الترابط الأسري لة آثار إيجابية كثيرة على أفراد الأسرة وعلى المجتمع بشكل عام حيث كان الترابط الأسري لفترات طويلة من أهم خصائص مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولكن الحياة المتسارعة وتقلبات الأمور تنسينا دومًا أهميته وتختزله في مفاهيم سلبية أكثر منها إيجابية.. وهذا ما نستفيض بالحديث عنه في السطور الآتية.
قيمة الترابط الأسري للأسف باتت مفقودة في كثير من مجتمعاتنا العربية، بعد أن كانت تلك المجتمعات مضرب المثل في هذه القيمة الرائعة.
للأسف اختلطت قيمة الترابط الأسري بمفاهيم أخرى مثل التطفل والتدخل في شؤون الغير، وهذا أمر مختلف، لم تكن أبدًا قوة الترابط الأسري ضربًا من ضروب هذه الصفات المستهجنة، وإنما هي دومًا من الصفات المستحسنة.
الرابط الأسري هو ما يضمن للمجتمع الصغير الخاص بكل أسرة وعائلة أن يجد كل فرد منها من يساعده على تأدية الأمور التي يحتاج إليها، ألا يبقى وحيدًا في هذا العالم يصارع كل شيء بمفرده، ألا تنفتح عليه كل الجبهات دون رحمة. لذلك يجب على الأبوين أن يدركا المسؤولية التي ستكون فيما بعد دخول عش الزوجية وأن الحياة بعد ذلك يجب أن تبنى على أسس صحيحة ومنظمة وإلا يهلك كل فرد داخل هذه المنظمة الصغيرة.
ما معنى الترابط الأسري؟
مفهوم الترابط الأسري رغم أنه بات مختلفًا عن كل الفترات السابقة لكن له ضوابط عامة تتشابه في كل العصور وتحقق الأغراض ذاتها.
قديمًا كان الترابط الأسري في بعض الأحيان مبالغًا به ولكنه كان يحافظ على عزوة الفرد وسط أهل منزله، ووسط أسرته وعائلته الكبيرة.
ولكن في بعض الأحيان كانت هناك عيوب لهذا الترابط مثل انفتاح البيوت وأسرارها على مصراعيها أمام الكل، وهذا شيء سلبي بكل تأكيد، إذ إن أي درجة من درجات الترابط لابد أن تحافظ على خصوصية وأسرار البيت الواحد لأن التساهل في هذا الأمر يخل بالنظام.
الآن يمكن تعريف مفهوم الترابط الأسري بأنه الحفاظ الدائم على صلة الرحم، والعلاقة بين كل أفراد الأسرة وبعضهم البعض، ومتابعة شتى الأمور المتعلقة ببيوتهم دون تطفل، وعرض أكبر قدر من المساعدة الصادقة، وتمني الخير والبقاء دائمًا على قرب والحفاظ على الود.
هذه هي دعائم الترابط الأسري الهامة التي يقوم عليها مفهومه، والتي باتت تغيب عن الكثير من المجتمعات في الوقت الراهن.
تأثير الترابط الأسري على الحالة النفسية:
- كلما كان الوالدان أكثر نضجًا، كلما استطاعوا تكوين جو أسري مترابط ومميز.
- وكلما زاد قدرتهما على حل الخلافات بينهما بطريقة عقلانية وناضجة.
- سوف يؤدي ذلك لإلى وجود راحة نفسية تسود المنزل، ويشع الأفراد بالحب والدفء.
- ينبغي أن يكون الأب والأم أكثر تعليماً في أمر الزواج أي يعلمون أنه مودة ورحمة قبل أن ينجبون أبنائهم حتى لا يفسد الجو الأسري المميز.
- العمل على الترابط فيما بينهم بشتى الطرق سواء من خلال التضحية أو أداء الأدوار الواجبة لكليهما.
- إن وجود مسافات بين أفراد الأسرة يدمر كل شيء ويدمر فرحتهم وسعادتهم، وخصوصًا صحتهم النفسية وسلوكياتهم الاجتماعية التي تخضع للتضخم بمرور الوقت في ظل تلك الظروف.
أهمية الترابط الأسري
الترابط الأسري له العديد من المميزات فهو يساعد بشكل كبير على تحسين نفسية الأطفال ويجعلهم يشعرون بالانتماء لذا سنوضح ذلك وأهميته من خلال السطور الآتية:
- فهو ييعمل على تعزز ثقة أفراد الأسرة بأنفسهم ويعمل على تعزيز ثقتهم بمن حولهم.
- كما يساعد الترابط الأسري على تكوين فرداً سويًا لا يوجد لديه أمراض نفسية معدية يؤثر على المجتمع بأسره ويخلق جوًا عامًا صحيًا ويخلق بيئة جيدة للتعامل.
- كذلك يعمل على زيادة الاهتمام والتركيز في الدراسة والمذاكرة لدى ابناء هذه الأسرة.
- كما يجعلهم يشعرون بالفخر بالانتماء لعائلتهم مما يزيد حبهم لبعضهم البعض.
- كما أن الترابط الأسري هو من أوامر الله عز وجل لان الله قد حثنا على صلة الرحم وحسن معاملة الأبوين لذا فأن الترابط الأسري من الأشياء التي ترضي الله بشكل كبير.
- السلام والأمن والطمأنينة بين أفراد والأسرة والمجتمع.
- كما يوفر الترابط الأسري مناخ صحي وسليم يساعد في بناء مجتمع حضاري ومتقدم.
- لذا علينا نشر الوعي بقدر كافي من أجل التعامل بشكل صحيح مع كافة أفراد الأسرة
- حيث أن الانتماء الأسري والترابط يعزز الشعور الداخلي للأسرة ويمنحهم الشعور بالسعادة
- تكمن أهمية الترابط الأسري في تأثيره على المجتمع في أنه يؤسس لوجود أفراد منتجين لديهم حماس للعمل وقدرة على انجاز كافة المهام بشكل مميز.
- كما أن الترابط الأسري يخلق أفراد لديهم قد عالي من الأمانة.
- وتخلق قيم في الأفراد حسنة، لأن القرب من الآبوين يجعل الأفراد يشعرون بالأمان والطمأنينة.
الأسس المساعدة في بناء الترابط الأسري
الدين
الدين هو أول وأهم عامل ترتكز عليه الحياة بالكلية فمن كان في دينه صالحا صلحت دنياه وصلح أمره.
الدين هو الوسيلة الأولى لتحقيق المراد من ايجابيات الأمور والبعد عن أي من مخاطر حياتية. الدين هو الركيزة التي يجب أن تبنى على أساسها الأسرة، ويكون استخدام الدين في تحقيق أسرة متوازنة بأشكال متباينة. القيام باختيار الآخر بشروط يكون أولها الدين، فإن الزوج الصالح والزوجة الصالحة. وجوب إدراك كيف يخوضون في أمر الزواج بما يرضي الله حتى يعود ذلك عليهم بنتائج جيدة ترمي إلى تعزيز ناحية الترابط الأسري. يجب على الأبوين تربية أبنائهم على العقيدة الصحيحة وحسب تعاليم الدين الإسلامي. غرس بداخلهم الضمير الذي يعتمد على أوامر ونواهي الدين. توعي الأبناء بما عليهم من الواجبات والحقوق سواء تجاه آبائهم أو إخوتهم وبذلك تكون العلاقة أقوى وأكثر ترابطاً.
المؤثر الاجتماعي
مما نرى من قصص الحياة فإن انعدام إدراك أي فرد داخل الأسرة بأهمية الترابط الأسري وبما عليه من الواجبات والحقوق يحدث خللا قد يكون وحده كفيلا بهدم الأسرة. على كل فرد أن يلتزم بما هو مسؤول عنه ودون أن يتحمل ضغطا من مسؤولية أحدا غيره. التمعن في أهمية وجود كلا منهما وأن يحافظ على بقاء الود بينهما حتى يجنيا ذلك في شكل حياة سعيدة أكثر وأبناء سعداء أيضا وأسرة قوية مترابطة يتوفر فيها رخاء يعتمد على القبول واستيعاب كل طرف للآخر.
الحالة الاقتصادية
ندرك أن قلة المال تسبب الكثير من المشاكل داخل الأسر الفقيرة وذلك نتيجة لأن بانعدام المال تنعدم تلبية رغبات كل فرد. ضيق المعيشة يسبب تكدرا وخلافات بين أفراد العائلة. من المهم جدا أن لا يكون ذلك حاجزا بين الأسرة وسعادتها لأنه إن وجد ذلك فإن الترابط الأسري يكون في طريقه الصحيح والعكس صحيح.
الحالة النفسية
كل ما كان الأبوين ناضجين بشكل أكبر كل ما كانا قادرين على حل الخلافات التي بينهما وبشكل عقلاني وأكثر نضجا، وجود ذلك تكون النتيجة هي الراحة النفسية التي تعم أرجاء البيت وبالتالي يكون الود والمحبة في ازدياد مما يجعل العلاقة تسير في اتجاه صحيح وموفق. على الأب والأم أن يكونا أكثر ثقافة في أمر الزواج قبل الشروع فيه حتى لا يهدم ما يجب بناؤه. العمل على الترابط فيما بينهم بشتى الطرق سواء عن طريق التضحية أو القيام بالأدوار الواجبة على كلا منهما. وجود مسافات بين أفراد الأسرة يهدم كل شيء سواء كان مشاعر ألفة وحب أو صحة نفسية أو بدنية أو سلوكيات اجتماعية سيئة تكون عرضة للتضخم مع مرور الوقت في ظل هذه الظروف.
اضافةتعليق
التعليقات