• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أردتُ أن اكون عروساً فقط!

فاطمة أسد / الثلاثاء 06 كانون الأول 2016 / علاقات زوجية / 2326
شارك الموضوع :

قبل كل زيارة لجلسات النساء تزور وجهها في المرآة اولاً و تعزف سيمفونية الجمال لملامحها بدقة و إتقان..تنسّق الحواجب المتساقطة من فرط الترتيب،

 

(1)

قبل كل زيارة لجلسات النساء تزور وجهها في المرآة اولاً و تعزف سيمفونية الجمال لملامحها بدقة و إتقان..

تنسّق الحواجب المتساقطة من فرط الترتيب، و تجّر الكحل الأسود فوق جفنها المبطّن ليتسع،

اما الشفاة فتترك امرها لآخر المطاف، لكي تكون اللمسات النهائية و الدقيقة من نصيبها و هكذا حتى تخرج بأبهى طلّة امامهم رغم إن جمالها الرباني كان يكفي..

و لكن" البرمجة الإعلامية حالياً وضعت الجمال الرباني في آخر صفوف الموضة ليتقدمها الوجه المصطنع بآفة الأصباغ المُهلكة للبشرة".

(2)

لم تكن داليا منعزلة عن البشر بسبب عشقها المفرط لوجهها و اهتمامها بتفاصيل التفاصيل بل على العكس كان قلبها يهوى الإحتفالات النسائية، "تلك التي أصبحت هوساً لدى بعضهن من اعياد ميلاد و استقبالات من النوع الجديد بحجة التسلية و تضيعة الوقت، بينما تنهال اموال كثيرة لأقامتها دون إلتفات و لو لوهلة لمن هم أحوج بها من الفقراء مثلاً".

فكانت تترّنم فرحاً حين تتم دعوتها لحضور حفل نسائي و الفرحة الأكبر حين يكون الحفل من العيار الثقيل ذاك الذي يقيمه الأثرياء بإسراف، تحضره غير مكترثة لما ينتظرها في الغد من امتحانٍ او واجب مدرسي، المهم في الأمر أن تبتهج فقط..

(3)

اتى اليوم المُنتظر، خَطَبتها احدى النساء المحترمات لولدها المميز في كل شيئ لأن داليا كانت تمتلك نصيب كبير من الحُسن و الجمال أمّا عمرها فكان ستة عشر ربيعاً فقط، كانت كحوريةٍ قد نزلت من الجنّة..

أُقيم لها العرس الاسطوري الذي اصبح محور حديث النساء حينها، توهجت فيه كسندريلا و لكن الفرق هو أن حذاء داليا لم يضع في نهاية الحفل.. بل تم تبديله مرتين مع الفستانين اللذين لبستهما في زفافها،

فالفستان الأخضر مع الشعر المنسدل المُطوّق بالفل خرجت به أمام الحضور فقط،

و الثوب الأبيض المُرصّع  (بالشوارفسكي) خرجت به أمام عريسها المميز مع حذاءها الكريستالي الذي اوصلها لمنزل الأمير بسلام..

(4)

ها هي داليا زوجة جميلة تحققت امنيتها بإقامة العرس المُبجّل و لبس الفستان الأسطوري، تربّعت في عرشها الجديد بسعادة لا توصف..

تعلمت فنون الزواج من طبخ و تنسيق و مداراة للزوج و إنجاب الأطفال و تربيتهم،

كانت قد حضيت بمقام عالي الشأن لدى زوجها.. ذلك المقام الذي استحقته بكل جدارة و ثقة.. كبر أطفالها الثلاثة، إجتهدت في تربيتهم كثيراً، وصلوا لسن الدراسة، ولدها الأكبر حسن في المرحلة المتوسطة، كانت تجتهد كل الجهد لتعينه على حل واجباته و لكنه أحس بضعف ثقافة امه، ابتسم إبتسامة براءة قائلاً: ماما يجب ان تدرسي معنا في المدرسة، أنتِ لا تجيدين القراءة..

إهتزّ كيانها من تلك العبارة..

أشاحت بوجهها عنه لتخبئ جرح كبريائها، كيف لطفلٍ صغير بأن ينتبه لضعف ثقافة امه بسهولة، كيف له أن يُخرج جهلها من صناديق الماضي و يفرشه امامها من خلال كلمات، بل كلمات بريئة فقط..

تساءلت مع ذاتها بحسرة: إن كان طفلي الصغير إنتبه على عمق جهلي، فكيف يراني زوجي، كيف يروني صديقاتي، اهلي؟!

في أي زاوية جهل حبست نفسي راضية بذلك؟؟

(5)

علقت جملته البريئة بذهنها..

عادت لمنزل والدها، محاولة استكشاف دفاتر الماضي، و لغرفتها الزهرية تحديداً تلك التي لم يتحرك بها ساكن من اول زواجها..

لمحت دفتر مذكراتها، فتحته لترى جملة غريبة تعلو الصفحة:  "انا داليا الجميلة و سأكون اجمل عروس"،

بكت داليا..

بكت متحسرة على جهلها، قائلة: ليتني اكملت الجملة: "انا داليا سأكون اجمل عروس، مثقفة واعية ناضجة و ليست عروس جاهلة لا تعي من الثقافة سوى تركيب الحروف الابجدية و قراءتها فقط".

ليت و ليت، حتى ملأت مذكرتها دموعاً، و لكن تلك الدموع الساخنة أيقظتها من صقيع الجهل لتستأنف العمل على ذاتها من جديد وتلتحق بالمدرسة المسائية ليلاً حين تتم عمل البيت و تنهي واجبات الزوج و الأطفال.. فقط حتى لا تبقى عالقة بوحل الجهل اللزج..

داليا إكتشفت متأخراً بئر جهلها الأسود و لكنها اضاءته بنور العلم و لو قليلاً حتى تعيش بضوء الثقافة و الوعي..

أما انتِ سيدتي ف كوني عروساً مثقفة، لا ترضي بأن تكوني عروساً فقط..

المرأة
الرجل
الزواج
الثقافة
التعليم
الجمال
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    صراع الروح وتجلّي الحق

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    آخر القراءات

    غيَّر فينا الكثيرَ دون أن نشعر.. هذا ما فعله الهاتف الجوال بحياتنا

    النشر : الأربعاء 01 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    شهر رمضان.. هدية ربانية لإصلاح النفس

    النشر : الأثنين 06 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قرار سلمان وهبني عرش القیادة

    النشر : الأثنين 03 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    ماهو علاقة الليمون بالنحافة؟

    النشر : الثلاثاء 15 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    بقيَ عطرك منكِ..

    النشر : الأحد 11 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    النمو والتغير في سلوك الطفل

    النشر : الأحد 01 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 841 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 447 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 429 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 419 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 357 مشاهدات

    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!

    • 340 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1268 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1190 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1121 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 841 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 668 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 665 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟
    • الخميس 10 تموز 2025
    صراع الروح وتجلّي الحق
    • الخميس 10 تموز 2025
    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره
    • الخميس 10 تموز 2025
    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!
    • الخميس 10 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة