الغدارون الذين يطعنون في الظهر هم سيدات وسادات الظهور بمظهر الشخص اللطيف أمامك إنما ما إن تدير ظهرك حتى تصبح بالنسبة لهم هدفاً سهلاً.
هذه الجماعة من الناس تضم المتآمرين، مدبري المكائد، المرائين، النمامين، المغتابين، المتملقين، الثرثارين.
من استراتيجياتهم القيام بحركات غمز ولمز تشير إلى استهجانهم. من هذه الحركات رفع الحاجب أو تدوير العينين أو التكشير والتفوه بتعليق يبدو بريئاً أو إيجابياً ..
لائحة تشخيص الغذارين والخائنين
متفاخر ومتبجح.
ينسب إلى نفسه المآثر والإنجازات فيما الواقع أنها ليست كذلك.
يدخر المعلومات.
يسعده أن ينشر أخباراً سلبية عن الآخرين.
يتزلف.
ينشر الإشاعات.
يطالب بالمديح عن أشياء لم يفعلها.
يظهر بأن لديه اتصالات وعلاقات مع أشخاص نافذين أكثر مما هي في الواقع.
يتخير من يمدحه ومن يتكلم إليه.
يخفي غالباً الشعور بالنقص والتخوف.
الغاية من وراء تصرفاتهم هو الكسب الشخصي وإرضاء الذات على حساب الآخرين .
إنهم بارعون في الكلام المزدوج المعنى حيث المعنى السطحي هو شيء والمعنى الضمني هو شيء آخر، في العمل سيحاول هؤلاء تضخيم إنجازاتهم والتقليل إلى أقصى حد من قيمة إنجازاتك. هم ليسوا إلى جانبك، بل أن صورتك تتلاشى أمام صورتهم الرائعة التي يرسمونها لأنفسهم .
بحسب رأيهم لقد أمضوا وقتاً طويلاً في العمل الشاق وكدوا وتعبوا وابتكروا أفكاراً ملهمة أما أنت فكنت تتكاسل وتهدر الوقت هباء.
هم بارعون في تعبيد طريقهم إلى الزعامة. يمكنهم أن يتزلفوا، وهم خبراء ماهرون في تغطية أخطائهم فيما يعملون على تسليط الضوء على أخطائك .
اعلم أن الغدارين والخائنين يبتهجون عندما يكون الآخرون غارقين في الوحل. من هنا ننصحك بالحذر والابتعاد عن الرمال المتحركة، إذ يمكن أن تقع في المتاعب .
الواقع أن التعاون والتشارك ليسا من شيم أي فئة من الفئات. ستجدهم سعداء بنشر آخر زلاتك ونشر أي غلطة ارتكبتها يوماً. الواقع أنك لن تحتاج إلى أعداء بوجود زملاء هؤلاء. وإذا كانوا أذكياء يتجنبون الشكاية على أخطائك الكبيرة و يركزون على هفواتك الصغيرة .
بعض الطرائق التي يعتمدها الخائنون في حياتك الشخصية والاجتماعية
يصعب من الناحية الاجتماعية التعامل مع أصحاب الوجهين ستجد هؤلاء المنحرفين يرحبون بك مهللين ولكنهم لن يلبثوا أن يستغلوا أية فرصة لتشويه سمعتك. .
من الممكن أن تحافظ على صداقة هؤلاء الأشخاص المخادعين إنما عليك أن تعرف مع من تتعامل. يمكنك أن تسبح مع القرش دون أن ينهشك ولكن عليك أن تتحصن كثيراً لتستطيع السباحة معه بأمان.
أنت معرض للتهميش الكامل. وكما علق هاري ترومان مرة: «يمكنك أن تحقق أي شيء طالما أنك لا تأبه إلى من سيسند الإنجاز الذي قمت به».
يطالب هؤلاء بالمديح والانتباه، وحتى تكون صديقاً لهم عليك أن تكون مستعداً لتزويدهم بهذا المديح وذاك الانتباه .
بإمكان هؤلاء أن يغووك لأنهم يبهرونك بمآثرهم وإنجازاتهم. وقد يجعلون الأمر يبدو وكأنـهـم اجـتـرحـوا المعجزات رغم أنهم محاطون غالباً بأشخاص متوسطي الذكاء، غير موهوبين. ولكن انتبه فقد تصنف أنت في يوم ما من ضمن هؤلاء المتوسطي الذكاء، غير الموهوبين.
يحب الغدارون أن يظهروا أنفسهم. ستجدهم في أي صورة عائلية أو صورة التقطت للعاملين في مؤسسة ما، تراهم يحضرون كل المناسبات التي يمكنها أن تعزز مكانتهم المهنية.
بعض الطرائق التي يعتمدها الخائنون والغذارون في المؤسسات
هي حجب المعلومات عنك، المعرفة قوة، وهذا ما يفعله هؤلاء. فهم يسعون للحصول على المعلومات ويمنعونها عن الآخرين.
وهذا ما يسمح لهم بأن يبدوا ملمين عارفين بمعلومات كثيرة فيما ستبدو أنت أحمق، غير متابع أو مواكب للحاضر. قد يراقبونك مثلاً تعمل وتكد على مشروع ما ليقولوا لك لاحقاً بنبرة متعاطفة: «ألم تصلك الرسالة بأن هذا المشروع ألغي»؟. وسيضيعون وقتك أيضاً عبر امتناعهم عن إخبارك بالاجتماعات وعدم تمرير الرسائل الهاتفية إليك وتناسي تسليمك الدعوات وعدم إخبارك بتغير جداول المواعيد.
يفعلون أي شيء ليكون لهم اليد العليا عليك. وقد ينتهي بك الأمر أن تشعر أنك نفسياً، مستغل ومتهم.. مجروح.. ائتمنه على أسرارك أو أخبره عن مصادر قلقك وسترى ما سيحدث. سترى أن سرك انتشر في العالم، وسيتغنون به تغنياً .
التظاهر بأنهم يدعمونك ويتعاطفون معك
من الأمثلة على ذلك قول الغدار لزملائكم المشتركين: «من المؤسف أن يكون (فلان) قد بذل كل هذا الجهد على الملف والمدير ما يزال راغباً بإدخال بعض التحسينات».
لا تشحن قلبك بالغيظ إثر الغيظ حتى يفيض بك الكيل، فتفقد القدرة على معرفة ما الذي أغضبك بالدرجة الأولى. وقد تنحط إلى مستواهم وتبدأ بالاشتراك في تصرفاتهم الخسيسة. الغضب خطر لأنه يفقدك القدرة على وضع الأمور في نصابها، الأخذ بالثأر ليس شيئاً غريباً عادة إنما القيام بذلك بدون التفكير ملياً قد يجلب عواقب سلبية .
نظف إذن رأسك من كل الأفكار أولاً. اجلس وابدأ بتدوين جميع الأفكار والشكاوي والمظالم المتعلقة بالشخص الصعب. وإن لم تستطع الكتابة فحاول أن تسجلها على آلة تسجيل. من الأمثل أن تبدأ قصتك بالكلمات: "كان يا ما كان في قديم الزمان"..
صياغة قصتك على شكل قصص الأطفال الخاصة بالسحر والجنيات تسمح لك بقراءتها عدة مرات، وتمنحك بعض البعد العاطفي من الوقائع المخادعة، يكتشف بعض الناس أنهم في البداية يكتبون حكاية تراجيدية طويلة ملؤها اليأس ولكنهم يعودون فيهذبونها. التفاعل أو التواصل المكلف مع الشخص الصعب يجعلنا نؤول ما لا معنى له، فقد تعتقد مثلاً أنه يخصك بهذه المعاملة السيئة فيما هو في الواقع بغيض مع كل الناس. وتساعدك التمارين الرياضية على تصفية رأسك وإجلائه. ليس عليك أن تكون مدمناً على قاعات الألعاب الرياضية بل يكفي أن تمشي بانتظام، فستكون مضغوطاً نفسياً بسبب تحملك للشخص الصعب المراس، لذا ستحتاج بعض الوقت والمسافة للشفاء.
يعمل الحكماء على تحليل الوضع مراراً وتكراراً بشكل دقيق يصل الى درجة الوسوسة. وهذا ما يؤدي إلى اجترار الأفكار والحرمان من النوم وتأجيل الأعمال الضرورية .
السعي إلى أفضل النتائج
لعل أفضل النتائج التي تتوقعها من الخائن أو الغدار هي أن تسلم سمعتك منه وأن تأمن خصومته. فيما يتعلق بك سيكتشف الخائن والغدار أنه سيحتاج إلى أن يكون مستقيماً. وعندما يصل الأمر إلى التعامل معك سيتعلم عدم اللغو ونشر الإشاعات .
مع بعض الصمت اعمد إلى تنظيم نقاش سري مع الخائن والغدار وقل له خلاله: «سمعت أن لديك مشكلة الأشياء التي أقوم بها، ليتني أسمع ذلك منك بشكل مباشر». ثم توقف قليلاً، ودع المكان بشكل ولا تخف! الصمت لا يقتل أحداً ولن يقتلك . مريح . سينكر بعض الغدارين بشكل مطلق أن لديهم مشكلة معك. وفي هذه الحالة حدق فيه جيداً ولا تجعل عينيه تحيدان عن عينيك وقل له: «هل أنت متأكد؟ أشار بعض الناس إلى أن لديك مشكلة مع الطريقة التي . . ».
أي لا يأتي من أفعال الغدار بل من استعداد الناس إلى تصديق هؤلاء الغدارين.. يميل المسالمون إلى لوم أنفسهم وحمل الأمر على محمل شخصي وهذا ما يجعلهم يشعرون بالعجز عن التصرف.
من المفيد أن تسأل نفسك إذا كنت تتعامل مع الخائنين والغدارين :
* أكنت مذعناً بشكل كبير لهذا الشخص؟ أكنت أتحمل كثيراً؟ أكنت سلبياً جداً وهل كنت أسمح له بأن يملي علي حياتي؟
كنت منفتحاً كثيراً وكنت أثق جداً به؟ إذا أجبت بـ«نعم» عن أي سؤال من هذه الأسئلة فهذا يعني أن عليك ألا تظن أن أفعالهم هي غلطتك أنت. وهذا يعني أن عليك أن تدرس الموقف وأن تمعن التفكير في كيفية تغيير ما تساهم به في المشكلة ومن ثم العمل على حلها. سيتأثر سلوكك بالطريقة التي تتعامل بها مع الشخص الصعب لقد أشرنا إلى أن المحاربين هم أشخاص مندفعون والـخـيـالـيـيـن هـم أشخاص خلاقون لا يحبون الـتـفـاصـيـل والمسالمين هم أشخاص مذعنون يلبون حاجات الآخرين على حساب أنفسهم ويتجنبون الصراعات أما الحكماء فبطيئون وحذرون .
ما الذي كنت تفعله في السابق عندما كان الأشخاص صعبو المراس ينتقدونك؟ أكنت تجلس صامتاً وأنت تصر أسنانك؟ أم كنت ترد الصاع صاعين.
مهارات تغییر وجهات النظر
إن ذلك لعمل مزعج ومجحف، غير عادل. ولكن بقاءك حانقاً، غاضبا، سيعيقك عن التصرف لقد أصبح الخائنون والغدارون على ما هم عليه لأنهم يجدون صعوبة في القيام بالأشياء بشكل مباشر صريح، وغالباً ما يجعلهم ذلك لا يحصلون إلا على قلة قليلة من الأنصار والحلفاء إن غدرهم غالباً ما يكون تعبيراً عن حسدهم.
تطبیق استراتيجيات التغيير
إن أفضل طريقة لتغيير الخائنين هي أن تكون صريحاً، متيقظاً أنشئ علاقة قائمة على الاستقامة والاحترام المتبادل. استعد لمواجهتهم بسلوكهم واستمر على ذلك حتى تتغير أفعالهم ويصفو الجو بينكم . يتهرب الخائنون والغدارون من الطرائق المباشرة.
كن واضحاً، صريحاً، وحازماً. إذا كان الخائن أو الغدار قد أعاد تطمينك إلى أنه ليس الفاعل ثم اكتشفت أن طرائقه لم تتغير فكن فظاً.
لا تسأل بل تحدث بشكل مباشر قل مثلاً: «أعرف الآن أنك كنت تشتكي علي من وراء ظهري أريد منك التوقف عن هذا والتباحث معي بشكل مباشر في أية مسألة لها علاقة بي..
على هذا المنوال فاتخذ إجراءات للتأكد أن تكون في المستقبل مقتصرة على العمل فقط». قد يرتجف صوتك ولكن ارتعاش الصوت ليس جريمة قل كلمتك بأقوى ما يمكنك وعندما تنتهي من الحديث غادر المكان بهدوء وبسرعة .
من المواقف التي حصلت ..في المدرسة التي أعمل فيها كان هناك مجموعات من الأهالي الذين كانوا يلتقون كل صباح حيث كانوا يبدؤون بمناقشة عيوب الأساتذة أو المدير أو أنشطة المدرسة بعدما ينزلون أولادهم. لقد أصبح هؤلاء الأهل أقوى ناشرين للإشاعات والقصص وكان لا بد من القيام بشيء، فطلب من إحدى المعلمات ملاحقة كل شائعة.
فكان أن راحت تمضي ساعات وهي تتصل بأهالي هذه المجموعة وتسألهم : «إنكم قلقون من أشياء لها صلة بالمدرسة فهلا أخبرتموني ما هي الأشياء التي تقلقكم؟». والواقع أنه نادراً ما وافق الخائنون والغدارون على أن لديهم ما يقلقهم بالنسبة للمدرسة، لقد استغرقت ملاحقتها كل شائعة ستة أسابيع حتى صمتت ألسنة هذه الجماعة.
كيف تقلل من سميتهم
بعد المواجهة، الخطوة التالية، هنيء نفسك على مواجهة سمهم بشكل مباشر فما هذا بإنجاز بسيط أبداً. ضع الآن طاقاتك في تسويق نفسك «الجديدة». تأكد أن الناس يرون الأوجه الإيجابية لسلوكك. كن صانع الأخبار وليس متلقيها. ليس هذا وقت الخجل. إذا كان لديك مجموعة متنوعة من الرفاق أو الأصدقاء أو أفراد العائلة فدون اسماءهم موزعاً إياهم إلى فئات، أولاً فئة من يصدق الأخبار السيئة عنك، ثانياً فئة من يشك فيك ولكنه غير متيقن وثالثاً فئة من هو إلى جانبك .
في الواقع إن تسويق الذات بعد فترة من الغدر والخيانة سيستغرق وقتاً . امنح نفسك ستة أسابيع حتى تعد حملة وحاول أن تسوق نفسك كشخص محب، هادئ، واثق من نفسه. ادعم الذين يقفون إلى جانبك وذلك عبر زيادة تواصلك الإيجابي معهم . سيتأثر بهذه الطريقة أيضاً الجماعة الحذرة غير المتأكدة منك. كن محباً ، ودوداً ، ونموذجياً بطريقة تسمح لك بزرع بزور الشك. فإن كان ذلك غير كاف، فاعمل على تغذية بزور الشك التي زرعتها عن الغدار والخائن. مثلاً قل: «كنت قلقاً على فلان مؤخراً، لقد بدا قلقاً بعض الشيء وسلبياً، لاحظت أي شيء من هذا القبيل؟
تعلم عزيزي القارئ دروساً للمستقبل.
إن أحد الأسباب التي كانت تجعلك عرضة للهجوم من قبل الخائن والغدار هو أنك كنت تتوقع من الناس أن يعاملوك بعدل، وهذا ما قادك عن غير وعي منك إلى السماح للنميمة القاسية والخبيئة بالجريان من وراء ظهرك.
وهذا هو السبب أيضاً الذي جعلك تستخف بدرجة التسويق التي تحتاجها للإبقاء على صورة إيجابية لنفسك. سيعلمك الغدار والخائن أن :
*صورتك هي شيء تتحكم به أنت نفسك.
*ليس للغيرة والحسد حدود.
*يمكنك أن تشارك في حملات التسويق الخاصة بك، يمكنك إذا اقتضى الأمر أن تقوم بحملة مضادة والأهم أن تكون صريحاً مباشراً.
الدرس الآخر الذي يعلمك إياه الشخص الغدار والخائن هو أن عليك أن تنمي مجموعة من قواعد السلوك الخاصة بك وأن تمسك بها :
* لا تسمح بالمقاطعة أو التهويل أو الإهانة .
* قدم ما لديك واصغ جيداً.
* استعد لتكون جزءاً من الحل.
* عبر عن تقديرك لموقف الآخر. اسكت وتجاهل الموضوع مرحلياً لتحله في ظرف مناسب أكثر .
اضافةتعليق
التعليقات