منذ رأيتها من أعوامٍ كثيرة كانت تزهو بالإبتسامة ذاتها وبالروح النقية ذاتها، أما سمو أخلاقها كان يتعالى مع كل عام وهالة السلام تحوطها من القلب حتى القالب. امرأة بعقدها الخامس ولكن حسن خلقها يبجل الصغير قبل الكبير.
تجرأتُ بإحدى الأيام على محيطها الآسر متسائلة عن الأمور التي صنعت هذا القالب الصحي لإمرأة بقلب المغريات في العالم الحديث، فأجابتني بتواضعٍ يأخذ القلب واللب قائلة؛ منذ عقدي الثاني من الحياة كنتُ أجالس الصالحين حتى تقولبتُ بصفاتهم وحين أراد لي الله الزواج إختار لي النظير في الخلق لهذا كان لي خير الكفؤ والسند.. أما الكتب الأخلاقية فكانت أُنسي ولم تفارقني منذ سنيني الأولى حتى الآن.
إبتسمت لبضع ثواني ثم أضافت؛ كنت أستاذة لغة عربية للأطفال في المدرسة وكما يعلم الجميع لم تخلُ احاديث البعض من اللغو في الحديث لهذا كنت أغربل جميع ما أستمع لكي لا يتجاوز أخلاقي وتربيتي وهكذا حتى ظن البعض بأنني منعزلة ولكنهم علموا فيما بعد بأنني أرفض لغو الحديث وأصبحوا يحترمون حريمي الخاص المطوق بالسكون والأناة لخدمة مايرضي ربي ويسمو بالمجتمع.
سألتها بتحبب مرة أخرى: وماذا عن تربية الاطفال وأهم الآداب التي إتبعتها بذلك، أجابت بإبتسامة رضا؛ كنت أضع الدعاء لهدايتهم قبل كل شيء، أدعو لهم ليلا ونهارا، ثم أضافت؛ مخطئ من يظن بأن التربية تتم عن طريق إفلات الزمام والتراخي، فلكي أنقل لأطفالي أهمّ آداب التربية كان علي أن أستخدم بعض الصرامة وأركل التهاون عن ساحة التربية كما أصبح سائداً الآن، حتى أوصلتهم لمستوى يرضي الله ويخدم المجتمع ويرضيهم في آن واحد، ولم أفتأ عن تجربة الطرق الكثيرة معهم، فمثلاً لكي يقرأوا القرآن لا أطلب منهم ذلك امراً بل أرجوه منهم بتحبب وبطرقٍ لا تنفرهم وكانوا يستجيبون.
شكرتها كثيراً على رحابة صدرها وبكامل الحب اجابت: اتمنى ان تفيدك هذه النقاط فهي ليست إلا تجربة امرأة عادية. حقاً ما أجمل التواضع!.
اضافةتعليق
التعليقات