المعلم له دور مهم وحساس للغاية لأنه يُخرج الناس من الظلمات وله مسؤولية ثقيلة فدوره مهم، ويدعو الناس إلى النورانية وإلى الكمال وإلى العشق وإلى الحب، ويدعوهم إلى مراتب الكمال التي هي للإنسان، ومن بعده الأنبياء الذين ينشرون تلك المدرسة الإلهية عملهم وهو التعليم أيضا، إذ يعلمون البشرية، ويعلمون الناس، عملهم هو تربية الإنسان ليسمو عن مقام الحيوانية ويصل إلى مقام الإنسانية.
الوراثة هي انتقال الأملاك والأخلاق من الآباء إلى الأبناء
- أثر المعلم في التربية
تمثل المدرسة إحدى العوامل التربوية المؤثرة، ولها الأثر البليغ على الإنسان فهي مصدر للإشعاع الفكري والوعي العلمي والتهذيب السلوكي، وهي أهم العوامل المنقذة من الجهل والرذيلة إلى العلم والفضيلة .
يمثل المعلم المحور الرئيسي للمدرسة، وعمدتها الأساسية، لأن كل ما لها من تأثير إنما هو من أفكاره ومعلوماته، وعقائده وأمنياته في بناء الإيمان، وجهده المبذول لدى المتربي طفلاً كان أم غيره.
والمعلم هو الوجه الآخر في التأثير التربوي بعد الآباء والأقرباء وهو الشخص الذي يسلمه الأبوان طفلهما ويحترمانه على أساس ثقتهما به .
ويمثل المعلم لدى الطفل في مراحل حياته المدرسية النموذج الذي يتأثر بسلوكه وأنماط أفكاره، وطرق حياته، وأساليب تعامله وبقدر ما تكون علاقة المعلم مع الأطفال فاعلة بقدر ما يكون عمق أثره التربوي عليهم أقوى، لأن المعلم يعتبر نموذجاً يقتدى به ..
في السلوك الجيد والرديء، ولعلاقة المعلم مع التلاميذ وتأثيره عليهم مهم سلامة تفكيرهم وروحهم، وقد يظهر هذا التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر، وبصور مختلفة كالتقليد أو الاقتداء أو التمثيل.
بما أن التلميذ يتعلم من أستاذه العلم والأخلاق والآداب فإن عليه أن يدقق في انتخابه، ويطلب العون من الله في ذلك.
ومُلخص الكلام أن للمعلم قيمة اجتماعية عظيمة، وإن كان يبدو قليل القيمة في زماننا، فهو في ثروات المجتمع النفيسة فلذات الأكباد ويصنع منهم رجال الغد. الحقيقة يربي ويقوم بتحريك المجتمع، ويتمتع بمكانة سامية بنظام التربية في الإسلام، لأن عمله يعتبر عمل الأنبياء.
وقد ذكر علماء الأخلاق أساليب عديدة تبحث في السلوك السليم وإنمائه على مراحل ضمن محورين: أسلوب وبناء.
المرحلة الأولى: في بناء السلوك وإنمائه محورها الوالدان
إن قلب الطفل وعقله صفحة بيضاء، لا يوجد فيها فكرة صحيحة أو خاطئة الآباء والأمهات هم الذين يستغلون هذه الصفحة البيضاء ويقومون بأقصى الاستغلال يجعلون قلوب أطفالهم تتزين بالكلمات الفاضلة والأخلاق الحميدة، قال الإمام علي لابنه الإمام الحسن (عليهما السلام): إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما التي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ...
نفهم من النص أن أول مدرسة يبني فيها الطفل ويربى و يهذب على رؤوس الإنسانية هي مدرسة الأسرة، وأول معلم هو الأب والأم، بالأخص الأم، لأن الكثير من الاستعدادات والقابليات، وتوجيهات البناء والهدم يتعرض لها الطفل خلال وجوده في أحضان أمه .
وإن الوالدين يتحملان المسؤولية أمام الله تعالى وأمام الناس اتجاه سلوك أبنائهم وتهذيبهم وتربيتهم التربية السليمة، لأن الكثير من البناء والتهذيب التربوي للعائلة تبقى مدى الحياة تفرز تأثيراتها على الأبناء، وإذا ما أردنا تغير آثارها فسوف نعاني صعوبات كثيرة.
ويعتبر البيت أفضل مدرسة تربوية لبناء سلوك الطفل وتهذيبه بشرط تقوم الوالدان بتعليمه دروساً في الفضيلة والشرف والمجد والعظمة، أساس الضوابط العقلية والشرعية ولا ننسى أن الأبناء يمثلون انعكاسات أخلاق وسلوك الوالدين وحسب قوله بعض الحكماء (أرني ولدك لكي أقول لك من أنت).
اضافةتعليق
التعليقات