عقمت إيمان طعمة محل الزهور الذي تمتلكه في بيروت وطهرت جميع النباتات وأعلنت أنها ستوصل الطلبات للمنازل بمناسبة عيد الأم يوم السبت لكن لم يأت أحد تقريبا ولم يطلب أحد شيئا لأن لبنان في حالة إغلاق بسبب فيروس كورونا.
وقالت طعمة لرويترز إنها نشرت إعلانات تقول إن الناس لا يحتاجون للحضور وإن المحل مستعد لتوصيل الزهور إلى المنازل بعد تعقيمها لكن على الرغم من كل ذلك ظل الناس خائفين.
وبجوار المحل بقيت باقات الزهور من مختلف الألوان وقد كتبت عليها عبارات الحب للأم دون أن يمسسها أحد.
وأعلنت الحكومة اللبنانية إغلاق معظم البلاد منذ أيام على أمل كبح جماح فيروس كورونا الذي أصاب 206 أشخاص إلى الآن توفي منهم أربعة.
وفاقم ذلك متاعب دولة تعاني من أزمة اقتصادية تسببت في ارتفاع الأسعار وتقليص الوظائف.
ورغم أن المزارعين من منتجي الزهور والحبوب قالوا إنهم حصلوا على استثناء من الإغلاق في عيد الأم، وهو من أكثر المناسبات التي تدر دخلا، فإن القيود والمخاوف من فيروس كورونا جعلت معظم الناس يبتعدون.
ويعتبر عيد الأم في العادة أهم يوم في السنة بالنسبة لموزع الزهور نضال أبي حسين لكن مزرعته خاوية الآن إلا من عدد قليل من العمال الذين يضعون قفازات في أيديهم وكمامات على وجوههم.
وقال أبي حسين إن الدولة أغلقت المتاجر وإن الإنتاج كله أُلقي في صناديق القمامة وإن الخسائر بالملايين.
وأغلق رمزي طقوش محله وعرض الزهور عن طريق الإنترنت فقط هذا العام لكنه قال إن الناس رغم ذلك خائفة من دخول الزهور بيوتها. وأضاف أنه يعرف كثيرا من الأمهات طلبن من أبنائهن ألا يأتوا للزيارة لأنهن خائفين عليهم وعلى أنفسهن من الفيروس.
ووصف طقوش العام الحالي بأنه أسوأ عام مر به لبنان بسبب ما يعانيه الاقتصاد ثم كورونا.
وأضاف أن الأحوال كانت سيئة وصارت أسوأ وأنه لا مغيث سوى الله. حسب رويترز
كورونا وعيد الأم: أمهات وممرضات يخضن حربًا ضد الفيروس
لا تقبيل ولا زيارات ولا هدايا.. هكذا فرض انتشار جائحة كورونا واقعًا جعل الاحتفالات بعيد الأم باهتة.
فقد غابت هذه المناسبة عن بال الكثيرين هذا العام فانصب اهتمام البعض على نشرات الأخبار أو على كيفية تعقيم المنزل وحماية أنفسهم، في حين احتفل آخرون بطرق تحول دون ضم أو تقبيل الأم كما جرت العادة .
ويظهر تأثير تفشي فيروس كورونا على حياتنا اليومية من خلال مقاطع وصور تُبث عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ امتدت تلك التأثيرات إلى الزيارات العائلية فتقف الأم على مسافة من أولادها خوفًا من انتقال العدوى إليهم .
وتداول مغردون مشهدا لشبان قرروا الاحتفال بعيد الأم بشكل مختلف عن المعتاد، فاصطفوا خلف باب غرفة أمهم، متباعدين، وهم يضعون كمامات. وقد لفت المشهد انتباه الكثيرين، فلا مصافحة ولا تقبيل حتى أن الهدايا تسلم بعد تعقيمها.
كما غير الخوف من الفيروس نوعية الهدايا التي تقدم عادة للأمهات إذ لجأ البعض إلى أفكار مستوحاة من الواقع الذي يمر به العالم.
أما نوال أبو زيد فارتأت شراء كعكة في صورة رجل يرتدي كمامة للاحتفال بالمناسبة في حين اقترحت الإعلامية المصرية دينا عصمت على الأبناء بعث رسالة بصورة الهدايا بدلًا من إرسالها عن طريق البريد أو الاضطرار للخروج من المنزل.
تذمرت العديد من المدونات أمثال نائلة صالح من استعمال تطبيقات الهواتف للمعايدة، بعد أن كن يتنقلن من منزل إلى آخر احتفاء بأمهاتهن وجداتهن.
نفس الشكوى تكررت على لسان جميلة إدريس التي اعتادت وأختها الوحيدة الالتقاء في بيت أهلهما في 21 مارس /آذار من كل سنة.
وتقول لمدونة ترو رغم أن منزلي لا يبعد عن منزل أهلي سوى 30 دقيقة مشيًا على الأقدام، إلا أنني اتفقت وأختي على عدم زيارة أمي هذه السنة والاكتفاء بمعايدتها عن طريق تطبيق فيسبوك، حفاظا على سلامتها وسلامة أطفالنا، فهي سيدة كبيرة وتعاني من السرطان مما قد يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالمرض".
وتضيف وهي تحاول مغالبة دموعها :"منذ انتقالنا إلى ألمانيا قبل أكثر من 20 عاما حرصنا على التجمع في بيت العائلة خلال المناسبات الهامة. فإلى جانب الأعياد الدينية، دأبنا على إقامة حفلة صغيرة في عيد الأم".
احتفال داخل الحجر الصحي
لم تكن سميرة دواد تفوت فرصة الاحتفال بعيد اليوم، فكانت تجتمع مع أخواتها في منزل العائلة للاحتفاء بوالدتهم وإعداد ما لذ وطب من الحلويات.
كما دأب أطفالها على تتزين المنزل بالورود خلال هذه المناسبة . وأعدوا العدة للاحتفال بها هذه السنة باكرا لكن جرى ما يكن في الحسبان.
فبمجرد عودتها إلى الأردن، بعد رحلة طويلة قضتها في ماليزيا، فرض على سميرة وزوجها الحجر الصحي كإجراء وقائي ونقلتهما السلطات إلى فندق على ضفاف البحر الميت.
تقول سميرة في حديثها لنا: " كنت أظن أن العالم سيتمكن من احتواء الفيروس والحد من انتشاره، إلا أن ما حصل لم يكن متوقعا فالأمر أشبه بفيلم خيال وفي الأخير غيّر انتشار الفيروس في الأردن كل مخططاتي.
وتواصل: "هذا العام يأتي عيد الأم دون أن أتمكن من مشاركته مع والدتي وأبنائي كما اعتدت سابقا.
لكن سميرة تلقت مفاجأة كبيرة فلم يحرمها أبناؤها فرصة الاحتفال هذه السنة، فأقاموا لها حفلة كبيرة وثقوهاعبر خاصية فيسبوك لايف.
وتختم: "أحمد الله أنني وعائلتي بخير، فالأهم من كل الشيء في ظل هذا الظرف القاتم هي الوقاية، سينجلي كل هذا الغم ونعود إلى كنف أسرنا وأحضان أمهاتنا. قبلي عند الأمهات العاملات في القطاع الصحي فهن من يقدمن تضحية جليلة للإنسانية".
ممرضات 'الوطن هو الأم'
تمتزج مشاعر الفرح والحزن لدى حديث رنا وهبي، الممرضة في مستشفى الحريري الجامعي ببيروت، عن والدتها. وتقول "لم أستطع معانقة والدتي اليوم طبعت قبلة على ظهرها وهي نائمة ثم قصدت عملي دون أن أجهز لها قالب الحلوى الذي تحب لكنها ستسامحني لأن هدفي هو إنقاذ وطني وإبعاد شبح هذا الفيروس عن أحبائنا".
وتكمل: "اختفت هذه السنة المظاهر المادية لكن الرسائل الحب حاضرة، أتمنى أن تكون والدتي راضية عني فصورتها ترافقني في كل مكان، وأقول لجميع الأمهات لا تقلقوا، نحن هنا حتى نهزم هذا المرض".
قبل أيام أطلت الممرضة لارا عبر مقطع مصور باكية معبرة عن اشتياقها لأطفالها الصغار وأمها المصابة بالسرطان. هز مشهد لارا رواد مواقع التواصل الذين تشاركوا مقطعها آلاف المرات واعتبروا حالتها خير دليل على التضحيات التي تقدمها الأمهات في كل الأزمان والظروف.
ولا يختلف حال لارا عن باقي الأمهات، فهن يتشاركن نفس الخوف والقلق على مصير أبنائهن، إن كنّ ربّات منازل أو موظفات، فبالهن مشغول على صحة أطفالهن.
فيروس كورونا وعيد الأم: "زجاجة المطهر والكمامة أغلى هدية
ناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تغير مظاهر الاحتفال بعيد الأم في ظل الخوف من انتقال عدوى فيروس كورونا الذي بات يهدد معظم دول العالم.
وتحدثت عما وصفته بـ "غياب البهجة" وسط مشاعر الخوف والقلق، والحجر الصحي المفروض وحظر التجول.
ودعا كُتّاب إلى اتخاذ المناسبة فرصة لإعادة ترتيب أولوياتنا.
"لا زيارات ولا هدايا"
يقول موقع "مجموعة الأرز" الإخباري اللبناني: "لا زيارات ولا هدايا... هكذا هو احتفال عيد الأم في لبنان، الذي كان يحظى باحتفالات صاخبة، وفعاليات في مختلف الأنحاء، إلا أنه يبدو أن فيروس كورونا - لعنة العالم الجديدة - فرض واقعاً مغايراً، على هذا الاحتفالية التي ينتظرها العالم من عام إلى آخر، فغالبية اللبنانيين غاب عن بالهم تاريخ 21 مارس / آذار موعد الاحتفال بـ"ست الحبايب" لانشغالهم بكيفية مواجهة جائحة كورونا".
وتقول سمر الترك في صحيفة "اللواء" اللبنانية: "طل الـ21 من آذار هذا العام من دون أن يحمل في طياته أية بهجة أو فرح وهو الذي طالما كان عنواناً للحب والعطاء، كيف لا؟ وهو يمثل عيد الأم".
وتضيف: "إلا أن هذا العام يأتي وفي القلب حرقة وغصة، خصوصا وأن الأبناء لن يتمكنوا من معانقة أو تقبيل أمهاتهن والاحتفال بهذه المناسبة كما جرت العادة، وذلك حفاظا منهم على سلامتهن".
وتشير الكاتبة إلى تضحيات كل من يعمل لمكافحة جائحة كورونا، قائلة: "خير دليل على هذه التضحيات تلك الممرضة لارا حمود التي تعمل في مستشفى رفيق الحريري الحكومي والتي كانت قد تركت والدتها المريضة التي تتعافى من مرض السرطان وأولادها كي تقف جنبا إلى جنب مع زملائها في المستشفى لمواجهة هذا الفيروس وتلبية نداء مهنتها وإنسانيتها ووطنيتها".
وتقول "القدس" الفلسطينية في افتتاحيتها: "الأم الفلسطينية تشكل حالة استثنائية فهي إلى جانب عطائها، تناضل ضد الاحتلال وتقف جنباً الى جنب مع الرجل في المقاومة، وتنجب المناضلين وتشيع الشهداء، وهي مؤمنة بأن الاحتلال مهما تغطرس، فإنه إلى زوال وأن النصر في نهاية المطاف هو لشعبنا الذي لن يستكين".
وتقول ندى أبو نصر في "الأنباء" الكويتية: "مع كورونا اختلف كل شيء حول العالم أجمع... وفي هذه الظروف القاسية والتباعد الاجتماعي تبقى الأم نبع الحب، والأمهات في هذه الأيام يعشن الخوف والقلق على مصير أبنائهن، سواء كن ربات منازل أو موظفات أو عاملات، فأعينهن شاردة دائما على صحة أطفالهن وعلى مستقبلهم الدراسي المعلق وعلى الأوضاع الاقتصادية خوفا من الانهيار".
"إنذار للصحوة"
وتقول إيمي بيتاوي في موقع وكالة "عمون" الأردنية: "إن تفشي هذا الوباء الذي أجبرنا على عدم التواصل وجهاً لوجه مع أهلنا وأحبائنا وأصدقائنا والشعور بالعزلة والضجر والخوف هو 'إنذار للصحوة‛ فلنستغله لمواجهة ومراجعة أنفسنا وتقييم حياتنا. وأتمنى أن يكون هذا التقييم كفيل بأن يُرجع هؤلاء الأبناء لصوابهم ليشعروا بأمهاتهم اللواتي ضحين بالغالي والنفيس (أعمارهن، وصحتهن) لتربية أبنائهن".
وتحت عنوان "عيد الأم في زمن الكورونا"، يقول علاء رضوان في جريدة "اليوم السابع" المصرية: "أصبح التركيز الأكبر بين الناس خلال هذه الفترة على الوقاية والحفاظ على صحتهم لتجنب عدوى بفيروس كورونا، لذلك فإن عيد الأم هذا العام يعتبر مناسبة جانبية لم يتذكرها أو يهتم بها أحد، حتى بعض الشركات والمتاجر التي توفر عروض لهدايا عيد الأم، خلال هذه الفترة من العام يصعب عليها تحقيق أرباح".
أما رنا حمدي في "المصري اليوم" فنقلت عن عاملة في إحدى الصيدليات قولها: "زجاجة المطهر والكمامة أغلى هدية لأى أم الآن"، مضيفة أنه بدلاً من شراء المعتاد من العطور وأدوات التجميل "أصبحت هناك طوابير على شراء المطهرات والكحول، وهناك اتجاه آخر لشراء بعض الروائح التي تحتوى على نسبة كحول أكثر من 70%، والتي تستخدم كمطهر".
وتتساءل حمدة خميس في "الاتحاد" الإماراتية: "ماذا فعلت آلاف المصانع التي تنتج الأدوية لتعالج مرضاً ما؟ لماذا يتباهى الإنسان باختراع الأجهزة الإلكترونية بكل أنواعها وغاياتها، وبكل إيجابياتها وسلبياتها أحياناً، ويعجز أمام هذا الفيروس الذي قتل الآلاف في كل بلدان الشرق والغرب على امتداد الكرة الأرضية؟"
وتضيف: "إذاً علينا أن ننتظر أيتها الأمهات نتائج اكتشاف الدواء السحري للتخلص من هذا الفيروس القاتل، والاحتفاء بسلامتكن وعيدكن الدائم، حسب بي بي سي عربي
اضافةتعليق
التعليقات