يشهد عصرنا الحالي تطورا كبيرا في التكنولوجيا في كافة نواحي الحياة، حتى صارت هذه التكنولوجيا جزءا أساسيا في يومياتنا منذ بداية النهار وحتى النوم، صارت هذه التكنولوجيا ملازمة لنا في جميع الأوقات، فقد يشعر البعض منا بالضياع عند نسيانه لهاتفه الذكي حين الخروج من المنزل.
وأصبح من شبه المستحيل في هذه الأيام أن تجد طفلا لا يملك أحد الأجهزة الذكية من مثل الهواتف أو الأيباد أو ما شابههم، وقد يتفوق بعضهم حتى على البالغين في معرفته لكيفية استخدام هذه الأجهزة، وبذلك أصبحت هذه الأجهزة جزءا لا يتجزأ من يوميات أي طفل، وبالرغم مما لهذه الأجهزة فوائد عديدة فإن الدراسات الحديثة أثبتت أن لها مضار عديدة أيضا على الطفل سواء كان ذلك على المدى القريب أو البعيد.
إن من مضار هذه الأجهزة أنها تسبب التوحد والانعزال إذ نجد الطفل يجلس لساعات مستخدما إياها حتى أنها تصبح الأكثر تفضيلا عنده من الجلوس مع العائلة أو اللعب مع بقية الأطفال، إذ أنها أشبه بالقيود التي تحيط بالطفل وتعزله عن كل ما حوله.
ومن المضار التي قد يتعرض لها الطفل هو الانفتاح الغير محدود على الانترنت مما قد يعرضه إلى مشاهدة محتوى غير لائق لعمره فهو عالم مفتوح ليس له شروط أو حدود مع عمر الأطفال الصغير الذين لا يميزون بين الخطأ والصواب والذي قد يؤثر بالطبع على سلوكياتهم.
كما أن العنف من أكبر المشاكل السلوكية وأكثرها تفشيا لدى الأطفال والتي يكتسبونها من ألعاب الحرب وبرامج العنف والضرب والقتل وحتى أن بعضها يجبر الطفل على الضرب والسرقة وغيرها من الأمور اللاأخلاقية لكي يتمكن من الانتقال إلى المرحلة التالية في اللعبة.
ولتجنب تعرض الطفل إلى مثل هذه المشاكل يجب وضع ضوابط وقوانين تحد من استخدام الطفل للأجهزة الذكية، قد يبدو الأمر صعبا لكن مع قليل من الاهتمام فإن ذلك بالتأكيد ممكن وسوف يعتاد عليه الطفل في النهاية.
يتوجب على الوالدين وضع وقت مخصص للعائلة بدون استخدام الهواتف الذكية وشاشات التلفاز وغيرها من الأجهزة التي تعيق تواصلهم مع الأطفال، وتخصيص وقت لقضائه مع الأسرة للتواصل في مابينهم وتبادل أطراف الحديث مما يعزز العلاقة بين الأبوين والأبناء.
ومن الضروري أن يقوم الآباء بوضع شروط لاستخدام الأجهزة الإلكترونية مثل تحديد أوقات وفترات معينة لاستخدامها ولكي يعتاد الطفل على هذا النمط في الاستخدام.
ويتوجب على الوالدين أن يكونوا قدوة للأبناء فلا يمكن أن يتم توجيه الطفل بأسلوب ونظام معين في حين لا يلتزم الوالدان بهذا النظام ويقضون أغلب أوقاتهم على الهاتف أو مشاهدة التلفاز.
التكنولوجيا ضرورة في هذا الزمن حتى للأطفال ويتوجب علينا السعي لأن تكون نعمة لا نقمة عليهم، والاستفادة منها أمر مهم مع الحذر من أن نقع أو يقع أطفالنا في شباك الإدمان عليها، فأطفالنا بحاجة إلى وقت بلا قيود، وقت بلا أجهزة.
اضافةتعليق
التعليقات