طوال سنوات ركزتُ على نفسي وعائلتي فقط، هل نحن بخير؟ إذاً، العالم بخير. هل نحن سعداء؟ إذاً، العالم جميل. هل مات لنا حبيب؟ إذاً، العالم كئيب. إلى أن رأيت ذلك الطفل. لقد كان قلبه يوشك على الخروج من جسده بعد إنقاذه من تحت الأنقاض وهو ينظر للغرباء، يخيل لي بأنه يقول بتلك العين الفازعة وبذلك القلب النابض: "من أنتم؟ أين والدي؟ ماذا يحصل هنا؟ أين أجد الأمان؟ ما كان ذنبي؟"، إلى أن احتضنه أحد المنقذين، فشعر الطفل بالأمان وبكى بحرقة وغزارة، أي رعباً دخل قلب هذا الطفل الصغير، الذي جعل عينيه تعزف عن البكاء. ثم أدركت إنها أصوات القصف، التي تنشد أناشيد الأسى والحزن. وصرخات الناس، التي تتلوح في الأفق كصدى للكوارث التي شهدتها غزة. والمنظر الدامي يكاد يأخذ الأنفاس، كأنه لوحة فنية من الدمار والخراب الذي يمتد على مساحات واسعة.
بينما نحن هنا، ننعم بكل هذا النعيم ونتذمر من هذه الدنيا، فلنحمد الله على أيامنا الهادئة، إن وجدت، الصحة، فلله الحمد، وإن كان مرضًا، فلله الحمد، يوجد مستشفيات وأطباء يعملون بجد لمعالجة المرضى . وإن كان الموت ، فتوجد قبور لإيواء الأجساد وتكريم الأرواح التي رحلت. ويوجد من يقرأ الدعاء ويدعو للمتوفين ، لذا لله الحمد ألف ألف ألف مرة.
أخبروني ما حال فلسطين حيث الجوع ينخر البطون، والعطش يجفف الحناجر، والقتل يزهق الأرواح، والدمار يلتهم البيوت. فالشوارع المحطمة تخفي وجوه البشر المجروحة، والأنقاض ترقص على أنغام الألم. تتعالى صرخات الأطفال المظلومين وتبكي أمهاتهم على حياة تمزقت وأحلام تلاشت. يتراقص الحزن في كل زاوية، ويتفشى اليأس في كل قلب.
صباح الغافلين لقد حان وقت الاستيقاظ و :
_ ادراك نعم الله على البشر أولاً ، قال تعالى: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ ) فالأعضاء السليمة التي يحملها جسدنا هي نعمة عظيمة، تمكننا من التحرك والعمل والاستمتاع بالحياة. والعقل الذي أنعم الله به علينا، هو قوة فكرنا واستيعابنا، يمكننا من اكتشاف العالم وفهمه. ولا ننسى نعمة الأهل والأحباب، فهم يمثلون دعمًا وحنانًا ومساندة في حياتنا، وهم سند لنا في الأوقات الصعبة ولو كنت أكتب حتى قيام الساعة لما استطعت تسليط الضوء على جميع نعم الله على الفرد الواحد .
_ إدراك حقيقة أننا من دون قصد ندعم إسرائيل، وذلك باستهلاك المنتجات الداعمة لإسرائيل، لذا وجب مقاطعة هذه المنتجات، فالمقاطعة هي صوتنا المناهض للاضطهاد والظلم، ووسيلتنا للتعبير عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني. فعندما نقاطع تلك المنتجات، نرسل رسالة قوية تقول إننا نؤمن بالعدل والسلام، وأننا نرفض أي نوع من التواطؤ في انتهاك حقوق الإنسان.
_ إدراك حقيقة جهلنا بالتاريخ، فالتاريخ يشكل جزءًا أساسيًا من هويتنا الثقافية ويساهم في فهمنا للتغيرات والتحولات التي شهدتها البشرية على مر العصور. قد نجد أنفسنا غافلين عن أحداث تاريخية هامة، أو أننا لا نملك معرفة كافية حول فترات زمنية معينة. ومع ذلك، يجب أن لا ننظر إلى هذا الجهل بشكل سلبي، بل يجب أن نستغله كفرصة لتعميق معرفتنا وتوسيع آفاقنا.
وفي الختام دعونا ندعو بصدق للسلام والأمن في فلسطين، ولنتمنى أن يأتي اليوم الذي يشهد فيه الشعب الفلسطيني حياة حرة وكريمة، بعيدًا عن العنف والقهر.
اضافةتعليق
التعليقات