يقسو الكثير من الآباء, والأمهات على أولادهم التلاميذ, ويمطرونهم بوابل من الكلام المحبط مثل: أنتم فاشلون, أو أغبياء, ولن تنجحوا وغير ذلك إذا ما أنخفض مستواهم في أي مادة دراسية!, فضلاً عن إذلالهم وأتباع أسلوب المن والأذى معهم لأنهم ينفقون عليهم ليتعلموا, ويحصلوا على شهادات عليا, إلى جانب الضغط عليهم كي يستذكروا دروسهم حتى وإن كانوا مرهقين, وفي حاجة ماسة إلى النوم, والراحة!, متصورين أن هذه الأساليب ستوصلهم إلى طريق النجاح, والتفوق, وستجعلهم أكثر حرصاً, وخوفاً على مستقبلهم, غير واعين بأن انتهاج هذا النهج الخاطئ معهم يضرهم, ولا ينفعهم أبداً, وقد يؤدي بهم إلى الوقوع في براثن الفشل, والتسرب من التعليم, ومن ثم الإنحراف, والفساد..
لا شك أن أحداً من الآباء والأمهات لا يريد, ولا يتمنى الفشل لولده, فكلهم يحبون الخير, والفلاح لفلذات أكبادهم, ولا يدخرون وسعاً لتوفير حاجياتهم, ومطالبهم مهما تكبدوا من صعاب, وضغوط؛ لأنهم أهم مشروع يستثمرون فيه أموالهم, وجهدهم, ووقتهم, ويبذلون من أجله كل نفيس وغالٍ؛ كي يؤتي ثماره الطيبة, المشرفة, لكن ولأن من الآباء والأمهات لا يعرفون الطرق المثلى ذات الآثار الإيجابية التي ينبغي اتباعها في تربية الأولاد تربية سليمة, ولأنهم غير مدركين الفوارق الكثيرة بين جيلهم الذي كان من الممكن أن يتحمل القسوة, والخشونة في التعامل؛ لصعوبة الحياة والظروف وقتها, وبين الجيل الحالي الذي يتمتع بشتى وسائل الراحة, والترفيه, ويعد أكثر جرأة وانفتاحاً من الجيل السابق؛ تتسع الفجوة, ويحدث الصدام بينهما, ويكون من الصعب التلاقي, والتوافق, وتحقيق الأهداف المرجوة إلا إذا فهم كل جيل طبيعة الآخر, واستوعب تلك الفوارق, وأدرك مميزات, وعيوب الآخر..
فأولادنا التلاميذ في أمس الحاجة إلى الدعم المعنوي, والمادي, وبث روح الأمل, والتفاؤل بداخلهم, وتشجيعهم بأطيب الكلام, وترغيبهم في مواصلة التعليم الذي سيوصلهم إلى مكانة عملية, واجتماعية راقية إن نجحوا, وتفوقوا, وكانوا فعالين, ومؤثرين إيجاباً..
وليسوا كمعظم الجيل السابق الذين كانوا يتحملون ضغوطاً مادية, ونفسية كثيرة, ويتغاضون عن أي شيء حتى يستكملوا تعليمهم, ويصلوا إلى بر الأمان, ليكونوا قادرين على تحمل المسؤولية عن أنفسهم, وعن أسرهم التي عانت الأمرين ليحصلوا على شهادات تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل, والتي ينبغي حفظ معروفها, ورد جميلها بدعمها, والوقوف بجانبها جزاءً وفاقا.
اضافةتعليق
التعليقات