بات ارتداء الكمامات خارج المنزل في ألمانيا الزامياً، في إطار جهود السيطرة على تفشّي فيروس كورونا.
وفرضت القيود الجديدة ارتداء كمامات قماشية في وسائل النقل العام، وفي المتاجر، في معظم مناطق البلاد.
تختلف حدّة القيود بين الولايات الألمانية الـ16: تشهد بافاريا أكثر الإجراءات صرامة، فيما يسمح في برلين لزبائن المتاجر بعدم ارتداء الكمامات.
وتتصرّف السلطات الألمانية بحذر بالغ حيال تخفيف الحظر المفروض في البلاد.
تختلف البلدان حول العالم في تعاطيها مع الكمامات، وتضع كلّ حكومة التوجيهات التي تناسبها بشأن ارتدائها في الأماكن العامة. في المقابل، تنصح "منظمة الصحة العالمية" بارتداء الكمامات فقط إن كان الشخص مريضاً، أو تظهر عليه أعراض المرض، أو يعتني بمصاب بمرض كوفيد - 19.
وبحسب توجيهات المنظّمة، فإنّ الكمامات ليست مفيدة للاستخدام من قبل غالبية السكان، لأنّها قد تتلوّث برذاذ العطس أو السعال، وتعطي من يرتديها شعوراً زائفاً بالأمان، فيتساهل باتخاذ إجراءات الوقاية الأخرى، مثل البقاء على مسافة بعيدة من الآخرين، وغسل اليدين بانتظام.
ونقلت وسائل اعلام ألمانية أنّ ارتداء الكمامة بات الزامياً في أروقة المدارس، وحين يخرج التلاميذ للاستراحة، ولكنه غير ضروري داخل الصفوف حيث يجلس التلاميذ متباعدين عن بعضهم البعض، وحيث يجري التعقيم والتنظيف بشكل منتظم.
وقد استؤنفت الصفوف للتلاميذ الذين يستعدون لتقديم امتحانات الشهادات الرسمية، أم طلاب المدارس الآخرين فلا يزالون في البيت.
وقد فرضت السلطات الألمانية ارتداء الكمامات في محطات النقل، وفي الباصات، والقطارات، ولكن لم تلزم الناس بارتدائها بعد في قطارات المسافات الطويلة.
وقد سمح بارتداء الكمامات القماشية المصنوعة منزلياً، إذ لا يتحتّم على الناس ارتداء الكمامات الطبية التي بالإمكان شراؤها من المتاجر ومن آلات للبيع الموزّعة في الشوارع.
في معظم الولايات الألمانية، يسمح للأطفال دون سن السادسة، بعدم ارتداء كمامة.
القيود الجديدة ولّدت طلباً كبيراً على الكمامات، ومع النقص الحاد فيها، تنوي الحكومة تصنيع الملايين منها.
في بافاريا، تبلغ غرامة المشي من دون كمامة 150 يورو، أما أصحاب المتاجر الذين لا يلتزمون بالأمر، فيغرّمون 5 آلاف يورو.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن اختلاف القيود الموضوعة من ولاية إلى أخرى أمر مقبول، لأنّ بعض المناطق بؤر لانتشار الوباء، وبعضها لا.
ويكتب داميان ماكغينيس من برلين لـ"بي بي سي" إنّ الكمامات تحوّلت إلى مشهد طبيعي في الشوارع الألمانية.
إحدى الصحف الألمانية علّقت إن الكمامات باتت أشبه بورق التواليت، مع تدافع الناس بأعداد كبيرة لشرائها.
لسد الحاجة، تعلّق المتاجر على نوافذها إعلانات عن بيع كمامات قماشية بألوان زاهية، كلفة الواحدة منها 10 يورو.
في بعض أحياء المدينة الأنيقة، تحوّلت الكمامات المزخرفة إلى اكسسوارات على الموضة. قد تكون الوجوه مخفيّة، لكنّ أهل برلين ما زالوا يتحمّسون لإظهار فرداتهم.
يقول فلوريان، وهو مصمّم غرافيكي، إنّه يرتدي الكمامة من باب الحرص على حماية الآخرين. فيما تقول كريستين، وهي مدرّسة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إن ارتداء الكمامة بات نوعاً من اعلان الفضيلة، أكثر من كونه وقاية. وتضيف: "الوضع مشوّش، البعض يرتدون الكمامات، البعض لا يرتدونها، ما يجعل المشهد عبثياً".
في الحالتين، كانت للقيود الجديدة أثر ظاهر، فبعد أن كانت الكمامات نادرة الحضور في الشوارع، باتت عادية جداً، ومنتشرة، وجزء من الحياة اليومية.
حتى الآن، أعلنت ألمانيا عن 5976 وفاة بسبب كورونا، و158 ألف حالة إصابة مؤكدة. ما يجعل تأثرها بالوباء أقلّ من إيطاليا، واسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا.
ويرجّح أن يكون السبب في ذلك، فرضها لإجراءات اقفال صارمة، واجراءها اختبارات للكشف عن المرض على نطاق واسع.
كانت ولاية ساكسونيا الألمانية أولى الولايات التي تلزم الناس بارتداء الكمامات في البلاد. كما تفرض دول أخرى، مثل النمسا، وتشيكيا، وسلوفاكيا، الكمامات الإلزامية على المتسوقين وركاب النقل العام. حسب بي بي سي
فيروس كورونا: الشرطة الفرنسية تضبط 140 ألف كمامة موجهة للبيع في السوق السوداء
قالت الشرطة الفرنسية إنها ضبطت 140 ألف كمامة موجهة للبيع في السوق السوداء.
وقال مسؤولون إنهم ألقوا القبض على رجل أعمال يفرّغ الكمامات من شاحنة إلى داخل منزل في منطقة سان دوني شمالي باريس. وصادرت فرنسا الشهر الماضي كل مخزونات الكمامات ومنتجاتها لتجهيز عمال الرعاية الصحية.
في هذا الوقت في الصين، حجزت السلطات 89 مليون كمامة ذات نوعية رديئة. وواجهت الدولة انتقاداً لتصديرها نوعية رديئة. وقال المسؤول الحكومي غان لين إن مسؤولين فتّشوا نحو 16 مليون مؤسسة وضبطوا ايضاً كميات كبيرة من المطهرات غير الفعالة.
وفي ألمانيا، قال تجار الجملة الطبية إن الكمامات قد نفدت تقريباً. وسيكون إلزامياً أن يغطي الناس وجوههم في المحلات التجارية والمواصلات العامة في البلاد.
وتضاعفت أسعار الكمامات عبر الانترنت وفي المحال التجارية الفرنسية ثلاث مرات قبل مصادرة كل المخزونات. وتضمنت الكمامات المضبوطة 5000 كمامة ذات مواصفات عالية (FFP2) للاستخدام من قبل مرضى فيروس كورونا. وكان نحو ثلث الكمامات المضبوطة مخصصاً للعمليات الجراحية.
ومن بين المشتبه فيهم رجل يبلغ من العمر 60 عاماً، أفيد بأنه البائع الذي اشترى الكمامات مقابل 0.50 يورو (0.54 دولر أميركي) للكمامة الواحدة في هولندا. وكان يبيعها بين 0.55 و0.60 يورو، بحسب صحيفة "لو باريزيان".
وقالت الصحيفة إن البائع يبدو أنه يمتلك قائمة بالزبائن بما فيهم رؤساء شركات. أما المشتبه فيه الثاني فكان رجلاً يبلغ من العمر 46 عاماً يدعي أنه كان على وشك شراء بعض المخزونات ليبيعها.
هناك العديد من حالات ضبط الكمامات في منطقة باريس منذ بدء الوباء العالمي بما فيها 29 ألف كمامة عثر عليها في أوبرفيلييه و32 ألف كمامة ضبطت في سانت أوين، وتقع المنطقتان في شمالي باريس.
وشهدت البلاد 160 ألف إصابة مؤكدة بفيروس كورونا و22,600 حالة وفاة.
وتأتي عملية الضبط الكبيرة للكمامات هناك بعد دول متعددة من بينها إسبانيا وهولندا وتركيا كان عليها أن تسترجع مئات الاف المواد ذات النوعية الرديئة المستوردة.
في أول شهرين من السنة، بدأ تسعة الاف مصنع جديد بإنتاج الأقنعة في الصين، بحسب ما أفادت به منصة البيانات التجارية "تيانيانتشا". وأصدرت الصين قواعد جديدة السبت تنص على وجوب أن تستوفي المعدات الواقية المصدرة المعايير العالمية.
قال ثالث أكبر مورد للبلاد، جيهي من شتوتغارت، إن الطلب كان يفوق العرض بمعزل عن التخزين الاستباقي للإجراءات الجديدة. وقد شدد العديد من الولايات الألمانية على أن غطاءً حول الأنف والفم سيكون مقبولاً.
وكانت دول أخرى بما فيها المملكة المتحدة مترددة حيال أمر الناس بتغطية وجوههم في مكان عام، جزئياً في خوفٍ من استنزاف المعدات من المستشفيات.
في الولايات المتحدة، نُصح الناس باستخدام قطعة ثياب أو قماش لتغطية وجوههم في الأماكن العامة. وشدد مسؤولون على أن الكمامات الطبية في حالة نقص ويجب تركها لعمال الرعاية الصحية.
كذلك حثت جمهوريية التشيك الناس على إعدد كمامتهم الخاصة من الملابس حين جعلت ارتداء واحدة في الأماكن العامة إجبارياً قبل أسابيع عدة.
وقال باحثون إن قناعاً غير طبياً قد يساعد في حماية الآخرين من لابسها إذا كان مصاباً، ولكنه لن يفعل الكثير من أجل تفادي الفيروس. حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات