بعض الناس يتصور أن الزواج يمنع الشاب والشابة من مواصلة دراستهم ويعيق فهمهم ويؤدي بهم الى الرجوع الى الوراء. ولكن الكلام على هذا الاساس لا يستقيم، وليس له أساس من الصحة، فالإنسان بطبعة يستطيع أن ينظم وقته بين العمل والدراسة وبين الزواج.
كما ان للزواج إيجابيات كثيرة تتمثل بالإشباع العاطفي الذي يحصل عليه الزوجين والذي سيساعدهما كثيرا في دفع عوامل الحزن والكابة والوحدة التي تأخذ حيزا ووقتا كبيرا من حياة الانسان ويؤثر على نفسيته بصورة سلبية.
كما إن الدافع المعنوي الذي يقدمة الازواج لزوجاتهن او العكس له دور فعال في تطورهن العلمي والمهني ويدفع بهن نحو الإرتقاء أكثر من الفتاة او الشاب التي تعيش لحظات النجاح او الفشل وحيدة.
وهنالك عوامل تلعب دورا كبير في تسهيل عملية الزواج، منها البساطة وعدم التقيد بالماديات ونبذ العادات والتقاليد التي لاضرورة لها كإقامة الحفلات وإمتلاك البيت وشراء السيارة... وما أشبه، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وكانت دموعه تجري على خديه: اللهم بارك لقوم جلّ انيتهم الخزف.
وذلك في قصة زواج ابنته الصديقة فاطمة الزهراء لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو لايملك شيئا من متاع الدنيا سوى برد ودرع وفراش، لكن المسلمين تركوا سنة الله ورسوله في هذا الأمر ورغبوا عنها الى ماسواها فاشتد حالهم وعظم أمرهم وساءت أحوالهم من السيء الى الأسوأ، فأصبح غلاء مهر الفتاة عنوان التباهي، على الرغم من نبذ غلاء المهور في السنة النبوية حيث نقلت الروايات عن رسول الله (ص) قال: أفضل نساء أمتي أصبحن وجها وأقلهن مهرا.
فمما يؤسف له حقا، أن هذه السنة المؤكد عليها من قبل الإسلام ضاعت من بين أيدي المسلمين في العصر الراهن، فأصبح العزاب من الشباب يفرون من الزواج جراء المهور الزائدة وتراكم الشروط المادية التي يضعها اهل الفتاة على عاتقه، لذلك يجب علينا نحن المسلمين الالنزام بمبادىء الاسلام قولاً وعملاً ومحاربة كل أنواع المنكرالتي تدخل علينا في هذا المجتمع بشتى الأساليب.
ويؤكد آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي بأن الزواج ضرورة حيوية حيث يتوقف عليه بقاء النسل، ويدعم كلامه بالأدلة القرانية والروايات المأثورة عن أهل البيت (عليهم السلام)، ومن ناحية أخرى يوضح أضرار تأخير الزواج وحرمان الإنسان نفسه من خيرات الحياة، قائلاً: إن الميزان الحقيقي لزواج الرجل بالمرأة هو الدين والأخلاق، إذ قال الرسول (ص): إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه (بحار الأنوار:ج100ص373ح9) ولكن شرط ذلك أن يكون الرجل قادرا على النفقة، غير مريض، واما الجمال والمال والمنصب فهذه الاشياء في نظر سماحته ليست من المستلزمات الاساسية، وانما هي اشياء ثانوية، ليست لها أهمية بارزة في مجتمع إسلامي متحضر.
اضافةتعليق
التعليقات