لا يكاد يوم يمضي لا أراك فيه واسمع فيه صوتك، لكن قلبي لايجدك او بالاحرى يتمنى عدم وجودك فأنا أراك مخربا لحياتنا لا مصلحا لها، تفتعل المشاكل وتكثر الطلبات وفي نهاية يومنا ترتفع اصواتنا بمشادات كلامية لا طائل لها.
کنت ولدا ذکیا، نعم کنت ولكنك لم تقدّر النعمة التي اسبغها الله عليك بوجودي، واختفت فرحتك عندما بشروك بمجيء ولد لك ولكن لا اعلم لماذا انمحت تلك الفرحة وصرت تعاملني كعدو او كعبد لا يحق لي النقاش معك او ابداء رأي ما.
ابي اين انت، ارجوك عد كأب او لاتعد فانا لا اتقبل غير صورتك الأبوية حين تلاطفني وتلاعبني، حين تخرج معي الى فسحة صغيرة هذا يعني لي العالم برمته، لا تتعب نفسك بجمع النقود وشراء البيت او الاثاث فهذا لايهمني بقدرك انت، فكلمة طيبة وجلسة ابوية حانية تعوض كل هذه الأمور.
اعرف انك تعبت من الزمن وان الحياة قاسية وصعبة لكن ذلك لايمنعك ان تكون اب بما لهذه الحرفين من معنى، ارجوك حين تدخل البيت ابدأ بالسلام ولا تصرخ فلا شيء يستحق الصراخ، لا تحاول تعنيف امي فهي امرأة رقيقة وتتعب من أجلنا، لا تحاول ضرب اخي فهو جزء مني، ابي لا اعلم ان كان القدر سيجمعك وتقرأ اسطري هذه ام لا فعلى حد علمي انك لاتحب القراءة ولكن قد تقرأها ولو بعد حين وقد تفهم ما هو شعورنا اتجاهك، فصوتك المرتفع يمنعك الان من سماع مانقول ومشاغلك المتعبة لاتدع لك المجال لكي نجلس جلسة عائلية ولو لمرة واحدة.
دائماً يوصون الابن بأبيه خيراً ويقولون ان الاب لايحتاج لوصية ولكني اوصيك بي خيراً..
احياناً حين ينادونني باسمي في المدرسة اسرح بعيداً ولا اجيب بنعم فيجعلني المعلم في سجل الغائبين ويحق لي ان اشرد بذهني وافكر لماذا انت ابي ولما انا ابنك بالذات، قد اكون معترضا على قضاء الله وقدره ولكن يعلم الله ما المّ بي من وجع.
اغفو على وسادتي واتمنى ان يأتي يوم جديد واجد فيه الاب الذي رسمته في مخيلتي؛ الاب الحاني الذي انسى رجولتي بحضرته واضع رأسي على كتفه ويمسح على رأسي ويؤازرني إن ألمّت بي نائبة ويسهل لي مصاعب الحياة، اتمنى ان اروي لك مغامراتي واطلعك على اسراري فانا لدي الكثير لاحكيه لك.
عندما تعود..
عندما تعود تجد قلبي المحطم وقد رممته لاستقبالك..
عندما تعود سأفرح حين يقرنون اسمي بأسمك..
عندما تعود فأنا مستعد لانام من غير عشاء وان اتوسد التراب فالمال لايجلب السعادة..
عندما تعود عد بحرفين فقط (الالف والباء) واترك كل شيء وراءك علنا نلتقي..
هذه الحروف خطها شاب في مقتبل شبابه، كان ابوه يعامله معاملة جافة ويضربه احياناً ويعنفه ويصرخ بوجهه، تمنى ذلك الشاب ان يعود اباه بحلة جديدة ويكون على غير ماهو عليه الآن، وفي مجتمعنا نجد مئات لا بل آلاف الحالات كحالة هذا الشاب المسكين فلو سألنا الآباء لماذا كل هذا العنف على اولادكم فنجد الإجابات متفاوتة، فهذا يتهم ابنه بالعناد واخر باللامبالاة وغيرها من الأمور..
فكيف اتعامل مع ابني الشاب او المراهق؟؟
1- تفهم احتياجاته
مع نمو ابنك الجسماني والعقلي والوجداني ودخوله لمرحلة جديدة من حياته، فإن كثيرًا من احتياجاته تتغير وتختلف، من حقه إذن أن تستوعب أنت هذه الاحتياجات وتتفهمها وتقبلها أيضا، حتى لو كنت لا تتفق معها في بعض الأوقات.
2- تفهم أهمية وجود الأصدقاء في حياته، وساعده في الاختيار الصحيح
الأصدقاء هم العائلة الجديدة، وعليك أن تتقبل ذلك، فكل ما يفعله ويقوله أصدقاء ابنك سيؤثر فيه بشكل أو بآخر، تقبل وجود أصدقاء في حياة ابنك وإذا أردت أن تنتقد شيئا لا يعجبك عبر عن ذلك بلطف وبهدوء. كثيرا ما يميل الابناء لاختيار أصدقاء مميزين يبهرون بهم اباءهم.
3- كن صديقا لابنك وأب أيضا
مفتاح العلاقة في هذه الفترة هو الاحترام. إذا أظهرت لابنك احترامك لرغباته واختياراته وكذلك تقبلك لكل التغيرات التي ستحدث في شخصيته، مع قدر من الحزم والحب، فسوف تكسب ابنك إلى صفك، وستكون أنت مصدر الأمان ومن سيلجأ إليه ابنك عندما يمر بأي أزمة.
4- علمه مهارات الحياة
انقل لابنك خبرتك في الحياة، علمه مبادىء ومهارات التعامل مع تلك الحياة الصعبة. علمه كيف يقود سيارة، كيف يختار وظيفة، كيف يتصرف في المال، كيف يختار كليته.. كل هذا سوف يقربك أكثر من ابنك، ويجعله يثق بك.
5- شجعه على القيام بنشاطات منزلية
المراهقون يميلون للخروج من البيت إلى أماكن مختلفة مع أصدقائهم، لا يهم أين، حتى أنهم يتسكعون في الشوارع بلا هدف. اجعل البيت مكانًا مناسبًا لابنك في هذه المرحلة حتى يمكنه قضاء أطول وقت فيه وأيضا استقبال أصدقاءه.
وجود علاقة قوية بين الأب وابنه في تلك المرحلة الحرجة، مهم جدا لنفسية الابن، فتلك العلاقة تدعم ثقته بنفسه، وتعطيه طاقة إيجابية. إذا استطاع الأب أن يكون صديقا لابنه، سيكون الشخص الذي يلجأ إليه الابن، وستستمر تلك العلاقة قوية حتى بعد أن يكبر الابن ويستقل.
استثمر وقتا ومجهودا لأجل ابنك ولا تبخل عليه بعلاقة صداقة قوية مع أبيه.
واخيراً اقول لك يا ايها الشاب الحديث العهد بالشباب اجعل هذه الاية نصب عينيك مهما كان ابوك او ابويك قال تعالى: {وبالوالدين احسانا{.
اضافةتعليق
التعليقات