُها الشَجاعة
والمَذبُوح يَشُوبَه الذُل.. الهَوان.. الخضُوع..
لِيتمنى المُشاهِد لَو أن المَذبُوح يُهادِن لِيقي نَفسَهُ مِن هكذا مَصِير، أو يُشفِق على الأطفال الذِين يذهبُون ضَحية لِيقوم هذا المُتابع بِحجب الأسلام وَمبادِئه عَن أولاده خوفاً من أن يَنجرِفوا بأسم الإسلام، بدلاً مِن أن يُرَبِيهم على دِين الحَق والأسلام الصَحيح ...
ماذا سَيحدث للأجيال التي تتَغذى على مَشاهِد التدليِس اليَوم؟؟؟
أولَيسَت سَتكون مَمَسوخات لا هِي تُحب الأسلام ولا هِي ترفُضه، وكأنها مُصابة بالشزفرينية .
عُذراً هذا الإعلام لايُمثلنا ولا يُمثل واقِعنا، فلا الموصل حقاً في تِلك المَشاهِد، ولا أبطالُها هُم يُعَبِرون عَن العراقِيين وأهلُ العراق ..
مَن يُرِيد دراما صادِقة فليطرُق أبواب الضَحايا وليَسمَع قِصَصَهم، كَم وكَم مِنهم لَم يَخش داعِش ولابَطشه، وقامَ بإنقاذِ وتهرِيب المظلوُمين، كَم مِن الأبطال الذِين واجَهوا سَكاكِين وَسِيوف داعِش بِانوفٍ شامِخةٍ ورؤوسٍ مُرتفعة، لَن أقول لايوجد مَن خذَل العِراق ولكن هذهِ الدراما هِي تكملَة لِذاك الارهاب الخاذِل، ولا تَصلُح إلا أن تُسَمى (أفلامَ رُعب).
بدلاً من دراما واقِعية، لأنها تُمجِد الظالِم وتُرهِب مُشاهدِيه، وتُذل المظلوم وتُخوف ناصِريه، وهذا لَيس مِن واقِعنا بشيءٍ، وَلنا بِما مثَلته الحوراء العقِيلة سَيدةِ المظلُومين إسوَة علِيها صَلواتُ اللّه وسلامُهُ، حَيثُ وَقفَت بِوجه الذَباح بَل أعلى سُلطَة لِلِذَباحين في التأريخ وقالَت :
أتَظن يايزيد أن بِك على اللّه كرامة... إلى آخر كلِماتِها التي حقَقَت إنتصاراتِها العَظيِمة وهي مُكتَفه باِلحِبال رُوحي فِداها..
لِماذا لانتَعلم كيفَ نُقارِع إعلام الظالِمين مِنْ مَولاتِنا الحورَاء، وهيَ مَن قادَت حملَة الظليِمة الحُسينية وأدارَت مواجهاتِها لِيتمنى كُل من سَمِعها أو شَاهَدها ولَهُ ضميرٌ إنساني أنه لَو كان ناصِراً ومَذبُوحا معَ الحُسين صلواتُ اللّه عليه..
ولكِننا اليومَ نَضعُف إعلامياً عَن مُقارَعة ظُلم وَبطش الدواعش أحفادِ يَزيد ومُعاوية ذلِك لأننا لَم نَقدتِ بِتعاليم الحورَاء عليها السلام بإدارَتها لمعرَكة الحُسين صلواتُ اللّه عليه الإعلامية حيثُ نقلَت لنا صوراً عن بطولة وشجاعة مَن قاتل مَعه، ومِن المؤلِم أن تَنتصر على داعش فِئات هي تُحارب وجود الاسلام الحَق ووجود أهل البيت أصلا كالمُلحدين وهم يَقودون حملات السوشل ميديا وهاشتاكات تُدمر تواجد الوهابيين وتُدمر الدين على حدٍ سواء ...
والحَديث لَن يتوَقف هنا فَللشجون بقية ولكن في وقتٍ آخر إن شاء الله ..
نَتمنى أن لاتُتابع الدراما التي تُشوه مُعانات العراقيين وحتى غَير العراقين لأن ذلك رضاً بالظلم والراضي بعملِ قومٍ حشر معهم، ومواقع التواصل خير ميدان لهكذا حروب لتسقيط الإرهاب الاعلامي، فالذّباح الذي يضع على موائد شهر رمضان حِرفته الفنية لنا هو نفسهُ من مارَس هذا الذبح في بلادنا وشعوبنا بمختلَف ألوانها الرافضة للظلم، فلنُقاطع قنوات الذباحين ونخنُق أصواتهم، ونحاربهم بسلاحهم، وهذا أقلُ الحُسنيين نصراً وشهادةْ..
اضافةتعليق
التعليقات