الشعار الثابت هو أنه يجب احتواء الفيروس وكبحه. ولكن كيف تفعل ذلك في حال وجود مصابين به وناقلين له دون أن يعلموا ذلك؟ أي أنه قد ينتقل من شخص إلى آخر بصمت لأن أعراضه لا تظهر عليهم.
وجدت المملكة المتحدة نفسها فجأة أمام طريق مسدود، كلفها ثمناً باهظاً في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة. والآن حيث ترتفع أعداد الإصابات، ثمة تهديد بفرض قيود جديدة على مستوى البلاد، في حين تطبق فعلياً أجزاء عديدة من البلاد إغلاقاً جزئياً في الوقت الحالي.
لكن هل نخوض معركة خاسرة أم نحتاج بدلاً من ذلك إلى تعلم كيفية التأقلم والتعايش مع الفيروس؟.
يقول البروفيسور كارل هينغان، رئيس مركز الطب المبني على البراهين في جامعة أوكسفورد، إن الوضع الحالي هو "فوضى مطلقة" مع فرض المزيد من القيود، ومدارس ترسل طلاب سنوات كاملة إلى منازلهم بمجرد أن يتم تأكيد إثبات إصابة طالب واحد فقط بالفيروس. كل هذا يتم في وقت لا يزال فيه مستوى الإصابات منخفضاً جداً.
ويقول هينغان، إن هذا يحدث نتيجة لمحاولة محاصرة الفيروس، ويقول إنه بدلا من ذلك، يجب علينا تقبل وجود الفيروس والعمل على محاولة تقليل المخاطر إلى أدنى حد، مع موازنة ذلك مقابل عواقب الإجراءات التي نتخذها.
ويشعر بالقلق على وجه الخصوص، من كون اختبار كوفيد 19 في الواقع حساس للغاية لدرجة أنه يلتقط ما قد يكون فيروساً ميتاً فعليا، حيث يكتشف آثاره بعد شهور من توقف الشخص عن نقل العدوى.
وأضاف: "نحتاج إلى التفكير بهدوء لكن في كل مرة ترى الحكومة فيها زيادة في عدد الحالات تشعر بالذعر".
في الواقع ، يعتقد البروفيسور روبرت دينغوال، عالم الاجتماع ومستشار الحكومة ، أن الناس قد يشعرون بالراحة تجاه فكرة أن الآلاف سيموتون جراء الإصابة بكوفيد 19 تماماً كما يموتون جراء الأنفلونزا.
كما يعتقد أن عدداً معيناً فقط من الناس من العاملين في مجال الصحة العامة والقيادة العلمية يحرصون على تخفيض مستوى الإصابة، وينتقدون السياسيين لأنهم "ليسوا شجعاناً" بما يكفي "ليكونوا صادقين مع الجمهور وقول الحقيقة بأن الفيروس سيظل موجوداً إلى الأبد" حتى مع اكتشاف لقاح له.
وتكمن مشكلة الاعتماد على عدد الاصابات التي دخلت المستشفيات إنه قد تكون متأخراً وغير مواكب للواقع. كما أنها هذه البيانات عن نسب العدوى تعود لأسابيع قليلة ماضية، لذلك إذا خرجت العدوى عن السيطرة، فقد تكون هناك حاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة أكثر مما كان عليه سابقاً.
وتقول الأستاذة كريستينا باجل، من جامعة لندن كوليج، إن المشكلة الأخرى تكمن في مرضى "كوفيد طويلي الأمد"؛ أي المرضى الذين يعانون من أعراض الفيروس بشكل متواصل بعد أشهر من إصابتهم به.
وتضيف: "سيكون من اللامسؤولية أن نسمح للفيروس بالانتشار، لأن عمره أقل من عام وما زلنا غير متأكدين من مخاطره على المدى البعيد".
وتشرح: "إذا ارتفعت معدلات الإصابة في الفئات العمرية الأصغر سناً والأكثر صحة، فسيكون من الصعب منعه من الانتشار بين الفئات العمرية الأكثر عرضة للاصابة وضعفاً.
كيف يمكن حماية الضعفاء؟
ويقول البروفيسور وولهاوس إن الإغلاق أدى ببساطة إلى تأجيل المشكلة، لكن كان له ميزة اكتساب الوقت الذي قد يمكن استخدامه الآن لحماية الضعفاء بشكل أفضل.
وهذا يشمل تكثيف عمليات الاختبار الفيروس في دور رعاية المسنين لمنع وصول الفيروس إليها - كانت أربع من بين كل 10 وفيات في دور الرعاية. وسيتم اتخاذ خطوات مماثلة لحماية الضعفاء الذين يتلقون الرعاية في منازلهم أيضاً.
والمطلوب هو "سلسلة ثقة" كما يقول وولهاوس، يتم بموجبها توخي المزيد من الحذر عندما تكون على اتصال بفرد معرض لخطر أكبر. وهذا قد يعني عدم مقابلتهم إذا كنت في أماكن مزدحمة يحتمل أن تكون عرضة للاصابة فيها..
كلما تقدمت في السن وازدادت مشاكلك الصحية، كلما ازدادت المخاطر.
والعامل الآخر الذي يجب مراعاته هو أن الأطباء في وضع أفضل بكثير لعلاج حالات المرض الحادة. تم العثور على نوعين من علاجات الستيرويد لتقليل خطر الوفاة في حالة الإصابة بأمراض خطيرة ، في حين تم تعلم الكثير حول كيفية تصرف كوفيد 19 ، مما يعني أن المستشفيات ستكون مستعدة بشكل أفضل لمشاكل مثل جلطات الدم وفشل الكلى.
هذا يعني أن الكثيرين واثقون من أن نسب الوفيات السابقة لن تتكرر.
السماح أو ربما قبول بعض الانتشار يقودنا أيضاً إلى أكثر النقاط إثارة للجدل ألا وهي المناعة.
ثمة أمل كبير في تطوير لقاح. لكن ماذا لو لم يكن كذلك؟ أو ماذا لو لم يؤد إلى استجابة مناعية قوية بدرجة كافية في الفئات العمرية الأكبر عمراً؟.
أنت إذاً، تعتمد على تلقيح ما يكفي من الشباب لخلق مناعة القطيع. هل سيفعلون ذلك من أجل لقاح تم إنتاجه بهذه السرعة لحمايتهم من فيروس من غير المحتمل أن يسبب مضاعفات؟
الطريقة الأخرى لتطور المناعة هي من خلال الاصابة. مثل فيروسات كورونا الأخرى ، تشير جميع الأدلة المتعلقة بكوفيد، إلى أن العدوى تمنح الناس بعض المناعة التي تتراجع بعد ذلك، لكن يتبعها عدوى جديدة لكنها أكثر اعتدالاً. على مر السنين، من المحتمل أن يؤدي هذا إلى أن يصبح فيروس كورونا مجرد فيروس موسمي آخر نواجهه كل عام. رغم أن هذا ، كما هو الحال دائماً، يحتاج إلى التحذير من حقيقة أن هذا فيروس جديد لذلك يتعلم العلماء والخبراء المزيد عنه على الدوام. حسب بي بي سي
لقاح كورونا الأميركي الواعد.. لماذا تجرى التجارب ببريطانيا؟
يحبس العالم أنفاسه انتظارا لخروج لقاح آمن وفعال مضاد لفيروس كورونا المستجد، الذي أصاب الملايين وقتل ما يقترب من مليون شخص حتى الآن.
وفي خضم السباق الدولي لإنتاج لقاح، بدأت شركة "نوفافاكس" ومقرها الولايات المتحدة، المرحلة الأخيرة من تجربة لقاحها المحتمل لــ"كوفيد 19"، الذي يسببه فيروس كورونا.
لكن لماذا اختارت الشركة بريطانيا لإجراء هذه المرحلة من التجارب؟
جاء اختيار "نوفافاكس" على هذا البلد الأوروبي، بسبب النسبة المرتفعة من حالات العدوى هناك، مما سيسفر على الأرجح عن ظهور نتائج أسرع، حسبما أعلنت شركة الأدوية.
وتخطط "نوفافاكس" لاختبار فعالية لقاحها في تجربة تتضمن 10 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و84 عاما، وفقا لبيان أصدرته مساء الخميس.
وسيكون 25 بالمائة من المستجيبين على الأقل فوق 65 عاما، كما سيحصل 400 مشارك على لقاح مرخص للإنفلونزا.
وتجرى التجربة بالشراكة مع قوة العمل على لقاح التابعة للحكومة البريطانية، التي أنشأت في أبريل للمساعدة في تسريع عملية تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا.
وقال رئيس الأبحاث والتطوير في "نوفافاكس" غريغوري غلين، في بيان: "بالمستوى المرتفع من عدوى كورونا الملحوظ والمتوقع استمراره في المملكة المتحدة، نحن متفائلون بأن هذه المرحلة الثالثة المهمة من التجارب السريرية ستكتمل سريعا، وتقدم رؤية على المدى القريب لفعالية اللقاح".
ويأتي الإعلان فيما يستمر عدد حالات الإصابة بـ"كوفيد 19" في الارتفاع في أنحاء بريطانيا، فقد سجلت الحكومة 6634 حالة جديدة، الخميس، وهو أعلى رقم يومي تسجله منذ بدء الجائحة.
ولدى بريطانيا التفشي الأكثر فتكا في أوروبا، بعد أن سجلت نحو 42 ألف وفاة بسبب الوباء.
وتسارع شركات الأدوية لتطوير لقاحات لـ"كوفيد 19" بدعم الحكومات، لإيجاد وسيلة تخفف بها القيود التي دمرت الاقتصاد العالمي.
ووافقت الحكومة البريطانية على شراء 60 مليون جرعة من لقاح "نوفافاكس"، لضمان توزيعه في أسرع وقت ممكن، إذا وافقت الجهات التنظيمية عليه.
والجمعة صرحت الحكومة أن المشاركين في تجربة "نوفافاكس"، سيكونون من بين 250 ألف شخص تطوعوا للمشاركة في تجربة لقاحات "كوفيد 19". حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات