• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أردتُ أن اكون عروساً فقط!

فاطمة أسد / الثلاثاء 06 كانون الأول 2016 / علاقات زوجية / 2267
شارك الموضوع :

قبل كل زيارة لجلسات النساء تزور وجهها في المرآة اولاً و تعزف سيمفونية الجمال لملامحها بدقة و إتقان..تنسّق الحواجب المتساقطة من فرط الترتيب،

 

(1)

قبل كل زيارة لجلسات النساء تزور وجهها في المرآة اولاً و تعزف سيمفونية الجمال لملامحها بدقة و إتقان..

تنسّق الحواجب المتساقطة من فرط الترتيب، و تجّر الكحل الأسود فوق جفنها المبطّن ليتسع،

اما الشفاة فتترك امرها لآخر المطاف، لكي تكون اللمسات النهائية و الدقيقة من نصيبها و هكذا حتى تخرج بأبهى طلّة امامهم رغم إن جمالها الرباني كان يكفي..

و لكن" البرمجة الإعلامية حالياً وضعت الجمال الرباني في آخر صفوف الموضة ليتقدمها الوجه المصطنع بآفة الأصباغ المُهلكة للبشرة".

(2)

لم تكن داليا منعزلة عن البشر بسبب عشقها المفرط لوجهها و اهتمامها بتفاصيل التفاصيل بل على العكس كان قلبها يهوى الإحتفالات النسائية، "تلك التي أصبحت هوساً لدى بعضهن من اعياد ميلاد و استقبالات من النوع الجديد بحجة التسلية و تضيعة الوقت، بينما تنهال اموال كثيرة لأقامتها دون إلتفات و لو لوهلة لمن هم أحوج بها من الفقراء مثلاً".

فكانت تترّنم فرحاً حين تتم دعوتها لحضور حفل نسائي و الفرحة الأكبر حين يكون الحفل من العيار الثقيل ذاك الذي يقيمه الأثرياء بإسراف، تحضره غير مكترثة لما ينتظرها في الغد من امتحانٍ او واجب مدرسي، المهم في الأمر أن تبتهج فقط..

(3)

اتى اليوم المُنتظر، خَطَبتها احدى النساء المحترمات لولدها المميز في كل شيئ لأن داليا كانت تمتلك نصيب كبير من الحُسن و الجمال أمّا عمرها فكان ستة عشر ربيعاً فقط، كانت كحوريةٍ قد نزلت من الجنّة..

أُقيم لها العرس الاسطوري الذي اصبح محور حديث النساء حينها، توهجت فيه كسندريلا و لكن الفرق هو أن حذاء داليا لم يضع في نهاية الحفل.. بل تم تبديله مرتين مع الفستانين اللذين لبستهما في زفافها،

فالفستان الأخضر مع الشعر المنسدل المُطوّق بالفل خرجت به أمام الحضور فقط،

و الثوب الأبيض المُرصّع  (بالشوارفسكي) خرجت به أمام عريسها المميز مع حذاءها الكريستالي الذي اوصلها لمنزل الأمير بسلام..

(4)

ها هي داليا زوجة جميلة تحققت امنيتها بإقامة العرس المُبجّل و لبس الفستان الأسطوري، تربّعت في عرشها الجديد بسعادة لا توصف..

تعلمت فنون الزواج من طبخ و تنسيق و مداراة للزوج و إنجاب الأطفال و تربيتهم،

كانت قد حضيت بمقام عالي الشأن لدى زوجها.. ذلك المقام الذي استحقته بكل جدارة و ثقة.. كبر أطفالها الثلاثة، إجتهدت في تربيتهم كثيراً، وصلوا لسن الدراسة، ولدها الأكبر حسن في المرحلة المتوسطة، كانت تجتهد كل الجهد لتعينه على حل واجباته و لكنه أحس بضعف ثقافة امه، ابتسم إبتسامة براءة قائلاً: ماما يجب ان تدرسي معنا في المدرسة، أنتِ لا تجيدين القراءة..

إهتزّ كيانها من تلك العبارة..

أشاحت بوجهها عنه لتخبئ جرح كبريائها، كيف لطفلٍ صغير بأن ينتبه لضعف ثقافة امه بسهولة، كيف له أن يُخرج جهلها من صناديق الماضي و يفرشه امامها من خلال كلمات، بل كلمات بريئة فقط..

تساءلت مع ذاتها بحسرة: إن كان طفلي الصغير إنتبه على عمق جهلي، فكيف يراني زوجي، كيف يروني صديقاتي، اهلي؟!

في أي زاوية جهل حبست نفسي راضية بذلك؟؟

(5)

علقت جملته البريئة بذهنها..

عادت لمنزل والدها، محاولة استكشاف دفاتر الماضي، و لغرفتها الزهرية تحديداً تلك التي لم يتحرك بها ساكن من اول زواجها..

لمحت دفتر مذكراتها، فتحته لترى جملة غريبة تعلو الصفحة:  "انا داليا الجميلة و سأكون اجمل عروس"،

بكت داليا..

بكت متحسرة على جهلها، قائلة: ليتني اكملت الجملة: "انا داليا سأكون اجمل عروس، مثقفة واعية ناضجة و ليست عروس جاهلة لا تعي من الثقافة سوى تركيب الحروف الابجدية و قراءتها فقط".

ليت و ليت، حتى ملأت مذكرتها دموعاً، و لكن تلك الدموع الساخنة أيقظتها من صقيع الجهل لتستأنف العمل على ذاتها من جديد وتلتحق بالمدرسة المسائية ليلاً حين تتم عمل البيت و تنهي واجبات الزوج و الأطفال.. فقط حتى لا تبقى عالقة بوحل الجهل اللزج..

داليا إكتشفت متأخراً بئر جهلها الأسود و لكنها اضاءته بنور العلم و لو قليلاً حتى تعيش بضوء الثقافة و الوعي..

أما انتِ سيدتي ف كوني عروساً مثقفة، لا ترضي بأن تكوني عروساً فقط..

المرأة
الرجل
الزواج
الثقافة
التعليم
الجمال
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    ‏مقاربة المريض المصاب بزلة شديدة حادة

    النشر : الأحد 02 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    شفرة التكهن واجتياح عقل حواء

    النشر : الخميس 06 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    النشر : منذ 8 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    أنت كاذب!

    النشر : الأثنين 22 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    فيروس كورونا والمستقبل التعليمي في العراق

    النشر : الأثنين 29 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    ماهو المفتاح لحياة أطول؟

    النشر : الأحد 14 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 307 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 21 دقيقة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • الأحد 18 آيار 2025
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة